أدم ماهر، موهبة السنة بهولندا يختار القميص البرتقالي بعيداً عن الأسود
زنقة 20 . إذاعة هولندا العالمية
"ذهنيا أصبحت أكثر قوة". هذا ما صرح به آدم ماهر لاعب نادي ألكمار واللاعب الذي حصل على لقب "موهبة السنة" خلال الموسم الماضي. أوضح ماهر الذي يلعب الخميس مع فريقه AZ ضد PSV آيندهوفن نهائيات كأس هولندا، أن هدفه خلال السنتين القادمتين أن يبلغ القمة. جاء ذلك في حوار مطول أجرته معه الأربعاء صحيفة الفولكس كرانت واسعة الانتشار.
مهارات عالية
يعد آدم ماهر المولود في آيت إيزو في ضاحية ورزازات بجنوب المغرب عام 1993 واحدا من أكثر المواهب الشابة التي تعرفها ميادين كرة القدم الهولندية حاليا. فهو صانع الفرجة في صفوف فريقه نادي AZ ألكمار رغم مشاكل هذا الأخير خلال الموسم الكروي الحالي. ماهر متعدد المهارات فعلا، فهو يجيد اللعب بالقدم اليسرى كما باليمنى ما يجعله مرغوبا من طرف المدربين، وله كذلك قدرات عالية في المراوغة والتمريرات الذكية فضلا عن تسديداته المخادعة لحراس المرمى.
ومع أن فريقه تجنب هذا الموسم هاوية النزول للقسم الوطني الثاني، إلا أن ذات الفريق ينافس واحدا من أرقى النوادي الهولندية، نادي بي اس في، على نيل كأس المملكة الهولندية، وهي فرصة لآدم ماهر كي يؤكد حضوره كلاعب كرة قدم يحسب له حساب. وفي التصريح الذي خص به صحيفة الفولكس كرانت أوضح ماهر أنه على استعداد تام لمجابهة نادي آيندهوفن الذي يطمح للالتحاق بصفوفه مستقبلا كخطوة نحو القمة الأوربية. "إذا فزنا (بالكأس) فمعنى ذلك الوصول للقمة في هذا الموسم بضربة واحدة. علينا انتظار المناسبات ثم الضرب بيد من حديد".
بين أسدين
على غرار لاعبين هولنديين من أصل مغربي أمثال خالد بولحروز وإبراهيم أفلاي، اختار آدم ماهر اللعب للمنتخب الهولندي بدل منتخب بلاده الأصلي المغرب. كان الاختيار صعبا. "ولدت في المغرب وقراري اتخذته بالتشاور مع والدي". ويضيف ماهر متحدثا عن قراره اللعب لأسود هولندا بدل أسود الأطلس: "نمت جيدا. أحلامي كانت وما تزال جميلة. أشعر أن اختياري المنتخب الهولندي كان أحسن اختيار، وهو كذلك بالنسبة لي خطوة لتطوير نفسي". ويمضي شارحا تداعيات هذا الاختيار بالنسبة لمحيطه العائلي وفي اوساط أصدقائه ومعجبيه: "لا يمكن إرضاء الجميع. أتلقى ردود فعل كثيرة حول اختياري اللعب للمنتخب البرتقالي، وأيضا ردود فعل تعتبرني خائنا".
يظهر أن قرار اللعب للمنتخب الهولندي تحكم فيه الجانب المهني أكثر من أي اعتبار آخر. "مع المنتخب الهولندي تشارك في كأس الأمم الأوربية وكأس العالم، وبالتالي تلعب على مستوى عال ضد منتخبات قوية". وللجانب العاطفي أيضا دور أقل: "كل شيء تعلمته هنا. أزور المغرب مرتين في السنة خلال العطلة ولمدة قصيرة جدا، ولا أرى إلا مدينة الرباط حيث اشترى والدي بيتا. في البداية كانت عائلتي هناك تسألني: لماذا لم أختر المغرب؟ وبعد ذلك تفهمت قراري".
’أعرف ما أريد‘
يشعر ماهر أنه بلغ أقصى ما يمكن بلوغه مع ناديه الحالي. "لم يعد يُنظر إلي هنا كموهبة، صار يُنظر إلى كقائد". وعلى الرغم من الموسم المهزوز لناديه ألكمار، إلا أن ماهر يعتقد أنه تعلم كثيرا خلال هذا الموسم وأنه أصبح أكثر قوة من الناحية الذهنية.
رغبته في بلوغ القمة مع فرق الصفوة الهولندية ليست خافية على سماسرة كرة القدم. كانت هناك محاولات لترتيب انتقاله لنادي بي اس في آيندهوفن إبان الاستراحة الشتوية، إلا أن ناديه الحالي طلب مقابلا ماليا مرتفعا. الصحافة تحدثت آنذاك عن 10 ملايين يورو، وهو مبلغ يراه معرقلا لعقد أي صفقة في القريب العاجل، ولكنه في نفس الوقت ينظر إليه كمؤشر على قيمته في بورصة اللاعبين الكبار. "إذا لم أنتقل خلال هذا الصيف يتوجب علي الالتزام بقضاء مدة عقدي التي تنتهي في 2015"، وبعد ذلك يصبح الانتقال مجانيا. "أنا أعرف ما أريد. أريد الانتقال لآياكس أو بي اس في لمدة سنتين أو ثلاث سنوات. هذا أحسن اختيار".