حِكايات مُثير لغضبَات الملك محمٌد السَادس على حرسِه الخاصٌ

زنقة 20

في أبريل من سنة 2007, حينما كان محمد السادس يشرف على تدشين سد سيدي محمد بن سليمان في منطقة الصويرة، سيقع واحد من الأخطاء القاتلة في ضمان أمن الملك وسلامته، حينما وجد محمد السادس نفسه وحيدا بداخل سيارته ذات الدفع الرباعي بدون حرس.
فعلى بعد ثمانين كيلومترا من مدينة الصويرة، سيقع خلل غير محسوب بين الشطر الأول من السد والشطر الثاني. لقد اختار سائق سيارة الملك السير في اتجاه السد عن طريق لم تكن ضمن برنامج الزيارة، فيما اختار بقية الوفد طريقا آخر، بمن فيهم حرسه الخاص المكون وقتها من الجعايدي وفكري، ومن المظليين.
المتتبعون اعتبروا ما حدث من الأخطاء الأمنية القاتلة، لأنه لا وجود، لدرجة الصفر، في الحماية الخاصة للملك، كما تقول أدبيات الأمن. والحصيلة هي أن محمد السادس لم يخف غضبه مما حدث، لكنه سيؤجل العقوبة إلى ما بعد.
يوما بعد حادث سد سيدي محمد بن سليمان، سيعود الأمن الخاص للملك ليرتكب خطأ ثانيا.
فحينما كان الملك محمد السادس يغادر مسجد مولاي يوسف بالمدينة القديمة للصويرة، بعد أن أدى صلاة الجمعة، رأى الجعايدي شخصا بلباس مدني وهو يحمل بيده شيئا اعتقد الحارس الشخصي للملك أنه قد يكون سكينا أو مسدسا، ليقفز من أعلى حاجز حديدي ويسقط الشخص أرضا بعد أن أشبعه لكما.
سيتابع الملك كل ما حدث، لكن حينما استفسر عن الأمر، سيجد أن الرجل ذا البدلة المدنية لم يكن غير واحد من رجال الاستعلامات، أما ما كان يحمله في يديه، فلم يكن غير جهاز «الطولكي ولكي».
لم تتأخر عقوبة الملك، حيث سيبادر، قبل التوجه إلى مدينة مراكش بعد الصويرة لتدشين الطريق السيار، إلى إنهاء عمل حارسيه الشخصيين الجعايدي وفكري، لينوب عنهما في المهمة الرجل الثالث في الترتيب محمد مقتبل. أما الجعايدي فقد وضع تحت تصرف مدير الأمن الوطني وقتها، الشرقي الضريس، فيما أحيل فكري على قسم الشؤون العامة للإدارة العامة للأمن الوطني.
ولأن غضبات الملك على حراسه الخاصين لا تنتهي، فقد عاد في رمضان من سنة 2008  ليعاقب حارسه خالد فكري لاستعماله هاتفه الخاص بمقر إقامة الملك بفاس.
فبينما كان محمد السادس يتجول بداخل قصره بمدينة فاس، لحظات قبيل موعد الإفطار، سيلاحظ أن حارسه الشخصي خالد فكري يستعمل هاتفه النقال في الحديث.
غضب الملك من هذا التصرف، خصوصا وأن التعليمات صدرت من قبل بعدم استعمال الهواتف النقالة بداخل الإقامات الملكية والقصور.
كانت العقوبة التي صدرت في حق خالد فكري هي إرساله إلى المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة من أجل إعادة التكوين، قبل أن يصدر عفوه عنه بعد ذلك.
وقد كانت العقوبة التي قضاها فكري هي تلك الفرصة الذهبية التي استغلها الجعايدي في التقرب أكثر من الملك، على الرغم من أنه لم يسلم هو الآخر من ارتكاب جملة من الأخطاء والهفوات وهو يشرف على حراسة محمد السادس.
لقد سبق أن اعتدى على مصور فرنسي حينما كان الملك، وهو وقتها ولي للعهد، في زيارة لفرنسا. وكاد هذا الاعتداء أن يتسبب في أزمة ديبلوماسية بين المغرب وفرنسا.
نفس هذه الأزمة كادت تنفجر بعد أن اعتدى الجعايدي على مواطن أمريكي وأصابه بكسر في رجله في إحدى الزيارات. عَن المسَاء.









0 تعليق ل حِكايات مُثير لغضبَات الملك محمٌد السَادس على حرسِه الخاصٌ

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور