الحكاية الكاملة لمغتصب روع ثلاث نساء بالمدينة القديمة بالدار البيضاء
ترجلت من سيارة الأجرة، وقدماها تسابق الزمن من أجل الوصول إلى المنزل، بعد أن أنهت مداومتها الليلية، وعينها على غرفتها لتمدد جسدها بعد يوم عمل متعب، رغم مقاومتها لأعراض النوم التي بدأت تلاعب أجفانها، قبل أن يعترض طريقها نحو المنزل ابن الجيران والشرر يتطاير من عينيه، وهو في حالة غير طبيعية من أثر الانتشاء بالكحول و«السيليسيون»، أدركت الضحية أنها أمام مكروه يدبره لها بعد أن لمحت مدية في يده اليمنى.
رعب
إيمان وجدت نفسها وجها لوجه أمام مدية «قاقات» ابن الجيران، وهو يأمرها بأن تسلمه هاتفها الذكي القيم، نبرة التهديد والمدية التي حملها مهاجمها جعلت إيمان تذعن لابن الجيران وتسلمه الهاتف، قبل أن تتنفس الصعداء ويدخل على الخط، مجموعة من الشبان، ويحاصروا «قاقات» ويعملوا على استرجاع هاتف الفتاة من يد مهاجمها بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى، ليقوم بعد ذلك شباب الحي بالتكلف باصطحابها إلى منزل أسرتها، لم يعودوا أدراجهم إلا بعد أن ولجت إيمان باب منزلها واطمئنوا على سلامتها.
في اليوم الموالي، عاود «قاقات» شطحاته، تحكي إيمان لرجال دائرة السور الجديد، بعدما تقدمت بشكاية ضده:« وخا شكيت به كنت خايفة، لا يعاود يتلقا ليا أو لختي!» تصرح إيمان، مخاوفها وحدسها آنذاك تحققا، إذ سرعان ما تربص «قاقات» في اليوم الموالي بشقيقة إيمان، بالنظر للشبه بينهما وكمية المخدرات وحبوب الهلوسة التي استهلكها، ليهاجمها صبيحة 27 من أكتوبر الماضي، بزنقة كلميمة بالمدينة القديمة، بواسطة أنبوب بلاستيكي، وينهال على جسدها بضربات متتالية، ثم يسرق هاتفها النقال، ليواصل «غزوته» في جسدها الضعيف بضربات من أنبوب بلاستيكي، وهي تصرخ من شدة الألم، ما جعلها تستميت في الدفاع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة، وتصد ضرباته، جعل الضحية تهرب من مهاجمها وتحتمي بأحد العمارات في الزقاق، أمام العديد من الشهود الذين لم يكن أمامهم سوى الاستنكار سرا أمام عربدة «قاقات»، فيما لم يستطع أحد م الجيران ربط الاتصال بالأمن، منعهم من ذلك تمسكهم بقيم حسن الجوار، وتخوفهم من ردود فعل «قاقات»، وضربات سكين ابن الجيران غير المتوقعة ولا المحسوبة، بفضل الشهرة التي راكمها بسجل اعتداءاته وسوابقه الإجرامية في السرقة واعتراض السبيل والاغتصاب.
من سرقات إلى اغتصاب
اعتداءات «قاقات» تواصلت لليوم الثاني في حق النساء، لكنه مضا بعيدا هذه المرة في اعتداءاته، ليعمد إلى التربص بـ:حنان هذه المرة، في حدود الساعة الثانية ليلا، وهي عائدة من عملها، بمجرد أن ترجلت من سيارة الأجرة، وجدته في انتظارها، ليقوم بمباغتتها بسلاح أبيض، واقتيادها بالقوة إلى منزله بزنقة كلميمة، هناك جردها من ملابسها بالقوة، بعد أن سطا على ممتلكاتها من حافظة نقودها ومبلغ مالي، بالإضافة إلى هاتفها النقال وبعض الأكسسوارات، ثم أمضى ليلته مع الضحية بين نتناول الكحول والعبث بجسدها. وجدت الضحية حنان نفسها كما حكت لرجال أمن السور الجديد ومحققي أمن أنفا، محتجزة أمام مجرم أجبرها على ممارسة الجنس لأزيد من 6 ساعات:«فيما كنت كنبغي نهرب كينغزني بالجنوي» تحكي حنان عن جلادها الذي كان يتوعدها باللعب بجسدها بشفرة سكينه والتمثيل به، إلى أن أتى الفرج: «في الصّباح قْدرت نهربْْ من الدار» تضيف حنان، كان ذلك في حدود الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي، لتفر بجسدها المنهك نحو البيت، ثم إلى أمن السور الجديد لتسجيل شكايتها، لكن بعض الشهود سبقوها إلى ذلك وربطوا الاتصال بالأمن، بعد أن تشجع بعضهم، سيما أن الجميع كان يهاب «قاقات» ويخاف من انتقامه:«السيد عندو بحال الحبس بحال برا! معندوش مناش يخاف» يؤكد أحد سكان زنقة كلميمة بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، أحد الشهود وأبناء الحي، وعلى إدراك بدرجة خطورة «قاقات» وبطشه.
الأمن يتدخل
فرقة أمنية خاصة تنتمي لأمن دائرة السور الجديد، حلت إلى منزل المغتصب «قاقات» بزنقة كلميمة بالمدينة القديمة بالدار البيضاء في 28 من أكتوبر الماضي، و استطاعت إيقافه، بعد مقاومة عنيفة أبداها المغتصب أمام رجال الأمن، لكن سرعان ما تم السيطرة عليه وتصفيده، ثم اقتياده إلى دائرة السور الجديد ليباشر تحقيق معمق معه، ومواجهته بالضحية، هذه الأخيرة، التي طلب منها الأمن إخضاعها لخبرة طبية بمصلحة الطب الشرعي، لأخذ فكرة عن حجم الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له الفتاة، لارفاقها بملف الحادثة التي أحيلت على الشرطة القضائية بأمن أنفا بالدار البيضاء.
خبر اعتقال المغتصب، سرعان ما انتشر بين سكان زنقة كلميمة، ليصل إيمان وشقيقتها أولى ضحيتين لـ«قاقات»، لتتقدم الشقيقتان بدورهما إلى الأمن للتعرف على الضحايا وتأكيد متابعتهما للمتهم، بعد أن سردت الضحيتين تفاصيل الاعتداء والتنكيل التي تعرضتا له على يد المتهم.
تنقيط «قاقات» على الناظم الآلي أفاد أنه عانق الحرية بعد قضائه عقوبة سجنية، منذ 2008 بتهمة الاغتصاب، أطلق سراحه مؤخرا، كما سبق له قضاء عقوبات حبسية أخرى سنوات 1998 و 2000 و 2004، بسبب الضرب والجرح واستهلاك المخدرات، قبل أن يطلق سراحه أواسط 2013، بعد خمسة سنوات من السجن، ويعود لارتكاب جريمة اغتصاب ثانية، جرته إلى رهن حياته 5 سنوات أخرى بالمركب السجني عكاشة بالدار البيضاء، بتهمة الاغتصاب والإختطاف والاحتجاز.
ارتياح
سكان زنقة كلميمة بحي بوطويل بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، تنفسوا الصعداء، سيما نساء وفتيات الحي العاملات، بعد اعتقال المتهم، وشيوع خبر اعتقاله، بين ممن تضعهم ظروف العمل، و المداومات الليلية، أمام انفلات أمني بطله لصوص أو منحرفون، يتربصون بالنساء، إما للسطو على ممتلكاتهن والتنكيل بهن، وقد يرافق ذلك حالات اغتصاب، جعلت بعض سكان زنقة كلميمة يعملون على اصطحاب زوجاتهم أو أخواتهم وتأمين عودتهم إلى البيت، عندما يرخي الليل سدوله بالدار البيضاء، وما يصادف هذا الليل من انفلات أمني وجرائم السرقات المقرونة بالعنف، في حق الجنسين سيما النساء، هذه الجرائم بالعاصمة الاقتصادية نسبة 94 في المئة من مجموع الجرائم التي يتعامل معها أمن الدار البيضاء في مختلف القطاعات الأمنية بشكل يومي.