التفاصيل الكاملة لتفكيك شبكة روجت 60 سيارة فارهة مسروقة في 7 مدن مغربية
زنقة 20
بعد أن تناقلت أخبار مفادها أن عصابة وطنية متخصصة في تزوير هياكل وصفائح معدنية لمختلف أصناف السيارات المسروقة من نوع مرسيدس، أو تلك التي يتم إدخالها من خارج أرض الوطن عن طريق سبته ومليلية، داخل مرآب بمنزل كائن بقطاع الألفة بدائرة لعيايدة بسلا، لم تترك الفرقة المحلية للشرطة بمفوضية لعيايدة الفرصة تمر دون استثمار هذه المعلومات من أجل تعقب خطوات المتورطين، والإيقاع بهم في حبال الشرطة القضائية التي ظلت تعمل بتنسيق مع فرقة مفوضية لعيايدة من أجل الوصول إلى الشبكة المكونة من 18 شخصا، موزعين على سبع مدن يتعلق الأمر بالدار البيضاء، سلا، القنيطرة، فاس، مكناس، الخميسات، الناظور، واعتقال الذين يترددون على مدينة سلا في حالة تلبس، ومن خلالهم يمكن الوصول إلى باقي أفراد العصابة الإجرامية.
مداهمة المرآب
خلال نهاية الأسبوع المنصرم انتقلت عناصر تابعة للشرطة القضائية، برفقة فرقة من مفوضية لعيايدة إلى الحي المذكور الذي يوجد فيه مرآب يستغله أعضاء الشبكة، بحيث داهمت مرآب عبد القادر الموجود بتراب مقاطعة لعيايدة، بحسب مصدر قضائي، حيث جرى اعتقال ثلاثة أشخاص، تمت معاينة اثنين منهم يتحدران من الناظور، وهما بصدد تزوير مجموعة من السيارات، إلى جانب المتهم الثالث باعتباره نجل صاحب المرآب، هذا الأخير الذي لا يزال في حالة فرار، كما أسفرت العملية عن حجز ست سيارات من نوع مرسيدس من الحجم الكبير، إضافة إلى سيارتين سياحيتين من نوع مرسيدس 190، كما تم حجز عدد من المعدات التي توظف في تغيير الأرقام التسلسلية الموجودة على الهيكل الحديدي، وهي المعدات التي جلبت من مدينة الناظور، وبعد تفتيش إحدى السيارات المحجوزة تم العثور على 38 ألف درهم بداخلها، إلى جانب 199 ورقة نقدية من فئة 50 دولارا أمريكيا.
تحقيق واعترافات
التحقيقات التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية مع المشتبه بهم، كشفت عدة خيوط أكدت وجود امتدادات لنشاط العصابة على امتداد سبع مدن على الصعيد الوطني، حيث تركز تحريات مصالح الأمن على مصدر السيارات، التي أكد الأظناء أنها مسروقة، ويعمل المسمى «عبد القادر» على شرائها بمعية اثنين من شركائه الموجودين في حالة فرار، أو تلك التي تم إدخالها للمغرب عن طريق المعابر الحدودية دون إخضاعها للتعشير عبر سبتة ومليلية، قبل أن يتم الاعتماد على وثائق قانونية لسيارات تعرضت للإتلاف من أجل وضع الأرقام الموجودة على البطائق الرمادية عل هياكل هذه السيارات.
بعد تجميع المعطيات الأولية تم إخضاع الأظناء إلى بحث معمق ودقيق، اعترفوا بكل تلقائية أن المتورطين الاثنين من الناظور المدعوسن محمد ورشيد اعترفا كونهما باتا يحترفان عمليات التزوير، بل أصبحا محترفين في مجال تزوير أرقام الإطارات الحديدية للسيارات، قبل أن يكتسبا شهرة ومعارف على الصعيد الوطني، بعد أن كانت الانطلاقة في بداية مشوارهما من بلدتهما الأصلية وهي دوار بن الطيب بالناظور، من هذه البلدة الصغيرة استطاعا التعرف على شركاء بمختلف المدن سالفة الذكر، لتصبح لديهما شبكة كبيرة على امتداد الصعيد الوطني، ومن ثمة أصبحا ينتقلان إلى كل من اتصل بهم من الشركاء بغرض إنجاز المهمة التي باتا متخصصين فيها ألا وهي تزوير إطارات السيارات بمهنية عالية، مقابل الحصول على مبالغ مهمة، إضافة إلى أن أفراد العصابة ينشطون في اقتناء السيارات المسروقة، أو المهربة ويعملون على تغيير معالم هياكلها، وتزوير الوثائق الخاصة بها، وإعادة بيعها.
تغيير الإطارات الحديدية للسيارات
في الوهلة الأولى يقوم محمد ورشيد بإخفاء رقم الإطار الحديدي للسيارة المراد تزويرها، عن طريق مسح وحك مجموع الأرقام والحروف اللاتينية، بواسطة الآلة الميكانيكية الصغيرة «لامول» إلى حين اختفاء الرقم الأصلي والحقيقي نهائيا عن الإطار الحديدي، ثم بعد ذلك يشرع رشيد في عملية تثبيت الأرقام والحروف المزورة، والمتعلقة بالسيارة الثانية على الإطار الحديدي، وذلك عن طريق نقش كل رقم أو حرف على حدة بمكان الرقم الأصلي، والحقيقي للإطار الحديدي، باستعمال قوالب حديدية تحمل كل واحدة رقما أو حرفا، من خلال الضغط عليها بواسطة مطرقة حديدية، في حين يتكلف «محمد» بمسك القطعة الحديدية المربعة الشكل الصغيرة الحجم المعدة لغرض التزوير، ومن ثمة يقوم بوضعها على الإطار الحديدي للسيارة من الأسفل، وبالضبط بالمكان الذي سوف يقوم «رشيد» بنقش الرقم أو الحرف المزور عليه، حتى يتم إبرازه بطريقة واضحة ودون خدوش على جوانبه، وبعد انتهائهما من هذه العملية، يعملان على حك المكان الذي نقش عليه الرقم المزور بواسطة ورق الحك، إلى غاية إخفاء جميع الخدوش، لكي يصبح الرقم المزور واضحا لا يثير أية شكوك على الإطار الحديدي للسيارة موضوع التزوير، وبالتالي تصبح عملية التزوير بالغة الدقة والإتقان، وبحرفية عالية من الصعب اكتشاف عليها أي تحريف أو تغيير، ومن ثم تصبح السيارة المعنية جاهزة لمرحلة الطلاء بالصباغة.
سيارات مسروقة تتجول في 7 مدن
تعرف محمد ورشيد كما سبق ذكره على شبكة وطنية من الذين يتعاطون التزوير في الإطارات الحديدية للناقلات المغربية، من بينهم عبد القادر والد ياسين المتهم الثالث المعتقل رفقتهما، بحيث سبق لهما أن ترددا على مدينة سلا مرات عديدة، بحسب المصدر ذاته، على امتداد سنة تقريبا، وقد عملا على تزوير أرقام الإطارات الحديدية لحوالي عشر سيارات من نوع مرسيدس مختلفة الأصناف والألوان، مقابل مبالغ مالية مختلفة عن كل سيارة عملا على تحريف إطاراتها الحديدية.
كما اعترف المتهمان كونهما سبق أن ترددا على شركاء آخرين بمدينة القنيطرة، ثلاث مرات حيث أقدما على تزوير حوالي ثلاثة إطارات حديدية للسيارات من نوع مرسيدس مختلفة الأصناف والألوان، مقابل مبالغ مالية مختلفة حسب الخـدمات المقـدمة من لـدنهما، داخـل مرآب بأحد أحياء المدينة، الذي يوجد صاحبه في حالة فرار، والبحث جار من أجل اعتقاله.
الأمر كذلك ينسحب على مدينة الخميسات، التي ترددا عليها في مناسبات عدة بعد أن تعرفا على أحد الشركاء بهذه الأخيرة، التي قاموا بتزوير الإطارات الحديدية لحوالي خمس سيارات من نوع مرسيدس 240 مختلفة الألوان بأحد محلات المطالة بالخميسات، الذي اختفى صاحبه عن الأنظار بعد أن تناهى إلى علمه خبر اعتقالهما من لدن أمن سلا.
كما سبق أن توجه الظنينان الناظوريان إلى العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، في أكثر من مناسبة على امتداد سنة كاملة، حيث نفذا عملهما الإجرامي المتمثل في تزوير الإطارات الحديدية لحوالي ثلاث سيارات، اثنان منهما من نوع 190، والثالثة من نوع مرسيدس 250 مقابل مبالغ مالية مهمة حسب الخدمات المنجزة، والمسافة التي يقطعها المتورطون.
وهو الأمر ذاته، الذي حصل بالعاصمة العلمية مدينة فاس، التي تردد عليها المعنيان على امتداد سنة كاملة، بحيث عملا على تزوير إطارات حديدية لسبع ناقلات من نوع مرسيدس مختلفة الأصناف والألوان بمرآب أحد الأحياء بفاس، مقابل مبالغ مالية مهمة تحصلا عليها عقب الانتهاء من تنفيذ عملهما الإجرامي.
العاصمة الإسماعيلية مكناس، كان يتردد عليها المتهمان من الناظور باستمرار، خصوصا أنها تتوفر على أسواق بيع السيارات المستعملة إلى جانب الرباط وسلا، وقد عمل المعنيان على تزوير عشر إطارات حديدية للسيارات من نوع مرسيدس مختلفة الأصناف والألوان بها، لتكون بذلك ثاني مدينة إلى جانب مدينة سلا، التي عرفت أكثر عملية تزوير للإطارات الحديدية للسيارات المسروقة أو المهربة من الخارج، مقابل مبالغ مالية مهمة.
أما بلدة الظنينين، دوار بن الطيب بالناظور، فقد عرفت أكبر عدد من عمليات التحريف والتزوير في الإطارات الحديدية للسيارات من نفس النوع المذكور آنفا، وقد بلغت حوالي 20 سيارة مختلفة الأصناف والألوان، مقابل عائدات مالية مهمة، ليصل بذلك العدد الإجمالي للإطارات الحديدية المزورة لمختلف الناقلات عبر المدن الوطنية السبعة، حوالي 60 هيكل سيارة، وقد حجزت منهم مصالح أمن سلا ثمان ناقلات، بمعنى أن حوالي 52 سيارة أخرى مزورة مازلت تستعمل في مختلف المدن سالفة الذكر، تتطلب مجهودات وحملات مكثفة من لدن الجهات المختصة من أجل ضبطها.
الأظناء الثلاثة، وجهت إليهم تهما ثقيلة من قبل مصالح الشرطة القضائية بسلا، المتعلقة بتكوين عصابة إجرامية مختصة في تزوير الهياكل والإطارات الحديدية للسيارات المسروقة والمهربة، وتغيير معالمها، التزوير واستعماله في أوراق السيارات على الصعيد الوطني، المشاركة، مخالفة قانون الصرف، وأحيلوا جميعهم بحر الأسبوع الجاري على أنظار الوكيل العام باستئنافية الرباط، قبل أن تأمر النيابة العامة بإيداعهم السجن المحلي بسلا على ذمة التحقيق. عن الأحداث المغربية.