تفاصيل قصص مُثيرة لمغاربة اقتحموا قصور الملك محمٌد السَادس


زنقة 20

حدثت في الدار البيضاء وأكادير وتطوان وطنجة لم تكن رغبة كل الذين وصلوا إلى حيث يوجد الملك محمد السادس تصفيته أو القيام بدور انقلابي ضد حكمه، كما حدث في أكثر من مرة مع والده الحسن الثاني، الذي قاوم الكثير من المحاولات الانقلابية رغم كل الحواجز الأمنية التي كانت تحيط به، ولكنهم كانوا في غالبيتهم يبحثون عن إكرامية من إكراميات محمد السادس، التي عرف بها منذ كان وليا للعهد، حيث ظل مقر إقامته بضواحي سلا محجا للكثيرين ممن يتعقبون مروره لكي ينعموا بعطاياه.
غير أن تكرار هذه العمليات التي عرفتها مدن الدار البيضاء على الخصوص، كما عاشتها قصور تطوان وأكادير، يعيدنا للحديث على أنه بالقدر الذي كان المغاربة يخافون من الملك، أصبحوا يخافون عليه.
تتوزع حراسة الملك في كل تنقلاته عادة على ما يعرف بالأمن الجسدي الفوري الذي يهم حراسه الشخصيين.
وقبل ذلك، هناك الحزام الثاني والثالث من الدائرة الأولى للأمن المباشر، ويتكون من سيارات من الحجم الكبير لتمشيط الموكب الملكي من المتفجرات، وأخرى تحمل أسلحة ثقيلة، لكنها لا تثير الانتباه رغم أنها تحمل تجهيزات لمواجهة أي خطر، بما في ذلك الأسلحة المضادة للصواريخ.
وتتوزع حراسة الملك عبر عدة أجهزة هي الحرس الملكي، والدرك الملكي، والأمن الوطني، والقوات المسلحة الملكية، ثم القوات المساعدة، وبدعم من كل الأجهزة الاستخباراتية.
ففي الدار البيضاء  ومراكش وتطوان وأكادير، كان الملك عرضة للخطر. وعلى الرغم من أن ما حدث كان أخطاء بسيطة لم تكن في خلفيتها أية نية للاعتداء على شخصه، إلا أنها تضعنا في صورة ملك المغرب الذي يمكن أن يجد نفسه وجها لوجه مع أي كان.
حدث هذا في 2005 حينما سرقت سيارة محمد السادس من مرآبها. وحدث بعد ذلك في 2008 حينما اقتحم مهاجرون سريون قصر أكادير خطأ، وحينما تسلل مختل عقلي إلى حيث يوجد الملك في فاس.
وفي 2009 طاردت سيدة الملك إلى داخل مقر إقامته بالدار البيضاء. كما طارده مختل في 2010 إلى حيث يوجد مسبحه الخاص، وآخر في قصر تطوان في نفس السنة. قبل أن يتسلل مهاجر إفريقي في بحر السنة الماضية إلى مقر إقامته بطنجة.

إنها الحكايات التي تثير الخوف، وتسقط في طريقها المسؤولين عن أمن الملك.

في يونيو من سنة 2005، تسلل لص إلى مقر إقامة محمد السادس بأنفا وإلى مرآب السيارات بداخل الإقامة الملكية، وتمكن من سرقة سيارة صغيرة من نوع «أونو»، بعد أن عجز عن سرقة سيارات أفخم.

غادر اللص بالسيارة أبواب الإقامة، رغم كل الحواجز، بعد أن ادعى أنه من ضمن عمال الصيانة. وبعد أسبوع، وجدت السيارة على جنبات الطريق السيار وهي في حالة سيئة. وعلى الرغم من التحقيقات التي باشرها مدير الأمن الوطني وقتها حميدو لعنيكري، ومدير أمن القصور الملكية محمد مهراد، إلا أنه لم يتم التعرف على اللص الذي عرف كيف يتجنب ظهور صورته عبر كاميرات المراقبة المثبتة بداخل إقامة الملك.
وانتهت القضية إلى جملة من التغييرات التي عرفها أمن الإقامة الملكية في الدار البيضاء.

