هكذا أنقذَ مواطنون فتاة من مخالب مختطفيها بمراكش
زنقة 20
لحظات عصيبة عاشتها مساء أول أمس الأربعاء، شابة يافعة لم تتجاوز ربيعها ال14 بمنطقة دوار العسكر، حين مرت من تجربة اختطاف مرعبة، كادت أن تدخلها دائرة” راه راه،والغوات وراه”.
ساعات عصيبة قضتها الشابة وهي تعاني بين أيدي مختطفيها تحت تهديد السلاح الأبيض، قبل أن ينتبه بعض المواطنين، ويتدخلون بشجاعة نادرة لإنقاذها من بين أيدي مختطفيها، ما عرضهم لإصابات تطلبت انتقالهم للمستشفى،قصد تلقي العلاجات الضرورية.
كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة من مساء اليوم المذكور، وحي المسيرة قرب الملحقة الإدارية، يعيش أجواءه المعتادة، حيث ارتفاع منسوب ضجيج حركية السير والجولان، ولغط المارة والسابلة، حين انتبه البعض لسلوك غريب يصدر عن شاب استغل زحمة الشارع، وامتدت أصابع يده لجيب أحد المواطنين كان يسير الهوينى، وهو غافل عن نفسه.
لم يقبل بعض شباب الحي، ما يتعرض له المعني من محاولة نشل” على عينيك أبن عدي”، فقرروا التدخل لمنع العملية، وتوقيف السارق عن إتمام مبتغاه، لتنطلق فصول شجار وخصام، سببت في تجمهر العديد من المواطنين لمتابعة الحدث، خصوصا حين تدخل بعض زملاء النشال لمساندته ودعمه.
في زحمة اللغط والأخذ والشد، كان بعض المنحرفين بصدد رسم خطة خطيرة، مستغلين تسليط انتباه المارة على ما يجري ويدور بين النشال و”أصحاب الحسنات”، فتسللوا خفية تجاه فتاة صغيرة كانت تقف على هامش الجمع المتحلق،أسلحتهما في جسدها الصغير حال خالفت أوامرهما،وركبت قطار الاستغاثة والصراخ.
أصيبت الفتاة برعب قاتل، وعجز لسانها عن الإتيان بأية ردة فعل،فيما وجدت نفسها منساقة بغير وعي منها للمصير المجهول الذي كان يقودها إليه المختطفان، وبالتالي الوقوع تحت رحمتهما وهي مسلوبة الإرادة والفعل.
امتد غياب الفتاة لوقت طويل، ماجعل أسرتها تفتقدها وتنطلق في عملية بحث مضنية عنها،خصوصا وأن سبب مغادرتها للبيت لا يتطلب كل هذا الوقت، حيث غادرت لاقتناء بعض قطع الدجاج لوجبة العشاء.
انطلقت عملية البحث بمساعدة الساكنة، والجميع يحاول فهم أسباب هذا الغياب الطارىء، مع تذكر البعض مشاهدة الفتاة وسط الحشد المتحلق،قبل أن تختفي وكأن الارض قد انشقت وابتلعتها.
ظل البحث المشوب والقلق والتوجس هما سيدي الموقف، إلى أن قرب منتصف الليل، حين ظهرت اليافعة كما اختفت ،وهي في حالة نفسية وجسدية مزرية،والدماء تغطي بعض أطرافها العلوية، ليسارع الجميع حولها، والجميع يجاهد لاستجلاء حقيقة الأمر،والظروف والملابسات المحيطة باختفائها وظهورها.
شرعت المعنية في سرد تفاصيل تجربتها المريرة، حيث أكدت على محاولة الاختطاف التي تعرضت لها، وكيف قادها المختطفان بعيدا اتجاه منطقة خالية بالمسيرة الثالثة، وربطا الاتصال بشخص مجهول، ليبقيا بعدها في انتظاره، حين ظهر أمامها بعض المواطنين، وكانت حينها قد تمكنت من استرجاع بعض من شجاعتها، وأطلقت صرخات الاستغاثة تجاهم، بحيث انبرى أحد المواطنين بشجاعة لإنقاذها، ماجعله يدخل في صراع مرير مع المختطفين،الذين لم يترددوا في ترصيع جسده بوابل من الطعنات، فيما استغلت الفتاة فرصة انهماك مختطفيها في العراك لتطلق ساقيها للريح وتنجو بنفسها.
ساكنة الحي استنكرت الواقعة، وعبرت عن احتجاجها عن واقع الانفلات الذي تعيشه منطقتهم، خصوصا وأنه قد سبق لهم أن تقدموا بعرائض احتجاجية وشكايات للمصالح الأمنية، كما نظموا وقفة تنديدية بفضاء الحي،دون أن تتحرك أية جهة لتخليصهم من شرنقة سيطرة المنحرفين وتجار المخدرات، حيث أكد هشام الزكاني أحد نشطاء الحي في تصريح للجريدة، بأنه قد طفح بهم الكيل،وأصبحوا يفكرون في تشكيل لجن يقظة لتوفير الأمن الذاتي، حماية لأنفسهم وأطفالهم،وبالتالي مناشدة من يعنيهم الأمر للتحرك، لوقف النزيف وتوفير شروط الأمن والحماية لعموم الساكنة،وإخراجهم من دائرة”الحاضي الله”. عن الأحداث المغربية