زنقة بطنجة تروج نصف كيلو من الهيروين في نصف يوم تستقبل حوالي 300 مدمن
زنقة 20
يعتمدون نظام التوقيت المستمر، ويوفرن لأنفسهم حراسة خاصة، ويحققون أرباحا كبيرة، وينتشرون وسط حي سكني يقع تحت سيطرتهم ، بعدما ذاع صيته بطنجة ، حين اشتهر بتجارة ” البابيلات ” .تبدأ عملية ترويج جرعات الهيروين عند حوالي الساعة السابعة صباحا ، ويواصل المروجون نشاطهم بأحد أزقة حي مبروكة بمنطقة بني مكادة القديمة ، الواقعة بتراب المقاطعة الحضرية السواني ، إلى غاية الساعة الثانية بعد الزوال ، قبل أن ينصرف الجميع إلى حال سبيلهم ، ليتم توجيه المدمنين نحو مواقع أخرى لترويج المخدرات الصلبة بالأحياء المجاورة.
مجموعة من ” الجناكة ” وهو لقب يطلق على المدمنين على استهلاك ” البابيلات ” ( جرعات من الهيروين ) ، يفضلون التسوق كل صباح من الحي المذكور ، لأن المروجين به يوفرون جرعة يزيد حجمها عن مثيلاتها مقارنة بالعديد من نقط البيع الأخرى ، في الوقت الذي يتم فيه الاحتفاظ بنفس السعر ، كما تتميز هذه النقطة بتلبيتها لكافة حاجيات زبنائها من المدمنين بشكل يومي.
الزنقة التي يتم فيها ترويج ” البابيلات ” تم اختيارها بعناية نظرا لتوفرها على أكثر من منفذ ، كما يصعب مراقبتها عن بعد ، وينتشر بمداخلها مجموعة من الأشخاص مدججين بالسيوف يعملون لحساب المروجين ، مهمتهم حمايتهم والتصدي لكل اعتداء قد يتعرضون له خلال فترة البيع ، ويحصلون على تعويضات يومية تتراوح ما بين 100 و200 درهم ، فيما يصل أجر البائع حوالي 500 درهم ، أما صاحب الموقع وهو شخص معروف بالمنطقة ومبحوث عنه منذ مدة فيقدر نصيبه بألفي درهم تصله كل يوم.
يحكي العديد من المدمنين عن معاينتهم أكياسا من الأموال من مختلف الفئات النقدية، تنقل من موقع البيع في فترات متقطعة لفائدة المروج الرئيسي، ويقدرون أعداد المستهلكين الذين يزورون هذه النقطة يوميا بأزيد من 300 مدمن ، ويتم ترويج حوالي نصف كيلوغرام من الهيروين في الصباح ( غرام واحد يوفر ست بابيلات ) ، وتصل مداخيل المروجين ما يناهز 15 ألف درهم في ظرف أقل من 8 ساعات.
هذا الوضع أضحى عاديا بتلك المنطقة ، حيث أفواج المدمنين يتجولون بين الأزقة بحثا عن حصتهم من ” البابيلا ” ، كما تشهد أحياء أخرى بالمدينة انتشار العديد من نقط البيع ، يتم في مجموعة منها استغلال الأطفال القاصرين في ترويج المخدرات القوية ، أمام ارتفاع أعداد المدمنين ( أزيد من 15 ألف وفق إحصائيات غير رسمية ) ، وعجز المصالح الأمنية عن التصدي لهذه الظاهرة باعتماد فرق خاصة لمحاربة المروجين ،كما يلاحظ المتتبعون لاستفحال تجارة ” الغبرة ” بطنجة ، غياب مقاربة تشاركية يتحمل من خلالها الجميع مسؤوليتهم، كل من موقعه في سبيل تطهير المدينة من مخاطر هذه الآفة التي تجاوزت مرحلة دق ناقوس الخطر حين أصبحت تهدد وضعها الأمني والاجتماعي.