لهذه الأسباب محامي يستنجد بمحاضر "الأمن الروسي" للمطالبة بالبراءة لموكلته
زنقة 20
بوجه متهالك مفتقد للابتسامة التي عهدها فيه من خبروها، تقدمت المتهمة بخطوات واثقة، ورغم الغطاء الحريري الذي كان منسدلا ومرتبا بعناية على شعرها الأشقر، إلا أن علامات التعب والإرهاق الشديد، كانت تبدو ظاهرة على محياها الذابل. هكذا بدت المتهمة بسرقة المجوهرات الخاصة بزوجة السفير المغربي بموسكو خلال جلسات محاكمتها أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء.
اعتبرت قضية سرقة مجوهرات حرم السفير المغربي بروسيا الفيدرالية، سابقة في تاريخ ملفات السرقات الموصوفة التي عرضت على القضاء المغربي، وذلك بالنظر إلى الوضعية الاعتبارية لطرفي الملف، وهما مصممة أزياء معروفة داخل المغرب وخارجه، وزوجة سفير المغرب بموسكو، وشدت محاكمتها انتباه المتتبعين، بسبب المناقشات الحادة التي رافقت مرافعات دفاع الطرف المشتكي والمتهمة بسرقة المجوهرات الماسية.
«وجدت قطع المجوهرات في حقيبتي الشخصية بعد 10 أيام من حضوري للمغرب. الخادمة هي التي وجدت المجوهرات المجهولة، وبعدما تخوفت من اتهامي بالسرقة، قررت التخلص منها ..». بهذه العبارات حاولت المتهمة بسرقة مجوهرات زوجة سفير مغربي، النأي بنفسها بعيدا عن شبهة التورط في السرقة النوعية التي طالت مقر الإقامة الرسمية للسفير.
خلال الجلسة المخصصة لمرافعات دفاع المتهمة، لم يجد محامي المصممة أمامه سوى استهلال مداخلته الواقعية بعبارة، «كان الله في عوني»، ليضيف قائلا، «الكل قد اقتنع وأثبت وحكم على المتهمة حتى قبل أن تبث الهيئة في ملف كله كلام في كلام»، ليتساءل عن سبب تغييب ما أسماه «الوثيقة الحاسمة»، أو محاضر جهاز الأمن الروسي، الذي يتضمن تقريرا تقنيا عن وجود بصمات مجهولة على الخزنة الحديدي.
كان دفاع المتهمة، يرسم بذكاء خطة دفاعه، «موكلتي ياسيدي الرئيس، وقعت فريسة لمواقف ووقائع عجزت عن تفسيرها. العجز وليد أسرار لانعلمها لحد الآن. يمكن أن تكون دارت بين موكلتي وأطراف أخرى».
كانت كلماته تندفع تباعا وباسترسال شديد، وبإيقاع تغلب عليه نبرة الهدوء. «موكلتي كانت واضحة خلال المرحلة الاستئنافية عكس الوضع النفسي المهزوز والظروف الصعبة التي عاشتها في المرحلة الابتدائية»، يقول محام المتهمة، موجها كلامه لرئيس الهيئة. يستطرد مباشرة «السيد الرئيس.. موكلتي عانت من ضغط رهيب. موكلتي حاكمتها السلطة الرابعة قبل القضاء».
اعتبر دفاع المشتكى بها، أن المجوهرات المصرح بسرقتها بروسيا، ليست هي المجوهرات نفسها التي صرحت المشتكية بسرقتها في شكايتها للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، وأ أن عدم متابعة مشتري المجوهرات المسروقة.
أما في مناقشته الواقعية، فطعن في إجراء التقديم المباشر الذي اعتمدته النيابة العامة في إحالة موكلته مباشرة على غرفة الجنايات الابتدائية، وأن عدم لجوء الطرف المتضرر إلى التبليغ عن السرقة رغم مرور شهر على اقترافها، دليل على وجود سر وراء فتح الملف.
طيلة مرافعته. كان دفاع المصممة التي بلغ صيت شهرتها بلدان الخليج العربي، يحاول تسليط الضوء على وقائع تُدعم موقف موكلته. تساءل عن سبب تغييب محاضر جهاز الأمن الروسي، التي تضمنت تقريرا تقنيا عن وجود بصمة «مجهولة» على الخزنة الحديدية «في ختام مرافعتي، أطالب ببراءة موكلتي. كيف يُعقل سيدي الرئيس، تهريب مجوهرات ماسية عبر مطار موسكو المعروف عالميا بنظام المراقبة الإلكترونية الشديدة؟! هذه السيدة مازالت لحد الآن تحتفظ بالمزيد من الأسرار».