في 2007 تسلل أحد المواطنين إلى الإقامة الملكية بأنفا ومحمد السادس بداخلها. وحينما كان الملك يتحرك بداخل مقر إقامته، سيفاجئ بشخص أمامه وجها لوجه، حيث سيخرج المواطن من سترة جيبه رسالة استعطاف ويضعها بيد الملك بعد أن قبل يده.

كانت الصدمة قوية كيف تمكن هذا المواطن من القفز على كل الحواجز الأمنية للقصر، والوصول إلى حيث يوجد الملك. لذلك صدرت تعليمات محمد السادس بمعاقبة حراسه الخاصين وإعادة هيكلة الأمن الخاص للملك.
وفي 4 من دجنبر من نفس سنة 2007، تمكن شخصان من دخول مقر الإقامة الخاصة للأمير مولاي رشيد بمناسبة المهرجان الدولي للسينما بمراكش.
ففي الوقت الذي كان فيه الأمير يستعد لاستقبال ضيوفه من المدعوين وكبار السينمائيين لحفل غداء أقيم على شرفهم، وكان يحضره محمد السادس وعقيلته للا سلمى، تمكن هذان الشخصان من الحصول على «بادج» والحضور لمأدبة الغداء، بل والسلام على الأمير قبل أن تنكشف حقيقتهما.
في 2008 دخلت إحدى الشاحنات، التي كانت تضع أرقاما إيطالية بوابة القصر الملكي لمدينة أكادير وبداخلها أربعة شبان كانوا يمتطونها خطأ.
لقد اعتقدوا أن الشاحنة متجهة إلى أوروبا، ولأنهم كانوا يرغبون في الهجرة سريا إلى الفردوس المفقود، فقد تسللوا إليها ليجدوا أنفسهم أمام فوهات بنادق الحرس بعد أن اكتشف كلاب الحراسة أن بداخل الشاحنة كائنات غريبة، خصوصا وأنها كانت تحمل معدات كهربائية ومكيفات هوائية.
لقد كان الأمر يتعلق بإسكافي من مواليد 1983، وعامل من مواليد 1990، وبعاطل وهو من مواليد 1991، وتلميذ وهو من مواليد 1992  ركبوا الشاحنة من ميناء الدار البيضاء طمعا في الوصول إلى ميلانو الإيطالية، ليجدوا أنفسهم بداخل قصر الملك بأكادير.
المثير في حكاية هؤلاء الأربعة، أنهم يتحدرون جميعهم من كاريان طوما بحي سيدي مومن، معقل الذين نفذوا انتحارات 16 ماي سنة 2003. غير أن التحقيقات التي بوشرت معهم كشفت كيف أن حلمهم بالوصول إلى جنة إسبانيا قادهم إلى قصر الملك في أكادير.

في 2008 وحينما أنهى محمد السادس صلاة العيد بمسجد آل فاس ثم غادره، وكالعادة كان لا بد لحراسه أن يركضوا خلف سيارته، أخذ الحماس أحد الشبان، الذي تبين بعد ذلك أنه من المولعين بلعب دور رجل أمن خاص، حيث رفع الحاجز الحديدي وتسلل بهدوء وشرع يركض هو الآخر خلف سيارة الملك لدرجة أنه وصل إلى محور الدائرة الأمنية الملكية، حيث يوجد فكري والجعايدي. ولأنه كان يرتدي بدلة سوداء شبيهة بتلك التي يرتديها أمن الملك، ويضع نظارات شمسية وربطة عنق، فقد واصل مهمته في الركض قبل أن يجد نفسه على مقربة من سيارة الملك ليستوقفه الحراس، ويتبين بعد ذلك أن الأمر يتعلق بشاب يعشق لعب أدوار «البودي كارد» ليس إلا.

