عراك بسبب "البارصا" يتحول إلى إحتحاجات للمهاجرين الأفارقة بأكادير
زنقة 20
أزيد من أربعين مواطنا من موريتانيا والسينغال ودول جنوب الصحراء انتظموا صباح أول أمس في وقفة احتجاجية أمام الدائرة الأمنية الثانية بحي تاغزوت بإنزكان، للاحتجاج على”الاعتداء على مواطن سينغالي” داخل مقهى بإنزكان أثناء متابعة مقابلة «»البارصا» و«أجاكس أمستردام.
شبان وشابات ومتزوجات وأمهات يحملن أطفالهن خرجوا فجأة أول أمس من بين الدروب لينتظموا في وقفة رفعوا خلالها شعارات تندد بما اعتبروه اعتداءات متكررة تطال هذه الشريحة التي قذفت بها ظروفها الاجتماعية لتعيش بإنزكان، وتعيش بين أهله.
بداية المشكل بدأ بشجار بسيط بأحد مقاهي إنزكان، مغاربة وأفارقة من جنسيات مختلفة وجدوا هناك، بعدما جمع بين العديد منهم حب البارصا، غير أن الاختلاف في التشجيع تطور بين مغربي وسينغالي وتحول إلى شجار أصيب خلاله المهاجر بطعنة سكين، ليتقدم بمساندة من زملائه إلى الدائرة الثانية بشكاية مطالبا باعتقال خصمه.
وخلال أول أمس نسق المهاجرون فيما بينهم، لينتظموا في تلك الوقفة، مطالبين باعتقال المتهم بضرب المهاجر بالسلاح الأبيض على مستوى الرأس، وفتح تحقيق معه.
مصدر أمني أكد أن المتهم سيجري إحضاره للتحقيق في الشكاية المرفوعة ضده، وأن الأمر كما تبين الوقائع التي تم تجميعها يرتبط بتبادل للضرب، استعمل خلاله المشتكى به السلاح الأبيض، وأضاف المصدر أن القانون سيسري على الجميع سواسية بدون استثناء.
المحتجون من دول جنوب الصحراء طالبوا في وقفتهم بحمايتهم من الاعتداء من كل أشكال التمييز التي يواجههم بها البعض، لأن مغاربة آخرين بدورهم قادتهم ظروفهم ليعيشوا بهذه البلدان.
ومعلوم أن أكادير تعد نقطة ارتكاز أساسية لعديد من المهاجرين الأفارقة، منهم من يستقر بطرق قانوينة، فيما آخرون، يعيشون بطرق سرية، ويشتغل المهاجرون بالتجارة بإنزكان، فيما آخرون يشتغلون بقطاع البناء بمدينة أكادير، وبالضيعات الفلاحية باشتوكة ايت باها، وقد ازدهرت خلال السنين الأخيرة ظاهرة تشغيل اليد العاملة القادمة من دول جنوب الصحراء، للتملص من مطالب المستخدمين المغاربة من بينها الحقوق الاجتماعية مثل الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية. وكانت هذه الظاهرة محط احتجاجات وبلاغات نقابية تحذر من تحويل ضيعات اشتوكة إلى يد عاملة إفريقية تهدر فيها حقوق العمال، مع الدوس على مدونة الشغل.