الملك يدخل بـ"الخيط الأبيض" بين السعودية وقطر للحفاظ على مكاسب المغرب وهذا ما قاله لدول الخليج
زنقة 20 . وكالات
أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس هنا مساء اليوم ضرورة تعزيز العمل العربي الجماعي من أجل إرساء وطن عربي قوي متماسك لا مكان فيه للخلاف والفرقة. ودعا الملك محمد السادس في كلمة القاها نيابة عنه رئيس الحكومة المغربية عبدالمالك ابن كيران امام الدورة ال 25 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة إلى وطن عربي تسود فيه الثقة والتضامن والتآزر وتبادل المصالح لما فيه خير الشعوب العربية.
وتطرق العاهل المغربي إلى الأوضاع العربية قائلا إن القضية الفلسطينية شهدت تطورات هامة في ظل التحولات الاقليمية والدولية المتسارعة منها اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطين ومنحها وضع دولة مراقب وقبولها بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) كدولة كاملة العضوية. وأضاف أن التحولات تضمنت عودة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات في ظل الجهود الدؤوبة التي بذلتها الادارة الامريكية من اجل التوصل الى اتفاق يشمل جميع قضايا الحل النهائي.
وشدد في هذا الإطار على أن مبادرة السلام العربية لا تزال مقترحا واقعيا من أجل تحقيق السلام الشامل لما فيه خير المنطقة والعالم. وأعرب عن التزام المغرب القوي بدعم الجهود الامريكية بهدف انجاح المفاوضات في ظل حرص الوفد العربي المنبثق عن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية على مواكبة هذه المفاوضات ودعم الموقف الفلسطيني. وقال ابن كيران ان الملك محمد السادس بصفته رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الاسلامي حرص على عقد الدورة ال20 للجنة القدس بمدينة مراكش تحت رئاسته الفعلية.
ولفت إلى أن هذه الدورة شهدت حضورا متميزا لأول مرة من جانب ممثلين عن الامين العام للأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن بجانب الاتحاد الاوروبي والفاتيكان. وذكر ان الدورة أبرزت المقاربة العملية المبنية على التحرك الميداني من خلال وكالة (بيت مال القدس الشريف) لدعم صمود سكان القدس على ارضهم والتصدي لسياسة التهويد التي تنتهجها اسرائيل في المدينة المقدسة. ودعا الى الاعتماد على التنسيق الكامل والوثيق بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامية لإضفاء المزيد من الفعالية والنجاعة على المبادرة العربية.
وشدد على ضرورة توحيد الصف العربي والاسلامي مطالبا الفلسطينيين بنبذ خلافاتهم وتحقيق مصالحة وطنية صادقة تقوي الموقف التفاوضي الفلسطيني. واكد دعم الجهود التي يبذلها في هذا الشأن رئيس فلسطين ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في ظل اقتراب المهلة التي حددتها الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية ابريل المقبل. وقال ان "اي تمديد لفترة المفاوضات يجب ان يؤدي الى بلورة مقاربة جديدة تفضي الى رفع الاحتلال واقامة دولة فلسطين المستقلة وايجاد حلول توافقية لجميع القضايا وفق جدول زمني محدد".
وأكد رفضه القاطع ان يتم اتخاذ هذا التمديد من جانب اسرائيل كذريعة لكسب المزيد من الوقت بهدف تغيير الوضع على الارض وفرض سياسة الامر الواقع. وعن الوضع المأساوي في سوريا ذكر ان ما يعانيه الاشقاء في سوريا كارثة انسانية تؤثر في العرب والمسلمين وكل الضمائر الحية والنظام الدولي برمته. ووصف هذه الكارثة بأنها "ستظل بصمة عار في تاريخ البشرية" مبينا ان الوضع خطير وغير مقبول ويتعين على النظام الدولي تحمل مسؤوليته كاملة في معالجتها. واكد ضرورة مواصلة مجلس الامن الدولي العمل بفعالية لتنفيذ اعلان مؤتمر (جنيف1) الصادر في 30 يونيو 2012 ووضع حد لمعاناة الشعب السوري وتمكينه من تحقيق تطلعاته المشروعة نحو الوحدة والديمقراطية والتنمية والكرامة الانسانية.