قصىة تعرض سائح فرنسي للدغة أفعى بساحة جامع الفنا
لم يكد الرواد وشيوخ الحلقة بساحة جامع الفنا،يسدلون الستار على قضية المروض الذي لقي حتفه متأثرا بالسموم التي ضختها في دمائه حية رقطاء من النوع المصطلح عليه شعبيا ب”بوسكا”، حتى كانوا على موعد مع مشهد مماثل.
حل الدور هذه المرة على سائح فرنسي، قاده حظه العاثر إلى تنظيم جولة بهذا الفضاء المترع بعبق الشرق وسحر إفريقيا، حين استبدت به الرغبة في اقتناص صور تذكارية يؤرخ من خلالها زيارته لبهجة الجنوب،ولهذه الساحة المصنفة كتراث شفوي للإنسانية من طرف منظمة اليونيسكو.
في غمرة انتشائه بالمشاهد الفرجوية التي تزخر بها ساحة جامع الفنا، تقدم صوب حلقة مروضي الأفاعي، وشرع في اقتناص صور فوتوغرافية، قبل أن يجد نفسه مدفوعا بإلحاح وتشجيع من الحاوي، لقبول خوض تجربة فريدة تمثلت في ملامسة أفعى وإحاطتها بعنقه كما يحيط السوار بالمعصم.
خطوة ستسم جسد السائح بتذكار لن ينساه بقية عمره، أداته الأنياب السامة لهذا الكائن المقزز، ومادته الدورة الدموية للسائح نفسه، بعد أن فاجأته الحية بلدغة قوية،نشبت من خلالها أنيابها في جسده، وحقنته بمنسوب معتبر من سمومها الزعافة.
سقط الفرنسي مغمى عليه، وكثر اللغط والهرج من حوله، لتنطلق حالة استنفار كبيرة في صفوف المصالح الأمنية والسلطات المحلية،التي عملت على انتداب سيارة إسعاف لنقل السائح صوب المستعجلات الطبية، لتلقي العلاجات الضرورية وإبعاد حياته عن دائرة الخطر،مع فتح تحقيق مع المرود لمعرفة”علاش ؟ وكيفاش؟”.
تزامن إصابة السائح الفرنسي مع واقعة وفاة المروض بسبب لدغة أفعى مماثلة، خلف مساحة استفهام كبيرة، وكشف عن عورة الاختلالات ومظاهر التسيب التي يعرفها مجال استعمال بعض الحيوانات والزواحف لتنشيط بعض فضاء الحلقة التي تشتهر بها ساحة جامع الفنا.
التساؤل حول السماح باستعمال ثعابين سامة وسط جمهور الرواد والسياح الأجانب، مع ما قد ينتج عن هذا النوع من الحوادث من تأثيرات سلبية على سمعة البلد،و حركية الرواج السياحي بالمدينة الحمراء،التي تعتبر قاطرة للسياحة الوطنية، فتح كذلك نافذة استفهامات كبرى عن الإجراءات الوقائية والرعاية الطبية والبيطرية التي ترافق حضور عدد من الحيوانات بفضاء الساحة كالقردة و بعض الحيوانات الأخرى.
ترك الساحة مشرعة على الدخلاء دون أية قوانين أو مساطير منظمة للمجال، سمح ويسمح بالعديد من المظاهر المحيرة، حيث امتد الأمر في أكثر من مناسبة إلى ولوج أجانب للساحة، في غفلة من جميع الجهات المختصة، وشروعهم في تقديم عروض مثيرة كان آخرها ظهور أجنبية مصحوبة بثعبان كبير من نوع”الأصلة” وعملت على امتداد أيام في تقديم عروض بمصاحبة هذا الزاحف الخطير.
في ظل كل هذه الحقائق والوقائع أصبح الأمر ملحا للخروج من دائرة الفوضى والعبث، واتخاذ خطوات إجرائية لتنظيم العمل بعموم الساحة،بعيدا عن سياسة”كم حاجة قضيناها بتركها”التي ظلت الجهات المسؤولة محليا تقارب بها شؤون هذا الفضاء التاريخي والحضاري ببهجة الجنوب. عن الأحداث المغربية.