هكذا حول خطأ إستخباراتي مغربي أميناتو حيدر من صحراوية مغمورة إلى محاضِرة في الكونغرس الأمريكي
زنقة 20 .ألف بوست
تلقي الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر يوم الاثنين المقبل عرضا في قلب الكونغرس الأمريكي للدفاع عن موقف تقرير المصير في الصحراء المغربية. ويشكل هذا تحولا مقلقا لمصالح المغرب لاسيما ضعف اللوبي الذي يراهن عليه. ويبقى المثير في الأمر هو أن أميناتو حيدر كانت مغمورة وتحولت الى سياسية مشهورة دوليا بسبب أخطاء فادحة ارتكبتها الدولة المغربية.
ويجري عرض أميناتو حيدر في قلب الكونغرس الأمريكي ويحمل عنوان “العدالة آخر مستعمرة في إفريقيا: النضال من أجل حقوق الإنسان وتقرير المصير في الصحراء الغربية”.
ويشكل الوصول الى قلب الكونغرس الأمريكي قفزة نوعية في عمل جبهة البوليساريو في اختراق المؤسسات الأمريكية الرسمية، علما أنه خلال الصيف الماضي كانت قد تأسست لجنة من أعضاء جمهوريين وديمقراطيين للتضامن مع هذه الجبهة والدفاع عن مواقفها السياسية. ولا يمكن لأي شخص أن يحاضر في الكونغرس الأمريكي ووسط أعضاءه وخاصة من لجنة الخارجية دون مصادقة عدد من المؤسسات على ذلك.
ويأتي وصول أميناتو حيدر الى الكونغرس الأمريكي ليبرز ضعف وهشاشة اللوبي المغربي. وعاش الرأي العام المغربي هذه الأيام على إيقاع فضيحة الأموال التي يحصل عليها السفير الأمريكي السابق في الرباط إدوارد غابرييل أكثر من 20 مليون دولار طيلة ست سنوات. وأنجز أشرطة فيديو حول المغرب في يوتوب لا يشاهدها أكثر من 30 شخصا منذ وضعها في هذا الموقع الاجتماعي علاوة على جريدة رقمية يتم تطعيمها بمقالات وكالة المغرب العربي للأنباء ويزورها أقل من ثلاثة أشخاص يوميا.
وتعتبر محاضرة أميناتو حيدر في قلب الكونغرس الأمريكي كما حاضرت مؤخرا في البرلمان الأوروبي نتاجا لأخطاء الدولة المغربية. ويعود الخطأ الفادح الى منع الأجهزة الأمنية المغربية وعلى رأسها الاستخبارات لأميناتو حيدر من الدخول الى العيون خلال نوفمبر 2009 بعدما كتبت في مطبوع الدخول “الصحراء الغربية” دون دراسة وتقييم انعكاسات هذا الإجراء على مصالح المغرب. ودخلت أميناتو حيدر في إضراب عن الطعام، وتدخلت عواصم متعددة لحل هذا الملف وشخصيات منها الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون وأساسا وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها هيلاري كلينتون التي انتقدت طريقة الرباط لمعالجة هذا الملف. ولم تتراجع أميناتو حيدر ولكن الدولة المغربية تنازلت.
ويؤكد الخبراء الذين يعرفون نزاع الصحراء أن هذا الملف لم يكن معروفا لدى الرأي العام الدولي باستثناء في اسبانيا، ولكن منذ ارتكاب الأجهزة الاستخباراتية ذلك الخطئ الفادح، والملف يشهد حضورا دوليا متسارعا ضد مصالح الدولة المغربية. ومن الصعب العثور على معطيات هامة في الصحافة الدولية حول أميناتو حيدر رغم فوزها بجائزة روبرت كينيدي سنة 2008، ولكن بعد خطئ الاستخبارات في مطار العيون خلال نوفمبر 2009 تحولت الى عنوان لنزاع الصحراء دوليا.
وعمليا، يعتبر قرار منع أميناتو حيدر والتراجع عنه تحت الضغط الدولي أكبر ضربة لمصالح المغرب في نزاع الصحراء وأصبح المغرب في موقف حرج أمام المنتظم الدولي في نزاع الصحراء بتقدم البوليساربو وسط ضعف اللوبي المغربي الأمر الذي جعل الملك محمد السادس يعترف في خطابه يوم 11 أكتوبر الماضي “الوضع صعب، والأمور لم تحسم، ومناورات خصوم وحدتنا الترابية لن تتوقف”.
وتأتي ندوة أميناتو حيدر في قلب الكونغرس الأمريكي الاثنين المقبل وعلى بعد ثلاثة أسابيع من معالجة مجلس الأمن الدولي لملف الصحراء، لتطرح تساؤلات حول اللوبي المغربي، ويبقى الأخطر أن أميناتو حيدر تستمر في كتابة “الصحراء الغربية” في مطبوع الدخول بمطار العيون تحت أنظار الأجهزة الأمنية وخاصة الاستخباراتية.
وهكذا، فالمغرب دولة وشعبا يؤدي في ملف حساس ومصيري ما يترتب عن خطئ استخباراتي افتقد للتقييم وبعد النظر.