قصص صحفيون مغاربة هجروا "صاحبة الجلالة" في بداية الطريق


زنقة 20

أسامة، أمينة، محسن، صحفيون شباب مغاربة جمعهم طموح تحقيق حلمهم في ممارسة مهنة المتاعب في صالة التحرير، وخلف ميكروفون الراديو. وجمعتهم فرص العمل في هذا المجال بعد تخرجهم من معاهد صحفية. لكن ظروف العمل بالإذاعات الخاصة وصعوباتها كانت أكبر من الحلم؛ الشيء الذي جعلها عائقا كافيا.. لكي يغيروا مهنهم. "هنا صوتك" استمع إلى عدد من الصحفيين الشباب الذين اختاروا أن يهجروا صالات التحرير، هرباً من جحيم ممارسة مهنة المتاعب في المغرب .

بدون راتب

"سيداتي سادتي المستمعين. معكم أسامة  وبرنامج "مثير للجدل""، هكذا كان أسامة يحيّي مستمعيه كل مساء، لمدة سنة ونصف، قبل أن يدخل سوق البطالة، وتجرفه دوامة البحث عن عمل بديل. "بدأت تجربتي في الصحافة المكتوبة، بعد سنة من حصولي على دبلوم مهني في الصحافة والتنشيط الإذاعي. لكنها لم تستمر سوى ثلاثة أشهر، لألتحق بعدها بالإذاعة المحلية "راديو بلوس" كمحرر صحفي، ثم أنضم إلى إذاعة أخرى، في الدار البيضاء"، يقول أسامة (24 عاماً) قبل أن يضيف: "لم أتقاض راتباً يذكر لسبب بسيط، مفاده أن الصحفي المبتدئ بالمغرب، ليس له الحق في تقاضي تعويض مادي في بداية مشواره. لا أنكر أنه قد عرض علي عقد عمل مؤقت بإذاعة خاصة، ولكن مقابل راتب هزيل، لم يكن يغطي مصاريف تنقلي وعيشي حتى، داخل مدينة صعبة كمدينة الدار البيضاء. لذلك قررت إنهاء مسيرتي في ميدان الصحافة في بداياتها، بعد شهور من البطالة، وعدت إلى مدرجات الكلية، لإتمام دراستي في الجامعة لأدرس قانون الأعمال الفرنسي".

محسن كريم (اسم مستعار) عمل قبل عام ونصف في إذاعة محلية محررا في قسم الأخبار، ليجد نفسه في سوق البطالة، يبحث عن عمل بديل: "صدر قرار طردي بطريقة غير أخلاقية، مع خمسة صحفيين آخرين. باقي زملائي أكملوا رحلة البحث عن عمل جديد بالإذاعات الخاصة، أما أنا فقررتُ أن أشتغل في مجال المهن الحرة، منهيا بذلك مشواري بالصحافة".

فرص للشباب

في المقابل قال يوسف عثمان رئيس تحرير مجموعة إذاعة "راديو بلوس"، في الدار البيضاء، لـ"هنا صوتك"، إن هناك تفاوتا في طرق التعامل مع الصحفيين الشبان: "هناك من يوفر فرصة حقيقية للخريجين الجدد، من أجل الانتقال من مرحلة الدراسة إلى واقع ممارسة المهنة، موفرا له ظروفا وجوا ملائمين للاندماج، لكن بالمقابل هناك حالات شاذة، تستغل طاقات هؤلاء الشباب والشابات عمليا"، وتساءل يوسف عثمان: "كيف يمكن لصحفي لا يستطيع الدفاع عن أبسط حقوقه، أن يدافع عن قضية أو رأي؟".

ويؤكد رئيس تحرير مجموعة إذاعة "راديو بلوس" على أن 90% من العاملين بالإذاعات الخاصة هم من الشباب، "لذلك فإن المجال مفتوح شرط الكفاءة والالتزام. لكن الاندفاع والرغبة في النجومية تدفع بالكثير من الشباب حديثي التخرج إلى التسرع في اتخاذ القرارات، وفي الكثير من الأحيان لا يؤمنون بالتدرج. وهناك أمثلة حية على شباب لم يتخرجوا بعد، لكنهم يشتغلون حاليا بالإذاعات الخاصة"، ويقول يوسف عثمان إن العقبة الكبرى التي تنتظر الصحفي حديث التخرج "هي الإيمان بالتدرج المهني، فعليه بالتالي أن يؤمن بهذا، لأنه ومع مرور الوقت ستكون له الكلمة، وسيأخذ مكاناً يناسب مؤهلاته وجودة عمله".

عزيز الدرويشي لـ "هنا صوتك"









0 تعليق ل قصص صحفيون مغاربة هجروا "صاحبة الجلالة" في بداية الطريق

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور