هكذا تطوعَ سكان دواوير بتاونات لإصلاح الطريق من أجل فك العزلة
زنقة 20
تحت شعار «التطوع سلاحنا ضد العزلة»، قررت جمعية توازة للثقافة والتنمية تنظيم ورش تطوعي لإصلاح الطريق بدوار أولاد غزال، أحد الدواوير المعزولة بجماعة بني وليد. المبادرة التي انطلقت يوم الجمعة 24 من ماي الجاري، شارك فيها عدد كبير من أهالي الدوار المذكور.
وجاءت هذه البادرة الشخصية بعد استنزاف جميع الطرق للمطالبة برفع العزلة والتهميش عن دوار اولاد غزال واولاد بوتين، من خلال عدة مراسلات ووقفات احتجاجية ومسيرات نظمها المواطنون المتضررون من طوق العزلة، الذي زاد قسوة بسبب الأمطار الطوفانية، التي عرفتها المنطقة خلال فصل الشتاء الأخير، والتي عرت عن واقع مرير يعيشه الآلاف من الساكنة في صمت.
وأكد فاعل جمعوي بالمنطقة أن «أكثر من ثلاث سنوات مرت على انطلاق أشغال تعبيد الطريق الرابط بين مركز جماعة بني وليد، ودوار تامدة على بعد 24 كلم، بكلفة مالية تجاوزت الخمس مليارات سنتيم، ولا أحد يعرف على وجه التدقيق متى تنتهي الأشغال في هذا المشروع، الذي جعل من تسريع وتيرة فك العزلة عن العالم القروي هدفا مركزيا له، حتى اللوحة التقنية المنصوبة بمركز الجماعة لا تشير إلى مدة الإنجاز، كل ما يبدو جليا لكل الوليديين من سكان المداشر ومستعملي الطريق المذكور هو التعرية المستمرة التي تمارسها الأمطار لكل الأشغال المغشوشة، وأطنان الرمال الصفراء المهربة من جبل درينكل، تحت أعين الجميع».
وأوضح أن آخر أثار مسار الطريق والعقبات الخطيرة التي يتضمنها بدون مبرر، تولدت عنها العديد من احتجاجات المواطنين ، وصل صداها إلى العامل السابق وأمر بتحويل اتجاهها، لكن دون جدوى. ويبقى التساؤل قائما حول “«لمهندس»، الذي خطط هذا المسار العجيب الذي يجعل من أغلب دواوير الجماعة بعيدة كل البعد عن الاستفاذة المباشرة من خدمات هذا الشريان الطرقي، خصوصا أن الأغلبية الساحقة من سكان الجماعة ترى أن المسار الصحيح والأفيد للجماعة وسكانها هو مسار القب والزيامة وأولاد بوتين وأولاد اغزال وتمدغاص والمحامدة وتامدة، عوض المسار الحالي الذي لا تستفيد منه سوى 3 أو 4 دواوير بشكل مباشر.
وأشار الفاعل الجمعوي أن الأمطار القوية التي تعيش المنطقة على إيقاعها هذا الموسم ، أعادت الأمور إلى الصفر بالطريق المذكور، حيث تضررت أغلبية الأشغال بشكل كبير، وأتلفت العديد من التجهيزات الفنية التي تم إنشاؤها. وهو ما يعني زيادة أخرى في التكلفة، وإطالة لعمر المحنة التي يعيشها سكان الدواوير مع البنيات التحتية المهترئة غير الصالحة للاستعمال خلال أغلب فصول السنة، مبرزا أن العديد من المواطنين اتهموا المقاولة المكلفة بتعمد إطالة مدة الإنجاز. وقد عمد أحد المواطنين إلى رفع دعوى قضائية العام الماضي ضد الشركة التي اتهمها أنها «تطاولت على أرض في ملكيته».