 في 2009 اختارت عائشة ازهري، وهي سيدة في مقتبل العمر، أن تطارد بسيارتها، وهي برفقة والدها، سيارة الملك محمد السادس.
لم تكن عائشة تبحث عن إكرامية من إكراميات الملك، كما قالت بعد ذلك، ولكنها كانت تطارده حبا فيه.
لقد واصلت سيرها خلف الملك من القصر الملكي بمنطقة الحبوس بالدار البيضاء إلى مقر الإقامة بأنفا، قبل أن يتم ضبطها واقتيادها إلى مقر الشرطة للتحقيق معها وتوقيعها على تعهد بعدم تكرار عملية المطاردة من جديد.
مباشرة بعد إخلاء سبيلها، ستقرر السيدة عائشة، التي تقول إنها تتحدر من أصول علوية، وتحب الملك ولذلك كانت تتعقب خطواته، أن تقاضي رجل الأمن الملكي الخاص الجعايدي، لأنه أشبعها سبا وشتما، على حد قولها.
حدث هذا في 2009، لكن السيدة عائشة ستوقف عملية المتابعة بعد ذلك.
  في 2010 سيعيش رجال أمن القصر الملكي بالدار البيضاء حكاية غريبة بطلها مختل عقليا ادعى أنه مملوك لجني، هو الذي أشار عليه بالتسلل لقصر الملك.
وبالكثير من الذهاء والذكاء، عرف هذا المسكون كيف يصل إلى حيث المسبح الخاص للملك في غفلة من الجميع. وحينما اعتقل وتعرض للاستنطاق، لم يجد غير القول إنه وصل إلى هذا المكان لأن «مثلت بيرمودا» هو الذي قذف به إلى  داخل القصر، وإنه للعلاج من الجني الذي يسكنه، عليه أن يلتقي محمد السادس.
اعتقل المسكون بالجن، واستنطق وأطلق سراحه بعد أن تم اكتشاف أنه مختل عقليا. أما أمن القصر الملكي فقد تعرض للعقوبة.
 في أبريل 2010 حدث ما لم يكن في الحسبان. لقد قال المغاربة وقتها إنهم بدؤوا يخافون فعلا على محمد السادس، في الوقت الذي كانوا يخافون من الحسن الثاني.
لقد حمل أحد الملتحين بالقرب من القصر الملكي لمدينة تطوان سكينه، وانهال على أحد حراس القصر بضربة أردته قتيلا، قبل أن يحاول مرة ثانية مع زميله. وحينما تم توقيف المعتدي والتحقيق معه تبين،  حسب مجريات التحقيق، أن الرجل يعاني من اضطرابات نفسية، وأنه بدون انتماء سياسي أو إيديولوجي، وأنه أحد المطرودين من إسبانيا حيث كان يعيش ويشتغل. لقد قال هذا البائع المتجول، الذي اعتاد أن يضع سلعته قرب قصر تطوان، إن الشرطي حدق فيه وأحس في نظراته أنه يوجه له اتهاما، قبل أن يخرج سيفه لطعنه. لقد جاء من زاكورة ليستقر في تطوان، قبل أن يهاجر إلى إسبانيا ثم يعود بعد ذلك لمزاولة نفس مهنة البائع المتجول قرب قصر الملك.
حدث هذا في بحر السنة الماضية حينما تسلل مهاجر إفريقي من دول جنوب الصحراء إلى مقر الإقامة الملكية بطنجة.
توجه هذا المواطن مباشرة إلى حيث يوجد مطبخ الإقامة، قبل أن يتم ضبطه واستنطاقه من قبل عدد كبير من رجال الأمن، الذين التحقوا به، والذين اكتشفوا أن هذا المهاجر السري كان يبحث عن الطعام ليس إلا، لذلك اختار التسلل عبر الغابة المحيطة بمقر إقامة الملك.
قال البعض وقتها إن هذا المتسلل هو واحد من رجال الاستخبارات الإسبانية أو الجزائرية. لكن التحقيق، الذي سيسقط بعد ذلك عددا من رجال أمن هذه الإقامة الملكية، كشف أن المتسلل كان يبحث عما يسد به رمقه بعد أن اشتد به الجوع.

عَن: يومية المسَاء









0 تعليق ل تفاصيل قصص مُثيرة لمغاربة اقتحموا قصور الملك محمٌد السَادس

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور