لهذه الأسباب تخرج ثلاث مركزيات نقابية للشارع وتعد الحكومة بالعصيان
زنقة 20
تشبثت ثلاث مركزيات نقابية بارزة بقرارها النزول للشارع في 06 أبريل المقبل، احتجاجا على ما وصفته بـ"تعنت الحكومة وتهربها من الحوار الاجتماعي"، واستئنافا للحراك الاجتماعي الذي توقف لأزيد من سنة.
"الفقها الذين لا يعطون شيئا بقدر ما يمدون الأيادي فقط"، هكذا وصف عبد القادر الزاير القيادي في "ك. د. ش" وزراء حكومة عبد الإله ابن كيران، مكرسا الهجوم اللاذع الذي شنه زعماء ثلاث مركزيات نقابية أعلنت العصيان ضد الحكومة الإئتلافية التي يقودها حزب العدالة والتنمية.
الدعوة لجادة الصواب
قررت نقابات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل، شق عصا الطاعة ومناصبة حكومة ابن كيران العداء بعدما قررت النزول للشارع في السادس من شهر أبريل المقبل.
وقال عبد القادر الزاير، عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بحكومة "الفقها"، قائلا إن "المسيرة ليست تصعيدا، بل هي مجرد نضال، لأننا مقتنعون بأن الفقها لا يعطون شيئا، بل يمدون الأيادي فقط".
وأضاف الزاير، بنبرة تتقطر عفوية، ذكرت الحاضرين برفيقه في "ك. د. ش" نوبير الأموي الذي غاب عن الندوة، "الحكومة تطالبنا بتزيار السمطة، وكأن هذه السمطة كانت مرخوفة شحال هادي".
أما الميلودي موخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، فشدد على أن النضال والنزول إلى الشارع بالتنسيق بين ثلاث مركزيات نقابية، يعتبر رسالة تقول إن النقابيين لم يعد في قاموسهم مجال للحوار، واعتبر أن التسيير الحكومي أدى إلى ضرب القدرة الشرائية للمواطنين ذوي الدخل المحدود.
"السميك" لا يكفي أسرة صغيرة أسبوعا واحدا
وأضاف موخاريق "الحد الأدنى للأجور، الذي ترفض الحكومة الحديث عنه، كان في السابق يسد رمق زوج وزوجة وطفل واحد لمدة 11 يوما، أما بعد الزيادات فصار بالكاد يسد رمقهم لخمسة أيام، وهذه نتائج لدراسات قمنا بها في النقابة". وقال "أتمنى أن يشكل تنظيم هذه المسيرة الضخمة رسالة قوية للحكومة حتى تعود لجادة الصواب"
التنسيق مع "الباطرونا" مربط اختلاف النقابات
ورغم التنسيق التاريخي بين ثلاث مركزيات نقابية بارزة في ساحة العمل النقابي، إلا إن الحديث عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب أظهر تباينا في المواقف بين نقابتي موخاريق والأموي، إذ فيما تحدث الأول بشكل ناعم، نوعا ما، عن وجود علاقات مع اتحاد الباطرونا في المغرب، فتح عبدالقادر الزاير النار عليه، محيلا على أن لسان حال العمال في القطاع الخاص يفصح عن وضع أكثر قتامة هذا العام، وأن "هناك باطرونات منخرطون في الاتحاد العام لمقاولات المغرب ولا يحترمون حقوق عمالهم".
وعقد كل من الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل، صباح اليوم في الدار البيضاء، ندوة صحافية لشرح أسباب قرار تنظيم المسيرة العمالية المقررة يوم 06 أبريل في العاصمة الاقتصادية للمغرب، وقال بيان للمركزيات الثلاث، إنها انتظرت ما يلزم من الحكومة بأن تفتح تفاوضا اجتماعيا ثلاثي التركيبة بخصوص كل القضايا التي تهم عالم الشغل، وفي قلبها الملف الاجتماعي.. لكن هذا الوعي العمالي اصطدم باستخفاف كبير للحركة النقابية المغربية من طرف حكومة لا تقدر طبيعة الوضع حق قدره".
وأضاف البيان الثلاثي أن الحكومة لم تفلح سوى في الزيادات المتوالية في المحروقات، وضرب القدرة الشرائية للطبقة العاملة، وتكبيل الحريات العامة ومنع الاحتجاجات الاجتماعية السلمية المشروعة والتضييق على الحريات النقابية.
واعتبر البيان أن عدم الاستجابة لمذكرتها المطلبية يعتبر هروبا إلى الأمام، وأن تنظيم المسيرة العمالية مستهل أبريل المقبل ليس سوى الخطوة الأولى في مسار نضالي طويل.