هل يمد الملك محمد السادس يد الإندماج للحركة السلفية ؟
زنقة 20 . وكالات
أدى العاهل المغربي الملك محمد السادس صلاة الجمعة في مسجد طارق بن زياد بمدينة طنجة، وألقى الخطبة الشيخ محمد الفزازي، وهو أحد رموز التيار السلفي الذي يميل نحو الاعتدال.
وهي خطوة اعتبر مراقبون أن الهدف منها هو تأكيد الملك محمد السادس على أن السلفية يمكن أن تندمج في الخط الديني العام للمملكة الذي يقوم على الاعتدال والتسامح والعفو، وهو الخط الذي يرعاه الملك.
وقابل الفزازي الخطوة الملكية التي تحضّ على المصالحة بخطبة تركزت على موضوع نعمتي الأمن والاستقرار اللتين ينعم بهما المغرب، وذلك انطلاقا من سورة قريش.
وأشاد بمبادرات الملك محمد السادس والمشاريع الكبرى التي يُقدم عليها، ليمهد الأسباب المحققة لتوفر هاتين النعمتين، نعمة أمن الناس على أرواحهم وعقولهم من كل عدوان أو تشويش يضران بالأمة في التمسك بثوابتها الدينية، ونعمة الاستقرار الذي ييسر المعاش”.
يشار إلى أن الفزازي أحد أبرز وجوه السلفية بالمغرب، وهو أحد المعتقلين الإسلاميين بعد الأحداث الإرهابية التي ألمت بالدار البيضاء في مايو 2003، ثم جرى الإفراج عنه بعفو ملكي في 14 أبريل 2011.
وعبر الفزازي عن انطباع رفيع تركه لقاؤه بالملك محمد السادس عقب أن أَم به صلاة الجمعة، “كون الملك بغض النظر عن كونه سلطانا وأميرا للمؤمنين فهو إنسان قمة في الحياء والإنسانية”.
وقال في تصريحات له عقب الصلاة، إن “الملك محمد السادس بدا له قمة في الأخلاق والأدب والتواضع بشكل لا يمكن أن يوصف، ولا يمكن أن يعرفه سوى من تقرب إليه وتحدث معه”.
وقال المراقبون إن صلاة الملك محمد السادس في جامع يؤمه شيخ سلفي سبق أن حوكم بـ30 عاما سجنا تحمل رسالة مفادها أن فرصة المراجعة مفتوحة أمام الجميع، وأن التشدد ليس من ثقافة المغرب ولا من تقاليده ومدارسه الفقهية التي انتشر تأثيرها في أفريقيا كمدارس للاعتدال والتدين الحق.
وكشفت الزيارات الأخيرة التي أداها العاهل المغربي إلى دول أفريقية السمعة الكبيرة للمغرب باعتباره مركز الفرق الصوفية التي تقوي وتحض على التسامح والاعتدال.
واعتبر المراقبون أن المغرب خطا خطوة جديدة نحو إعادة إدماج المجموعات الإسلامية التي تأثرت بالفكر الوافد من الشرق والذي يغلب عليه التشدد والتكفير، وذلك بعد أن فتح الأبواب أمام الإسلاميين ليشتركوا في الحياة السياسية وأصبح حزب العدالة والتنمية (الإسلامي) هو الذي يقود الحكومة.
وذهب هؤلاء المراقبون إلى أن إدماج المعتدلين الإسلاميين في الحياة الدينية والمدنية والسياسية يسحب البساط من تحت دعاة التشدد والغلو.