الدارالبيضاء تتزين للملك والبوليس يشن حرباً ضد أصحاب "التشرميل"
زنقة 20
تعيش العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء على وقع زيارة الملك محمد السادس، ولمس البيضاويون منذ يوم السبت حضورا أمنيا غير مسبوق، عبر النزول إلى الميدان لمحاربة الجريمة في مدينة يشتكي سكانها من انعدام الأمن
الحرب على "التشرميل"
انتقل الصراع بين الشرطة والخارجين عن القانون في الدارالبيضاء إلى العالم الافتراضي، بعدما استطاعت إحدى صفحات الفايس بوك أن تتحول إلى مرجع في الإجرام والانحراف بكل معانيه، واستغل القائمون على صفحة "تشرميل"، التي وصل عدد أعضائها إلى ما يقارب 117 ألف، صورا لفتيات قاصرات في أوضاع حميمية، وصور لغنائم سرقات بالخطف مصحوبة بسيوف وسكاكين، وأكوام من الأوراق المالية.
وأمرت النيابة العامة يوم أمس الأحد بإجراء تحقيق دقيق في ظاهرة "التشرميل"، وحسب مصادر أمنية فإن تحريات مختبر الآثار التكنولوجية أظهرت أن أشخاصا يعمدون إلى نشر صور مصطنعة وهم يحملون أسلحة وسلع يجري تقديمها على أنها متحصلات أو عائدات إجرامية.
وخلقت صفحة "التشرميل" الحدث سيما بعد أن عمدت مواقع إخبارية إلى تناقل محتوياتها مما زادها شهرة، وترى مصادر أمنية أن مثل هذه الصفحات يقوي الإشاعة ويمس الشعور بالأمن.
البيضاويون متشوقون لملك بلا بروتوكول
وعاشت العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء نهاية أسبوع على إيقاع حملات أمنية تمشيطية غير مسبوقة، خاصة في الأحياء الشعبية، وذلك تزامنا مع زيارة الملك محمد السادس للبيضاء قادما إليها من مدينة طنجة.
وتفاجأ البيضاويون السبت والأحد الماضيين، بحملات تمشيطية وبأعداد كبيرة لقوات الشرطة والقوات المساعدة، أدت إلى اعتقال الكثير من المشتبه فيهم، إما بالسرقة أو الاتجار في المخدرات، وما أثار استغراب الساكنة هو استهداف أحياء تعتبر نقطا سوداء في العاصمة الاقتصادية البيضاء، وخلف مشهد سيارتين ممتلئتين برجال الشرطة، إضافة إلى عناصر من الصقور ارتياحا لدى المارة، فيما ربط آخرون هذا التشدد الأمني بزيارة الملك للبيضاء.
ولم تخف بعض المصادر الأمنية أن تكون لزيارة الملك محمد السادس للدارالبيضاء تأثير في مضاعفة الأمن لجهودهم الوقائية، سيما وأن زيارة الملك لمدينة طنجة وتجواله بها دون بروتوكول، زاد من مخاوف بعض المسؤولين في العاصمة الغول، خاصة وأن ملك البلاد عبر في أكثر من مرة عن غضبه من مسيري الدارالبيضاء، وينتظر بيضاويون كثر أن يصادفوا الملك في إحدى جولاته الخاصة في مدينتهم.
ويرى فاعلون جمعويون أن سمعة الدارالبيضاء الأمنية وتناسل أخبار الجرائم على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت بالمسؤولين الأمنيين إلى تكثيف دوريات المراقبة.
وتعيش الدارالبيضاء منذ قدوم الملك استنفارا أمنيا بكل المقاييس، وتشهد شوارعها الرئيسية وأحياؤها المترامية الأطراف على جنبات المدينة المليونية، على قدم المساواة انضباطا كبيرا في حركة السير والتجوال، ونمقت أغلبات الطرقات الرئيسية في المدينة، كشارع محمد السادس وشارع أنفا والزرقطوني.