الملك محمد السادس يعطي إشارة تشييد الدار البيضاء العالمية
زنقة 20 . وكالات
يواصل الملك محمد السادس في دعم جاذبية وتنافسية عدد من المدن المغربية وتمكينها من فرص الارتقاء إلى مصاف كبريات العواصم العالمية.
وبعد أن أعطى منذ بداية العام 2014 إشارة انطلاق عدد من مشاريع البنية التحتية العملاقة لتطوير مدينة طنجة وقبل ذلك مدينة مراكش، جاء الدور الثلاثاء على مدينة الدار البيضاء، لتنال حظها من التطوير والتحديث في إطار "الاستراتيجية الكبرى لبرامج التنمية من اجل النهوض بالمدن المغربية" من خلال النظرة الاستشرافية لمغرب 2020.
والثلاثاء، أعطى الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالدار البيضاء، إشارة البدء في تنفيذ مشروع "وصال الدار البيضاء- الميناء"، باستثمارات ضخمة تقدر بـ737 مليون دولار (6 مليارات درهم).
وقال بيان من القصر الملكي إن العاهل المغربي الملك محمد السادس ترأس "حفل التوقيع على ثماني اتفاقيات تتعلق بمشروع (وصال الدار البيضاء-الميناء)".
وبموجب هذا الاتفاق سيشرف صندوق الاستثمار الخليجي "وصال كابيتال" الذي انشأته الصناديق السيادية لأربع دول عربية خليجية على تنفيذ مشاريع استثمارية عملاقة في القطاع السياحي بالمغرب منها اتفاقا بقيمة 737 مليون دولار (6 مليارات درهم) لتنمية البنية التحتية السياحية لمدينة الدار البيضاء.
وينفذ المشروع في إطار شراكة بين الصندوق المغربي للتنمية السياحية والصناديق السيادية للدول الخليجية الأربعة وهي والإمارات والكويت والسعودية وقطر.
واكد البيان قائلا "وصال الدار البيضاء-الميناء يروم إعادة تحويل نشاط جزء من المنطقة المينائية للدار البيضاء، كما يتوخى إطلاق ورش كبير للتأهيل يشمل مجموع الدار البيضاء".
وأضاف ان تأهيل المدينة يشمل "إحداث مركز حضري جديد على صعيد المدينة وتجمعاتها، يستجيب للأشكال الهندسية المعتمدة بالمدن العالمية الكبرى، من قبيل سيدني ونيويورك ولندن وأبوظبي لكن بخصوصية مغربية، وتثمين الحي التاريخي للمدينة العتيقة، وساحلها السياحي (نقل حوض بناء السفن، وإقامة ميناء جديد للصيد البحري، وتطوير محطة للرحلات البحرية)، وإبراز المدينة بشكل واضح كوجهة رائدة للسياحة الثقافية وسياحة الأعمال والرحلات البحرية".
وقال مرقبون إن مشروع "وصال كابيتال الميناء" سيعزز من جاذبية وتنافسية العاصمة الاقتصادية للمملكة ويرتقي بها إلى مصاف كبريات العواصم، ليس فقط على الصعيد القاري، ولكن أيضا على المستوى المتوسطي بل والعالمي.
وينسجم هذا المشروع العملاق مع توجيهات العاهل المغربي الذي دعا إلى جعل مدينة البيضاء قطبا ماليا بامتياز دون إغفال الجوانب الاجتماعية والثقافية.
ويطمح "وصال كابيتال الميناء" إلى إنجاز مدينة كبيرة للعلوم ومكتبة علمية لكل الفئات العمرية، في سياق جهود تنمية الأنشطة الثقافية وتعزيز قدرات الشباب، من أجل تحفيز مشاركتهم النشطة في المسلسل التنموي.
وبهذا المشروع العملاق لتطوير مدينة الدار البيضاء، يؤكد المغرب عزمه على تنفيذ "الاستراتيجية الكبرى لبرامج التنمية من اجل النهوض بالمدن المغربية والذي يشرف عليها العاهل المغربي محمد السادس من خلال النظرة الاستشرافية لمغرب 2020".
وأعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس قبل اقل من اسبوعين في مدينة طنجة، إشارة انطلاق عدد من مشاريع البنية التحتية العملاقة ستمكن عند الانتهاء من انجازها المدينة المذكورة من الارتقاء إلى مصاف المدن العالمية الكبرى.
ورصدت لهذه المشاريع استثمارات يتوقع أن تناهز 727 مليون درهم، تشكل جزءا من برنامج طنجة الكبرى، الذي دشنه العاهل المغربي في 26 سبتمبر/ايلول 2013، والرامي إلى ضمان تنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة لهذه المدينة وجعلها وجهة مفضلة بامتياز للإقامة فيها وللسياحة والاستثمار.
وفي يناير/كانون الثاني أطلق المغرب مشروع "مراكش… الحاضرة المتجددة" الشامل لتطوير مدينة مراكش المغربية وفق أحدث المعايير البيئية والمستدامة وتطوير بنيتها التحية ومرافقها التراثية والثقافية الفريدة. وتم رصد استثمارات بقيمة 6.3 مليارات درهم (764 مليون دولار) لتنفيذ المشروع.
ويقول مراقون إن هذه المشاريع العملاقة التي تتم بمساهمات استثمارية أجنبية تعكس ثقة المستثمرين وشركاء المغرب الدوليين في جو الاستقرار والأمن بالمملكة، واعترافا بجهودها في مجال الحكامة والشفافية، وأيضا بمناخ الاستثمار المحفز والتسهيلات التي تمنح لرجال الاعمال من أجل نقل مشاريعهم للمغرب.
وكان المغرب وقع أواخر العام 2011 على تأسيس الهيئة المغربية للاستثمار السياحي تحت اسم "وصال كابيتال" بقصد تطوير القطاع السياحي الذي يساهم بنحو 10 بالمئة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.
وتم تأسيس وصال كابيتال عبر شراكة بين مؤسسات تابعة لصناديق الثروة السيادية في قطر والإمارات والكويت والسعودية بالإضافة إلى المغرب بهدف استثمار ما بين 2.5 و4 مليار دولار في مشاريع سياحية في المملكة.
وقال البيان إن "وصال كابيتال الذي يعتبر أهم صندوق للصناديق السيادية بافريقيا" يعكس الثقة التي يحظى بها المغرب على الصعيد الدولي.
وأضاف أن "الأمر يتعلق بمبادرة جامعة تشكل دليلا إضافيا على عمق الشراكة المتميزة على أعلى مستوى الذي يربط المغرب ببلدان الخليج".
وكانت الدول الخليجية الأربع قد اتفقت في العام 2013 على منح المغرب حزمة مساعدات مالية تبلغ قيمتها الاجمالية 5 مليارات دولار.