قصص غريبة.. يفبركن قضايا اختطاف بسبب رفض أسرهن للعلاقات الغرامية


زنقة 20

تتمسك الكثير من الأسر بالنظرة التقليدية الرافضة لوجود علاقة عاطفية خارج إطار الزواج، وتزداد حدة الرفض عندما يتعلق الأمر بالبنات القاصرات. وكثيرا ما تختار الأسر أسلوب الترهيب حتى لا تنجرف بناتهن خلف رغباتهن في التعرف على الجنس الآخر، وهو ما دفع بعض الفتيات إلى اختلاق قصص تعرضهن للإختطاف، لتبرير غيابهن عن المنزل خلال قضاء أوقات مع “العشيق المرفوض”.

اعتادت فاطمة العودة نحو بيت أسرتها بمجرد انتهاء حصصها الدراسية داخل الثانوية. لم تلاحظ الأسرة أي تغير في سلوك الإبنة البالغة من العمر 18 سنة، والتي كانت تعيش علاقة غرامية، بعد أن تعرفت على شاب من الدار البيضاء، عبر الفايسبوك تمكن من إقناعها بمرافقته في رحلة نحو الدار البيضاء.

تظهر بعد 3 أيام وعلى جسمها طلاسم

لم تتمكن الفتاة من إيجاد حجة تبرر بها غيابها عن المنزل، بسبب أسرتها المحافظة التي ما كانت لتتقبل مجرد فكرة سفرها بمفردها من أكادير نحو البيضاء، لتقدم على مغادرة البيت دون سابق إنذار بعد أن أوهمت أسرتها بأنها ستتوجه إلى الثانوية حيث تدرس.
بعد انتهاء الفترة المسائية، انتظرت الأسرة عودة الإبنة، لكن غياب فاطمة طال أكثر من اللازم، مما اضطر الأسرة إلى تبليغ رجال الأمن. بعد مرور ثلاثة أيام، ظهرت الفتاة من جديد، لتدعي أنها تعرضت للإختطاف من طرف عصابة من المشعوذين الذين يعملون على استخراج الكنوز، وأن أفراد العصابة أطلقوا سراحها، ورموا بها أمام محطة أكادير المسيرة، بعد أن إكتشفوا أنها تفتقر لبعض الشروط.
وحتى تتمكن الهاربة من إقناع أسرتها بصدق إدعاءاتها، قامت بوضع بعض الطلاسم على كتفها، وعنقها بالمداد الأسود، لتثبت أن الأمر كان من عمل المشعوذين. إنطلت الحيلة على الأسرة، لكن الشرطة القضائية بأكادير قامت بفتح تحقيق مع “المختطفة”.
بعد محاصرة الفتاة بمجموعة من الأسئلة، ظهر عليها الإرتباك، مما دفع رجال الشرطة بوضع صورة لعشيقها، ورقم هاتفه بين يديها، مما جعلها على يقين من أن الشرطة كشفت ادعاءاتها، لتنهار الفتاة، وتعترف أنها فبركة قصة إختطافها، حتى تتمكن من السفر رفقة عشيقها نحو الدار البيضاء، حيث مكثت معه مدة يومين، ثم اضطرت إلى الرجوع نحو بيت أسرتها.

