لماذا لم يتم تعليق التعاون الدبلوماسي مع فرنسا كما وقع مع التعاون القضائي، هل مكانة مزوار أقل من مكانة الحموشي؟ أم أن المخابرات أكثر أهمية من الدبلوماسية؟
زنقة 20 . الرباط
قدمت السلطات الفرنسية، أمس الجمعة عتذارا للمغرب بعد تفتيش وزير الشؤون الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار في مطار بباريس في أحدث واقعة ضمن سلسلة من الأحداث التي أدت إلى توتر العلاقات بين الرباط وباريس.
وليست العلاقات بين البلدين على ما يرام بسبب خلاف وقع في فبراير عندما حاولت الشرطة الفرنسية استجواب رئيس المخابرات المغربية أثناء زيارة للعاصمة الفرنسية بسبب اتهامات بضلوع الجهاز الذي يقوده في "عمليات تعذيب".
الغريب في الأمر، أن السلطات المغربية، لم تقدم على "التصعيد" كما كان الشأن، مع الحادث السابق، حين أقدم ستة شرطيين على دق باب اقامة السفير المغربي "شكيب بنموسى" بباريس، لتسليم، أمر قضائي بالتحقيق مع مدير جهاز المخابرات "DST"، محمد الحموشي، حيث وصل الأمر الى مكالمة الرئيس الفرنسي "هولاند" للملك محمد السادس، قبل أن يُقدم المغرب، على تعليق ما قال "جميع اتفاقيات التعاون القضائي بين البلدين"، بعدما مرور أسبوع، على عدم توصل الرباط، بتوضيحات كافية، حول الاقدام على تسليم طلب الاستماع لمدير جهاز جد حساس.
اليوم و قد تم اهانة، رئيس الدبلوماسية المغربية، "صلاح الدين مزوار"، حين تم تجريده من ملابسه "حزام، جوارب، حداء و معطف"، بمطار "رواسي شارل دوغول" الباريسي.
الأمر، لن يكون بالطبع، اعتباطياً، فعناصر الأمن بمطار دولي، بحجم "دوغول"، لم يتم وضعهم بالمكان عينه بالصدفة، يعرفون الأعراف الدبلوماسية، جيداً، و لهم تكوين خاص طبعاً، غير أن الاقدام على تفتيش وزير خارجية بلد، حتى وان كان لدولة مجهرية، لجزيرة، متلاشية، فان الأمر، يدعو الى رد رسمي من أعلى سلطة بالبلاد، أي رئيس الدولة، وهنا من الملك.
اهانة، كبير دبلوماسيي المغرب، البلد الدي يتغنى، بعلاقاته "القوية و التاريخية" التي تجمعه بفرنسا، يعتبر اهانة للمغرب كبلد، و للمغاربة، لكون الوزير يمثل الدولة، بهيبتها، فاليوم تم تفتيش الوزير وغداً سيتم بكل سهولة، تفتيش السفراء، و بعدها رئيس الحكومة وربما أكثر من دلك.
ما لم يتم فهمه، بعد، هو الصمت المطبق، من قبل الرباط، سواء من أعلى سلطة، أو من رئاسة الحكومة، أو وزير الخارجية، نفسه، الدي أغلق هاتفه، و اكتفى بمراقبة ردود الفعل، و ما يُكتب بالصحف.
الضجة، التي كان المغرب، سباق الى اطلاقها، حين طُلب من "الحموشي" المثول أمام القضاء الفرنسي للاستماع اليه، لم يتم اثارتها اليوم، في اهانة "مزوار" رئيس الدبلوماسية المغربية، و هو الأمر، الدي اعتبره متحدثون لموقع زنقة 20، بمثابة "تمييز" واضح بين شخصية، مقربة من الملك هو "محمد الحموشي"، و هو أمين سر الاستخبار في البلاد، و وزير حزبي، أضيف في أخر تعديل حكومي، في نسخة "بنكيران2".
"محمد الحموشي"، رجل قوي، و مقرب جداً من الملك، محمد السادس، حتى أنه وشحه في سابقة، من نوعها، بوسام رفيع، يقول المتحدث المختص لموقعنا، أما "مزوار" فهو وزير لا يجب اثارة ضجة، من أجله، و بسرعة، يمكن طي صفحة مطار "دوغول"، عكس "الحموشي" الدي شكل استدعائه، تهديد للأمن المغربي، و تهديد أيضاً لشخصيات حساسة بالدولة، تعني بالاستخبار و الامن بجهازي الدرك و الأمن الوطني.
و كان موقع زنقة 20، قد نقل عن مصادر قولها إن مسؤولين في مطار شارل ديغول الفرنسي طلبوا من مزوار خلع حذائه وسترته وحزامه أثناء توقفه في باريس في طريقه من لاهاي إلى المغرب في وقت سابق هذا الأسبوع. وجرى تفتيش متعلقات الوزير الشخصية وحقيبته أيضا على الرغم من إفصاحه عن منصبه وإبرازه جواز سفره الدبلوماسي. وقال رومان نادال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية للصحفيين إن وزير الخارجية "لوران فابيوس اتصل بنظيره المغربي للاعتذار نيابة عن السلطات الفرنسية عن الإزعاج الذي حدث."
وأضاف "ارتكبت أخطاء في مطار شارل ديغول. طلب الوزير على الفور من السلطات المعنية في وزارة الداخلية والمطار أن يتم كل شيء بماي تفق تماما مع القواعد والمعايير الدبلوماسية التي تنطبق على وزراءالخارجية ورؤساء الدول والحكومات."