القصٌة الكاملة لعصابة بمراكش تسرق تاجرا بعد تكبيله وتجريده من ملابسه
زنقة 20
وضع أفراد عصابة بمراكش أنفسهم في موقف” اللي ضرب النقب،وخرج فدار الوضوء”، حين انتهى مخططهم لسرقة تاجر تبن ،بتوقيفهم متلبسين بالجرم المشهود وإحالتهم على القضاء.
خيوط القضية بدأت تنسج تفاصيلها،حين انتبه أحد زبناء التاجر الذي يعمل كسائق لسيارة نقل خفيفة( هوندا)،إلى أن الأول يقوم بالإحتفاظ بأموال تجارته بجيب سرواله الداخلي، ما حرك لديه أطماع الإستيلاء على “الحصيصة”.
سارع باقتراح الفكرة على اثنين من شركائه،مشجعا إياهما على القبول بمشاركته الجريمة، بكون الضحية رجل مسن،لن يقو على مقاومة عضلاتهم المفتولة،وبالتالي فإن العملية ستكون من السهولة بمكان،حيث لن ينتبه أحد من الجيران أو يتدخل أي متطفل لتعكير صفو المخطط.
بعد أن تحقق الإجماع على الموافقة، عاد صاحب “الهوندا” لاقتناء بعض ما تيسر من تبن، وكل هدفه منصب على رصد وتبيان كمية المبالغ التي يتوفر عليها التاجر.
دقت ساعة التنفيذ، وتحرك الثلاثي على متن سيارة الهوندا نحو منطقة أيت إيمور بجماعة سويهلة ، حيث ينتصب مستودع التاجر، متسترين بستار الظلام الذي بدأ يرخي بسدوله على عموم الفضاء، بحيث ما إن اقتربوا من المكان المحدد، حتى ترجل الشريكان وبقي السائق مرابضا داخل هيكل سيارته،بعيدا عن أعين صاحب المحل الذي يعرفه جيدا. بسرعة البرق انقض اللصان على التاجر المسن، وشلا حركاته مع تكميم فمه لمنعه من اطلاق صرخات الاستغاثة، مع تكبيل يديه وتجريده من ملابسه السفلية بحثا عن مكان”الكموسة”، قبل أن يغادرا محملين بكل “تحويشة عمر” التاجر.
كان السائق يقف متأهبا بسيارته، مستعدا لاطلاق العنان لمحركها،حيث ارتمى احد المهاجمين بخفة داخلها، فيما حالت مظاهر الارتباك والتوتر،وكذا مظاهر السمنة التي تغزو جسد الشريك الثاني،دون ارتمائه داخل السيارة، ليقرر السائق أمام هذه المعضلة “اللي ماقراو احسابها”،الانطلاق بعيدا عن مسرح الجريمة، تاركان خلفهما شريكهما السمين يئن تحت وطأة ثقل جسده.
هذا الأخير قرر مغالبة سمنته، والإستنجاد ببعض ما يختزله الجسد المكتنز من بقايا الجهد، لينطلق متثاقلا بعيدا عن المكان. في هذه اللحظة استطاع التاجر النهوض من سقطته، والخروج من داخل المخزن عاريا ويداه مكبلتان ،ليشرع في طلب النجدة والمساعدة،ماجعل بعض جيران المحيط،ينتبهون لوضعه ويقومون بربط الاتصال بمصالح الدرك الملكي بجماعة سعادة.
من حسن حظ التاجر الضحية، وجود دورية للدرك كانت حينها تقوم بجولة تفقدية بعين المكان،سرعان ما سارعت عناصرها بتنظيم حملة تمشيطة بمحيط الجريمة،قادت إلى توقيف اللص البدين الذي لم تسعفه قدماه في الابتعاد عن مسرح الجريمة إلا بامتار معدودة. سقوط المعني ساهم في كشف شركائه،ما مكن من اعتقال سائق الهوندا مخطط العملية،فيما لازال البحث جاريا عن الثالث،مع تسييج المعنيين بحبال المتابعة في حالة اعتقال وإحالتهما على استئنافية مراكش ،بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة تحت طائلة الضرب والجرح.