ألاف الهولنديين يتضامنون مع المغاربة ضد العنصرية بشعار "كلنا مغاربة" وحكومة بنكيران حبيسة الصمت بالرباط
زنقة 20 . أمستردام
عرفت العاصمة الاقتصادية لهولندا، صبيحة اليوم السبت، مظاهرة عارمة، شارك بها حوالي عشرة ألاف شخص أغلبهم من المغاربة، فيما تضامن ألاف الهولنديين معهم ضد العنصرية بشعار جميل "كلنا مغاربة".
و حسب جمعويين تحدثوا لموقع زنقة 20، فان المغاربة، خرجوا بكثرة، بعد سلسلة التصريحات العنصرية التي أطلقها "خيرت فيلدرز" زعيم حزب الحرية الهولندي" الدي قلل من أهمية المغاربة بالأراضي المنخفظة، معتبراً اياهم قلة لا يمكن اعطائها أهمية.
و تخللت المظاهرة، كلمة لفاعلين مغاربة و هولنديين، أمام مقر عمادة "أمستردام" نددت بالعنصرية و التصريحات العنصرية لزعيم الحزب "فيلدرز".
من جانب أخر، لم يصدر عن الحكومة المغربية، أي بلاغ تنديدي بالتصريحات التي صدرت عن "فيلدرز"، فيما حاول موقع زنقة 20 الاتصال مراراً بوزير الجالية "أنيس بيرو" قصد أخد رأيه في الأمر، غير أن هاتفه ضل يرن لمرات عدة دون اجابة.
و خلفت التصريحات العنصرية لفيلدرز ضد المغاربة، استقال نائب برلماني من عضوية حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف، أمس الأوّل، بعد أن قاد زعيم الحزب خيرت فيلدرز أنصاره في ترديد الهتافات العنصرية المناهضة للمغاربة، خلال احتفالهم بنصر انتخابيّ، وهو ما أثار استنكارا واسع النطاق.
وحقّق حزب الحرية المعادي للإسلام، مكاسب كبيرة في انتخابات المجالس البلدية، وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيكون أكبر حزب هولندي في البرلمان الأوروبي، في الانتخابات التي ستجري في مايو المقبل.
وسأل فيلدرز حشدا من أنصاره في لاهاي “هل تريدون عددا أكبر من المغاربة في هذه المدينة أم عددا أقل؟” فردوا عليه “أقل.. أقل.. أقل”، فأجابهم مبتسما “سأتولى هذا الأمر.”
وقال النائب رولاند فان فليت، الذي استقال من الحزب وسيبقى في البرلمان كعضو مستقلّ، إنّ آراء فيلدرز في المسلمين “تزداد تطرفا، حيثُ أنّهُ انتقل من انتقاد التّشدد الإسلامي، إلى الزّعم بأنّ الإحصاءات تكشف أنّ نسبة الجرائم المرتكبة من قبل المغاربة تفوق النسب المسجلة لدى أيّة فئة أخرى”.
وهيمن خطاب فيلدرز المعادي للمغاربة على الحملة الانتخابية، لكن تصريحاته الأخيرة أثارت استياء واسعا، وتلقت المحكمة الهولندية ما يزيد على 100 طلب للتحقيق معه بتهمة استخدام خطاب يحضّ الكراهية.
وندّد سياسيّون وجماعات مدافعة عن المهاجرين بهذه التّصريحات، بينما خرج نائب رئيس تحرير مؤسسة “أر تي إل” للإذاعة والتلفزيون، عن الحياد التقليدي، وكتب رسالة مفتوحة إلى فيلدرز يقول فيها: “عار عليك”.
وقالت رابطة الهولنديين المغاربة، التي تمثل 368 ألف هولندي من أصل مغربي في البلاد، أمس الأوّل، إنها ستقيم دعوى ضدّ فيلدرز، تتهمه فيها بـ»التمييز»، وطلبت من آخرين أن يفعلوا مثلها.
وأكّد أحمد شريفي رئيس الرابطة أنّ فيلدرز تجاوز الحدود القانونية، باستهدافه لجماعة من الناس. مضيفا بالقول “هذا له تأثير كبير على مجتمعنا، وآمل أن ينظر القضاء في ذلك. لقد تجاوز كلّ الخطوط الحمراء، ولأكون صادقا: هذا مخيف بعض الشيء”.
وفيلدرز معروف بتصريحاته المسيئة للمسلمين والعمال المهاجرين من أوروبا الشرقية.
وكان قد حوكم بتهمة ارتكاب جريمتي الكراهية والتّمييز، لوصفه للإسلام بـ”أنّه أيديولوجية فاشية”، عام 2007. وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، عضو الحزب الليبرالي، إنّ الواقعة تركت شعورا “بالمرارة في فمه”.
وقال للتلفزيون الهولندي “كل هؤلاء الناس الذين يريدون أن يقدموا مساهمة إيجابية في البلد، لا يهمّني من أين أتوا. كلّ ما يهمني هو مستقبلهم.”