تصفية حسابات وراء مقتل الأستاد الجامعي مالك فندق الريتز وإبن خاله بطنجة
زنقة 20 _ كادم بوطيب
شهد فندق الريتز بشارع موسى إبن نصيرمساء يوم السبت الماضي ، حادثة مأساوية كبيرة بعد أن قام المسمى قيد حياته – محمد بن سلام – المزداد سنة 1970 بصب مادة حارقة وخطيرة حسب تقرير التشخيص القضائي للشرطة العلمية التي حضرت مسرح الجريمة فوق جسده وجسد إبن خالته الأستاد الجامعي قيد حياته – محمد كناد – الملقب -بحميدو- صاحب فندق الريتز الواقع أمام المحافظة العقارية و على بعد أميال من مقر الدائرة الأمنية الثانية لطنجة .
وحسب إفادات شهود عيان حضروا فصول القضية فإن الضحية الثاني – الأستاد الجامعي - كان يتابع مبارة الرجاء البيضاوي ضد فريق بايير ميونيخ التي دارت رحاها بأرضية ملعب مراكش . وقد شرب الخمر حتى الثمالة ساعات طويلة قبل أن يفاجأه أبن الخالة بإضرام النار في جسده بنفس حانه الفندق التي يشتغل بها . وهو ما نتج عنه وفاة الأول- مضرم النار - في الطريق إلى مستشفى محمد الخامس مباشرة بعد سقوطه من الطابق الثاني للفندق والنار تلتهم جسده ،في حين توفي الأستاد الجامعي في الصباح الموالي للحادثة ودلك ساعات طويلة بعد دخوله المستشفى الإقليمي الدي عاش حالة استنفار قصوى .
وحسب المعطيات الأولية تعود أسباب هدا الحادث المأساوي الدي هز ساكنة طنجة ليلة فرحة الموندياليتو ، إلى وجود صراعات قديمة حول مبالغ مالية كبيرة في معاملات تجارية مشبوهة كان الأستاد الجامعي مدين بها لإبن خالته الدي كان يشتغل عنده بنفس الفندق .إلا أن التماطل والتسويف وطول الأمد دفع محمد بن سلام الدي كان يشتغل نادلا بالحانة التي كان يرتادها الكاتب الشهير محمد شكري إلى مباغتة صاحب الفندق- حميدو -، داخل مطعم حانة هذا الأخير وبدأ يرشه بمادة حارقة، كما صب على نفسه هو الآخر كمية كبيرة وأشعل النار في جسد بعضهما البعض ، وهو ما خلق حالة إستنفار ، حيث بدأت الزبائن التي كانت تقبع في غرف الفندق وبالحانة المجاورة – الخبز الحافي - تلوذ بالفرار من هول الكارثة وهلع العاملين في الفندق. وفي لحظة وجيزة تداركو الأمر و استطاعوا السيطرة على النار التي كانت تلتهم جسد مشغليهم، في حين تأخرت عملية إخماد النيران التي كانت مشتعلة في جسد العامل- الفاعل - الدي ارتمى من الطابق الثاني ، وهو ما عجل بوفاته مباشرة بعد نقله لقسم المستعجلات محمد الخامس .
وعلاقة بنفس الحادث فقد تم تسجيل ضحايا آخرون أصيبوا بكسور وجروح طفيفة ، في صفوف بعض رواد الحانة الشهيرة ، وذلك بعد قفز بعضهم من النوافذ ومنهم من أحترقت يداه أثناء محاولة الإنقاذ..
ومباشرة بعد انتشار الخبر على هواتف وطولكيات المسؤولين ورجال الصحافة عرف مسرح الجريمة استنفارا أمنيا وحضورا جماهيريا كبيرا بحضور مختلف عناصر السلطات المحلية بالمدينة للوقوف على ظروف وملابسات هدا الحادث المآساوي ، كما أن الذين عاينوا الحادث من المارة لم يستفيقوا بعد من هول صدمة رؤية أجساد تلتهمها النيران، وأخرى تنط من النوافذ ، وكأن الأمر يشبه تصوير فيلم سينمائي بالمكان .
ويبقى حادث فندق الريتز حسب المعلومات المتوفرة لحد الساعة ، له علاقة بالانتقام،خاصة وأن الأستاد الجامعي معروف بالسوابق ومدكرات البحث التي صدرت في حقه على المستوى الدولي . كان إنسانا هدئا وخجولا في نظراته لكن نفسه تقول العكس . كان كثير الزيارة للمحاكم في شكايات متعددة تتهمه بالنصب والإحتيال على مجموعة من العائلات و الأطراف بالمغرب وخارجه كان آخرها النصب على مواطن مغربي مقيم بهولندا أوهمه بيع الفندق لكن عندما اتفقا على الأمر أخد من عند هدا المهاجر قسطا ماليا لابأس به. أنكره وتراجع عن كلامه تاركا الضحية يعيش في رداهات المحاكم. آخرها وقوفه بلافتة أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي مكتوب عليها – أنقدوني من أستاد جامعي بالمغرب- نتوفر على نسخة منها ومن الشكايات التي فاقت مجلدا بكامله .... ونفس المثال فإن الجاني الأول الذي وافته المنية، لم يكن سوى إبن خالة الضحية. وهو الآخر تعرض لنفس السيناريو في معاملة تجارية قديمة . سببت صراعا حول المال بدأ يكبر شيئا فشيئا كسرطان الجسد . لكن هدا الأخير قرر الإنتقام .و كان دلك سبب إقدامه على إرتكاب جريمته الشنعاء.
وكلنا نعرف أن الانتقام أو الثأر هو عمل ضار ضد شخص أو مجموعة ما، استجابة لمظلمة حقيقية أو متصورة. على الرغم من أن العديد من جوانب الانتقام تتفق مع مفهوم العدالة، فإن الانتقام يعني ضمنًا التركيز على إحداث مزيد من الضرر والعقاب في مقابل عقاب متصالح ومتناغم. في حين أن العدالة عمومًا تعني الإجراءات المتخذة التي يدعمها نظام قضائي شرعي، عن طريق نظام منالأخلاق، أو نيابة عن الأغلبية الأخلاقية، والانتقام عمومًا يعني الإجراءات المتخذة من قبل فرد أو مجموعة محددة خارج حدود السلوك القضائي أو الأخلاقي. هدف الانتقام عادة ما يكون إرغام الظالم المتصور على أن يعاني القدر من الألم نفسه أو أكبر من ذلك الذي لحق بالمظلوم في الأصل.