قصة تعرض الأمير مولاي هشام لمُراقبة لصيقة من مجهولين في باريس
زنقة 20 . وكالات
اعتقلت الشرطة الفرنسية الجمعة الماضي القبض على شخصين راقبا الأمير مولاي هشام وهو إبن عم العاهل المغربي محمد السادس، في باريس ومطارها أورلي وفندق أقام فيه.
وتحدثت قناة فرانس 24 عن قيام الشرطة الفرنسية باعتقال شخصين كانا يراقبان الأمير مولاي هشام، وقالت إنّ أسباب تلك المراقبة مازالت مجهولة.
واعتقل شخص كان يراقب الأمير مراقبة دقيقة رفقة شخصين آخرين استطاعا الهرب.
ومن المفترض أن تكون الشرطة تعرفت الآن على هوية الشخصين بفضل كاميرا المراقبة في مختلف أرجاء المطار.
بتوجيه من مغربيين:
تداولت بعض وسائل الاعلام المغربية النبأ، ومن بينها جريدة "أخبار اليوم" التي قالت إنّ الأمير يتريّث في ملاحقة المعتقلين قانونيا حتى وضوح الأسباب التي دفعت بهم إلى مراقبته بذلك الشكل اللصيق.
وحسب تقارير صحافية، اعترف المعتقل بأن مغربيين كلفاه بمهمة مراقبة الأمير. وأكد للشرطة الفرنسية أنه لم يكن يعرف أن الأمر يتعلق بأمير.
ومن جهتها، كتبت جريدة "ألف بوسط" على موقعها الإلكترونية مقالا يربط بين المراقبة وحملة تشنها منابر إعلامية ضد الأمير مؤخرا.
وقالت الجريدة إنّ الأمير مولاي هشام كان في مطار أورلي في مكتب الخطوط الملكية المغربية لتسجيل العودة الى المغرب، ولاحظ بعض موظفي الخطوط الملكية ثلاثة أشخاص يراقبونه مراقبة شديدة، وتم النجاح في اعتقال شخص بينما لاذ اثنان بالفرار.
مراقبة شديدة:
وبعد تولي الشرطة الفرنسية التحقيق، قال الشخص المعتقل ويحمل اسم مرزاق ستيفان إنه يعمل لصالح شخصين يحملان اسم محمد وأنس وهما مغربيين.
وكشف أن شخصا على متن دراجة نارية، قام بمراقبة الأمير عندما غادر الفندق الذي يقيمه فيه في باريس نحو مطار أورلي.
وتبين أنّ المدعو مرزاق ستيفان يحمل سوابق إجرامية، وصرح للشرطة خلال التحقيق أن جهات معينة كلفته بمراقبة الأمير ولكنه لم يكن يعلم في البدء أن الأمر يتعلق بأمير مغربي حتى لحظة الاعتقال.
وعثرت الشرطة في آلة تصوير لستيفان مئات الصور الخاصة بالأمير في باريس ومطار أورلي.
والمثير في الأمر، حسب "ألف بوسط"، أن هذا السيناريو تكرر ستة أيام من قبل، إذ لاحظ مدير فندق في قلب العاصمة باريس، وهو الفندق الذي يقيم فيه الأمير أن سيارة تراقب مولاي هشام بشكل دقيق، كما أنه عندما يغادر الفندق للمشي والتجوال يلاحقه ثلاثة من بعيد ويصورونه. وعندما أبلغ الشرطة، ادعى الثلاثة أنهم من مصوي بابارازي، وتبين أن واحدا منهم له سوابق إجرامية.
واستعانت الشرطة بكاميرات المتاجر المحاذية للفندق، حيث تبرز بعض هذه الأشرطة مراقبة ثلاثة أشخاص للأمير وتصويره.
الكتاب المرتقب
ولم تستبعد قناة "فرانس 24" أن تكون للمراقبة علاقة بالكتاب الذي ينوي الأمير إصداره في منتصف أبريل ويروي فيه معطيات سياسية حول المغرب ومنها علاقته "المتوترة" بابن عمه الملك محمد السادس.
ويلقب الأمير بـ"الأمير الأحمر" بسبب مواقفه ودفاعه عن الإصلاح السياسي وحرية الصحافة.
وهذا الأمير هو ابن الأمير "مولاي عبد الله" الشقيق الوحيد للملك الراحل الحسن الثاني، وجده هو محمد الخامس مؤسسة الأمة المغربية بعد الاستقلال، بينما جده من أمه هو رياض الصلح.
ومن المتوقع أن ينشر الأمير مولاي هشام، كتابا في الايام القليلة القادمة سيكون بمثابة مذكراته عن هوامش النظام الملكي، بعنوان "يوميات أمير منبوذ".
وفي وقت سابق، قالت (لونوفيل أوبسرفاتور) الفرنسية إنّ هذا الكتاب سيكون "سابقة من نوعها، إذ ستكون المرة الاولى التي يتحدث فيها أمير علوي".
وقد كان مولاي هشام قد حرر هذا الكتاب سنة (2007) مدة استشفائه في مصحة بعد خضوعه لعملية جراحية.
والكتاب من أصل 380 صفحة، وسيقدم صورة متكاملة لكل عضو من أعضاء الأسرة المالكة. من الملك الراحل الحسن الثاني، إلى الملك الحالي، محمد السادس.
ويعيش الأمير الآن في الولايات المتحدة، حيث أنشأ مؤسسة للإصلاح السياسي في العالم العربي في جامعة ستانفورد.