هكذا تعترض "مافيا نسائية" سبيل عاملات ونساء تطوان
زنقة 20
”سالينا مع الرجال ما بقالنا غير النساء حتى هما” يقول البعض في تعليقاتهم على ما أصبح يعرف بـ”عصابات النساء” التي تظهر بين الفينة والأخرى بتطوان. أنامل ناعمة متخصصة في النشل تنتشر ببعض الأسواق والشوارع، وأخرى تهاجم محلات للتزيين والحلاقة وتهدد القائمين عليها وتأخذ ما تستطيع منها، لكن الوضع ساء مؤخرا وغدت إحدى عصابات النساء شبيهة بعصابة الرجال من حيث الموقع والتنفيذ. شابات بين الخمس والعشرين والثلاثين اخترن أن يكن قاطعات للطريق والمستهدفات في الغالب نساء من الأحياء المجاورة للمكان الذي ينشطن به.
حي جبل درسة المعروف بوضعه الأمني المقلق رغم التدخلات الأمنية الدائمة به، ورغم محاولات تفكيك شبكات ومطاردة لصوص وقطاع طرق، ما زال هذا الحي المتسع الهامشي يعيش على إيقاع الجريمة والاعتداءات، بفعل لجوء الكثير من المنحرفين وحتى المنحرفات إليه، منهم من يفر إلى هناك حيث يصعب على الأمن مطاردتهم، ومنهم من يقيم بشكل دائم ويصنع لنفسه فضاءا خاص لترويج المخدرات وممارسة كل أنواع الجرائم. وما عصابة النساء التي ظهرت هناك وبالضبط بالحي المسمى “حموس” خير دليل على ذلك، خاصة وأن بعض السكان والمقربين من الحي أكدوا أنهن كن قد أقمن به منذ مدة وبدأن في التعاطي للانحراف بكل أشكاله، قبل أن يخرجن للشارع كعصابة تقطع الطريق.
حالات اعتداء على عاملات بالأساس ينزلن عبر الطريق في أوقات مبكرة في الصباح، وحتى بعض العائدات من الأعراس والمناسبات وهن هدف هاته العصابة بالضبط. فهؤلاء يجدن أمامهن ملثمين حاملين للسلاح الأبيض، قبل أن يتبين لهن أنهن ملثمات حاملات لسلاح أبيض، يسلبنهن ما يمتلكن، وقد تتعرض للاعتداء، من تحاول منهن المقاومة أو تتلكأ في تنفيذ تلك الأوامر، ليكون مصيرها التنكيل والاعتداء بالسلاح الأبيض، كما حدث لواحدة من فتيات الحي التي قاومتهن بعد أن علمت أنهن من جنسها، لكنها سرعان ما سقطت في أيديهن وتم التنكيل بها والاعتداء عليها بالسلاح الأبيض، تماما كما يحدث مع الجنس الخشن فلم يعد يفرق بين هاته الأيادي الناعمة والخشينة شيء سوى تفاصيل الجسد الدقيقة.
المصالح الأمنية بتطوان تقتفي أثر تلك العصابة، وأنها على وشك الإيقاع بعناصرها، حيث تمكنت التحريات الأولية من التعرف على هوية بعضهن، واللواتي لم تمض فترة طويلة على خروجهن من السجن، ومعروفات بعنفهن وشراسة تصرفاتهن، وغالبيتهن من مدمنات المخدرات القوية واللواتي يختلطن ببعض رجال العصابات، حيث لا يستبعد أن يكن واجهة لعصابة رجالية أو يشتغلن لفائدة أحد تجار المخدرات بالمنطقة، والذين أصبحوا يسخرون النساء في عملياتهم بعد تضييق الخناق عليهم من طرف المصالح الأمنية التي قامت بعمليات كثيرة في الآونة الأخيرة بالمنطقة هناك.