القصة الكاملة لأم وخليلها عذبا طفلة في السادسة من العمر إلى حد الموت
زنقة 20
اعتقلت المصالح الأمنية بتطوان والدة الطفلة “عواطف”، التي أصبحت حديث الشارع التطواني هاته الأيام، بفعل ما تعرضت له من تعذيب وتنكيل من لدن عشيق والدتها وبدعم من هاته الأخيرة. الأم المفترض فيها الحنان والرعاية تحولت إلى وحش كاسر اتجاه ابنتها ذات الست سنوات، بصمتها على ما تتعرض له طفلتها وكذلك مساهمتها في ما وصلت إليه الطفلة من تدهور لصحتها، أدت إلى نزولها بالمستشفى المدني حيث استغرب الطاقم الطبي الحالة المتدهورة للمعنية.
التقرير الطبي المنجز من طرف الطبيب المختص، أثبت تعرض الطفلة للاعتداءات وللتعذيب، ومنحها شهادة طبية تثبت مدة العجز في شهر ونصف قابلة للتمديد. أمر عجل باعتقال الأم التي بدأت تدعي خوفها على ابنتها أمام الزوار المتزايدين والمتعاطفين مع الطفلة، بغية سلب ما يجود به بعض الزوار والمحسنين عليها، حيث كانت توجه كل تلك الإعانات للخليل الفار وتساعده على التخفي، بدل تكريس ذلك لأجل علاج ابنتها وتوفير بعض الأدوية والمستلزمات الضرورية لها في محنتها تلك.
الأم المفترض فيها حماية ابنتها، متهمة شاركت الخليل في مسلسل تعذيبها الذي دام ثلاثة أشهر، وتجويع ممنهج لمدة تزيد على الأسبوعين حتى فقدت كل قواها ووزنها، بعد أن استعملت طفلتها في التسول لسنوات مضت. ما روته الأم قبل اعتقالها عما كان يحدث بمنزلهما أغرب من الخيال، وكانت تحاول من خلاله إبعاد أي تهمة عليها، بل جعلت نفسها أيضا ضحية الخليل لكونها كانت تلقى منه الضرب والاعتداءات المتكررة، ولم يكن بوسعها حماية ابنتها، وفق ما قالته، لكن ما روته الطفلة يؤكد مشاركة وتورط الأم في كل شيء.
قامت بعدها عناصر الشرطة بمدينة تطوان باعتقال أم الطفلة البالغة من العمر ست سنوات، على إثر صدور تقرير طبي يثبت حالة العجز لمدة شهر ونصف عن الجهة المختصة بالمستشفى المدني بتطوان، حيث ما زالت الطفلة تتماثل للعلاج جراء تعرضها لمسلسل من التعذيب المنظم لمدة ثلاثة أشهر والتجويع المتعمد لمدة أسبوعين، حسب تصريحها، مما أدى إلى إصابتها مرتين بجلطة على مستوى الرأس، نتج عنها شل حركة أطرافها ودخولها في حالات غيبوبة متكررة، زيادة على التدهور الخطير لحالتها النفسية.
وحسب رواية الطفلة وما وصلت إليه تحريات المصالح الأمنية، فقد كانت الابنة الصغيرة تلاقي التعذيب بشكل شبه يومي، إذ يقوم خليل والدتها وأمام هاته الأخيرة، بكي جسدها الصغير ببقايا السجائر، كما كان يقوم من حين لآخر بعضها على مستوى وجهها وشفتيها، علاوة على ضربها في أماكن جد حساسة من جسدها. لتكون الضربة القاسية والأكثر خطورة، تلك التي تلقتها على مستوى رأسها وأدخلتها في غيبوبة، ودفعت بالأم لجلبها للمستشفى ليفتضح أمرها، ولتصير متهمة بدورها في ما طال ابنتها الصغيرة، التي أصبح سريرها بالمستشفى مزارا هاته الأيام لبعض المحسنين والفعاليات الجمعوية، التي ترى أنه لا يمكن إرجاعها للعيش في كنف هاته الأسرة القاسية.
الأم حاليا معتقلة في انتظار استكمال التحقيق معها قبل تحويلها على النيابة العامة، حيث ينتظر الرأي العام والمتتبعون أن تكون هناك الصرامة والحزم في التعامل مع هاته القضية، وحماية الطفلة كليا من العودة لما كانت فيه، خاصة مع ثبوت تورط الأم بعد أن أبانت التحريات كونها كانت تشارك الخليل في تعذيب الابنة في إطار الخطة الرامية للتخلص منها، كما أنها كانت تساعده ماديا وتخبره بتحركات رجال الأمن خلال نصب كمائن لاعتقاله، كل ذلك يجعل قضية الطفلة “عواطف” قضية لا تقل أهمية عما يتعرض له الأطفال بالمنطقة من اعتداءات وتجاوزات.