تفاصيل إقتحام 120شخصاً لمقر جماعة والماس إحتجاجاً على "استنزاف خيرات منطقتهم"
زنقة 20
اقتحم بالقوة، زوال يوم الجمعة الماضي، أزيد من 120 شخصا محسوبين على ودادية أيت أوعمر، مقر جماعة والماس التابعة لعمالة الخميسات. وحسب مصدر مطلع، فقد اعتصم المقتحمون بداخل المقر لأزيد من تسع ساعات، أي حتى حدود منتصف الليل، للاحتجاج على ما أسموه بـ«الحكرة» من خلال استنزاف «خيرات منطقتهم» الغنية بالثروات الطبيعية من ماء معدني، وضيعات فلاحية كبيرة من قبل بعض الشركات الوطنية التي استفادت من هكتارات فلاحية من أراضي «سوجيطا»، إلى جانب أعيان المنطقة في إطار اتفاقية شراكة مع وزارة الفلاحة. كما انضافت إليهم مؤخرا إحدى الشركات العقارية الكبرى، التي يتهمونها بأنها استفادت من عدة هكتارات تابعة لأراضي الأملاك المخزنية بأثمنة زهيدة بجماعة والماس، وعملت على إعادة تسويقها بحوالي 100 ألف درهم للقطعة الأرضية، التي لا تتجاوز 80 مترا مربعا، بينما هم لم يجدوا قطعا أرضية من أجل بناء مساكن لأبنائهم، وبالتالي يرون أن هذه الخيرات والثروات لا تنعكس على وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية، ولا يستفيدون حتى من فرص الشغل، التي يستفيد منها آخرون من خارج الإقليم، يقول أحد المتحدثين من أفراد الودادية، متسائلا أين هي الشعارات التي نسمعها يوميا والمتعلقة بضمان «العيش الكريم والسكن اللائق».
المحتجون رفعوا عدة شعارات ضد ما وصفوه بـ«الأوضاع الاجتماعية المزرية بوالماس»، وطالبوا المسؤولين بالتدخل لدى تلك الشركة العقارية لإيجاد حلول من أجل الاستفادة من قطع أرضية بأثمنة تفضيلية، لأنهم، حسب تعبيرهم «ما عندهوم ما يعطيو الغالب الله». كما رفضوا إخلاء مقر الجماعة إلى حين التوصل إلى حلول عملية مع مختلف السلطات الأمنية المحلية والإقليمية، التي هرعت إلى عين المكان. وقد رددت حناجرهم شعارات وجهوا من خلالها رسائل إلى من يهمهم الأمر، خصوصا أن إقليم الخميسات، وليس جماعة والماس لوحدها، بات يعيش على صفيح ساخن بسبب التزايد المضطرد للاحتجاجات أمام مقر العمالة، بسبب ما أسماه المحتجون «تراكم المشاكل الاجتماعية في غياب الحلول والتواصل مع فعاليات المجتمع المدني والسياسي. وعدم التعاطي بشكل إيجابي مع العديد من الملفات، التي استشرى فيها الفساد، من قبيل فضائح التعمير والعقار» على حد قول أحد المشاركين في الاحتجاج.
المحتجون وجهوا انتقادات لاذعة لرئيس جماعة والماس، والنائب البرلماني لدائرة والماس الخميسات، بسبب ما اعتبروه «لامبالاة» بأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، خصوصا، يضيف المنتقدون، أن هناك اتفاقية شراكة مبرمة بين ودادية أيت أوعمر وجماعة والماس، من أجل دعم هذه الأخيرة، التي تتكون من 500 منخرط على إيجاد سكن لائق لهم ولأبنائها، الذين يرون خيرات المنطقة تستنزف ولا يستفيدون منها على حد قولهم.
حلت بمقر جماعة والماس، لجنة المختلطة في مقدمة أعضائها القائد الجهوي للدرك الملكي بالخميسات، ورئيس الشؤون الداخلية بالعمالة، إلى جانب رئيس الجماعة، ورئيس الدائرة، وقائد الجماعة، وفتحت حوارا مع المعتصمين بداخل مقر الجماعة، استمر حتى حدود الثانية عشرة ليلا، وأسفر بعد جهد جهيد عن إقناعهم بإخلاء مقر الجماعة، بعد أن خرجوا باتفاق مشترك، يهدف إلى عقد اجتماع بحر الأسبوع المقبل بين جميع الأطراف، بغرض تدارس إمكانية تخفيض الأثمنة من طرف الشركة العقارية لفائدة منخرطي الودادية المعنية، وبحث سبل طريقة الأداءات، لكن نقطة الخلاف التي مازالت قائمة بين الطرفين هي مطالبة أعضاء الودادية بتوفير قطعة أرضية لهم بالمجان، وهو الأمر الذي ترفضه الجماعة.
من جانبه، أكد «محمد اشرورو» رئيس جماعة والماس في اتصال معه، «أن هناك اتفاقية شراكة تربط الجماعة مع ودادية أيت اوعمر، والتي ترمي إلى أن الودادية السكنية ملزمة بالبحث عن قطعة أرضة، والجماعة ستساهم في تجهيزها، لكن مكتب الودادية عجز عن توفير قطعة أرضية، وبالتالي أصبح المنخرطون يطالبون الجماعة بأن توفر لهم الأرض بدون مقابل، على اعتبار أن الجماعة لها مدا خيل مهمة، أو التدخل لدى الشركة العقارية بغرض منحهم قطعا أرضية بالمجان، وهذا أمر لا يمكن أن يستقيم، ومخالف لأهداف الاتفاقية المبرمة بين الطرفين».