التفاصيل الكاملة لإطلاق الرصاص بطنجة على تجار المخدرات
زنقة 20
لم يكن الحديث عن إطلاق الرصاص بطنجة ، خلال الأسبوع المنصرم ، ليمر دون أن تكون له علاقة بتجارة المخدرات ، حين كشفت التحريات الجارية ارتباط أصحاب السلاح بشبكات التهريب الدولي ، بعدما صار استخدام المسدسات في تنفيذ جرائم القتل ، إحدى الوسائل المفضلة لمنفذي عمليات الانتقام وتصفية الحسابات ، الأمر الذي يثير القلق حول تطور الجريمة بمدينة البحرين.
الحادث الأول وقع يوم الأربعاء المنصرم ، حين تم إشعار مصالح الأمن بطنجة عن إطلاق نار استهدف مواطنا عراقيا ، بعد نزاع نشب بينه وبين مهاجر مغربي حول عدم قيام هذا الأخير بتسديد واجب كراء شقة مفروشة تعود ملكيتها للمواطن العراقي ، كما جاء في تصريحاتهما الأولية ، لكن سرعان ما تبين من خلال البحث الذي أشرف عليه والي أمن طنجة ، بأن الأمر يتعلق بخلاف بين الطرفين حول تهريب المخدرات.
التحقيقات كشفت بأن الشاب المغربي الذي يقيم بإسبانيا ، كان يتوفر على مسدس غازي وأصفاد ، وقام بتهديد المواطن العراقي بإطلاق رصاصتين قبل أن يضربه على رأسه ، لينتهي شجارهما بنقل العراقي إلى المستشفى وإيقاف المهاجر من قبل شرطة طنجة ، وبينما كانت مجريات البحث الأولي تسير في اتجاه الاكتفاء بإحالة المهاجر على القضاء باعتبار العراقي ضحية ، جاءت تصريحاته ( المهاجر ) حول تنفيذه مجموعة من عمليات التهريب الدولي للمخدرات لفائدة المواطن العراقي وصهره المقيم بإسبانيا ، لتبين الدافع الحقيقي لنزاعهما ، وقد أمر قاضي التحقيق بابتدائية طنجة ، أول أمس السبت ، بإيداعهما السجن المحلي ، بعدما وجهت لهما تهم حيازة السلاح والاتجار الدولي في المخدرات.
الحادث الثاني ، الذي اهتزت له مدينة طنجة يوم الجمعة المنصرم ، كان أكثر خطورة من الأول ، حين سقط أحد الأشخاص رميا بالرصاص ، بشارع مولاي رشيد ، بعدما تلقى طلقتين من مسدس ، بمجرد ما نزل من سيارته ، حيث كشفت المعطيات الأولية للبحث بأن شخصين كانا على متن سيارة من نوع »بوجو 206 «، هاجما المعني بالأمر ، وباغته أحدهما بإطلاق رصاصة أصابته في ظهره قبل أن يوجه إليه رصاصة أخرى قاتلة ، ويستولي على سيارته من نوع »أودي» مرقمة بألمانيا ، فيما لم تصب الرصاصة الثالثة صديقه ، الذي لاذ بالفرار ، ولم تتم مطاردته بعدما لم يكن مستهدفا من قبل منفذي هذا الهجوم.
التحريات الجارية حول هذه الجريمة ، تشير إلى وجود معطيات تفيد بارتباطها بدوافع انتقامية ، بعدما لم تستبعد التحقيقات علاقتها بعمليات تصفية الحسابات بين مهربي المخدرات ، من خلال المعلومات المتوفرة حول نشاط الضحية ، وشقيقه الذي يملك شركة للنقل الدولي.
هذا الحادث ، الذي اعتمد في التصفية الجسدية على سلاح ناري ، أعاد الحديث عن عملية تهريب حوالي 33 طنا من المخدرات ، التي عبرت نهاية شهر أبريل المنصرم ، ميناء طنجة المتوسط وتم ضبطها بالجزيرة الخضراء ، بعدما صار مجموعة من المهربين ، الذين لهم نصيب في الشحنة المحجوزة ، وحتى الذين لا علاقة لهم بها ، يطالبون بتعويضات عن خسارتهم ، وآخرون من الذين يتكلفون بعملية النقل استغلوا بدورهم هذا الوضع في تبرير فقدان البضاعة ، وهو ما أدخلهم في عدة صراعات بينهم.
إذا كان عبور المخدرات نحو الضفة الأخرى أضحى أمرا ” عاديا ” بالنقط الحدودية لطنجة ، فإن دخول السلاح وحيازته من قبل عصابات المهربين صار يدق ناقوس الخطر حول الوضع الأمني بهذه المنطقة.