ضحية مكبلة اليدين والرجلين

يساهم الخيال الخصب لبعض الفتيات، في ابتكار وقائع ااختطاف تحصد تعاطف البعض، بينما تخلق جوا من الرعب بين صفوف الأسر التي تتخوف من تعرض بناتها لمصير مشابه على يد “عصابات تحترف إختطاف الفتيات”، غير أن التحقيقات تكشف عن وجود وقائع مفبركة، كما هو الحال بالنسبة لسمية التي خرجت من بيت أسرتها، بعد إخبارهم أنها ستتوجه إلى قيسارية درب السلطان من أجل شراء بعض الملابس.
تغيبت الفتاة عن البيت، ليكتشف بعض المارة وجودها وهي ملقاة على ظهرها فوق الأرض. فاقدة للوعي بخلاء قرب مشتل النباتات بحي المطار، وهي مكبلة اليدين والرجلين. قام المارة بإخبار الشرطة، حيث عمل عناصر الأمن التابعين لدائرة السلام، بالإنتقال إلى المكان من أجل معانية الضحية، وإستدعاء سيارة الإسعاف من أجل تقديم الإسعافات الأولية إلى الضحية.
بعد إستقرار حالة “المختطفة” تم أخذ أقوالها، حيث أشارت أنها قصدت موقف الحافلات بشارع الفداء، بعد إنتهائها من التسوق بدرب السلطان، لكنها فوجئت بسيارة تستوقفها وعلى متنها ثلاثة أشخاص، حيث قام إثنان بإمساكها، وإرغامها على ركوب السيارة، في الوقت الذي تولى فيه الشخص الثالث السياقة بسرعة، دون أن تتمكن من تحديد الوجهة التي أقتيدت لها، ولا ما لحق بها من طرف المختطفين بسبب فقدانها للوعي، لكونها تعاني من مرض نفسي يستلزم تناولها لبعض المهدئات.
كما أشارت أن كل ما تذكره، هو إستيقاظها مكبلة، بعد أن فقدت حقيبتها، وهاتفها، ومبلغ 100 درهم، وقد عملت الفتاة على إبداء تعاونها مع المحققين من خلال الإدلاء بأوصاف المختطفين.
لم تكن رواية الفتاة مقنعة، وتمت إحالة القضية على الشرطة القضائية من أجل استكمال البحث.
جدية الموقف دفعت الفتاة إلى الإعتراف بعلاقتها الغرامية بحضور والدها، بعد أن حاصرها المحققون بمجموعة من الأسئلة التي دفعت إلى الإنهيار والإعتراف بمساهمتها في تدبير عملية إختطاف مفبركة، حيث إعترفت الفتاة أنها كانت على موعد مسبق مع عشيقها البالغ من العمر 26سنة بشارع الفداء، و أنها ركبت سيارته بمحض إرادتها مع وجود صديقيه وفتاتين.
استسلمت الفتاة القاصر لنزهتها” الغرامية”، وهو ما جعلها لا تنتبه للوقت، حيث استمرت المجموعة في التجول لحدود الساعة 11.30 ليلا، مما جعلها تفضل عدم العودة إلى منزل أسرتها، خوفا من تعرضها للعقاب على يد والدها.
التخوف من عقاب الشرطة، جعل الفتاة تتناسى الخوف من عقاب والدها، لتفصح بوجوده إلى أنها اقتنعت برأي عشيقها الذي أقنعها بمرافقته إلى مسكن أسرته بحي اسباتة، حيث تتواجد غرفة بسطح المنزل بعيدة عن رقابة أسرته، حيث قضت معه ثلاثة أيام، ليشرع العشيقين في التفكير بطريقة تجنب الفتاة عقاب والدها بسبب غيابها عن البيت، وتخلص العشيق من مسؤولية تواجد فتاة قاصر داخل بيت أسرته، دون علمهم.
بعد الحصول على تصريحات القاصر، قامت العناصر الأمنية، بإيقاف “العشيق” الذي حاول الإنكار قبل أن يعترف بأنه حاك رفقة عشيقته أطوار القصة الوهمية، لتتم متابعته بتهمة التغرير بقاصر وهتك عرضها، بعد أن أقر بممارسة الجنس السطحي معها طيلة أيام مكوثها بسطح منزل أسرته، كما وجهت له تهمة إهانة الضابطة القضائية بالإدلاء بجريمة خيالية، تخلق نوعا من البلبلة بين صفوف الأسر المتخوفة علي سلامة بناتها من “جرائم الإختطاف”.









0 تعليق ل قصص غريبة.. يفبركن قضايا اختطاف بسبب رفض أسرهن للعلاقات الغرامية

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور