تخوفات مغربية من سقوط أمريكا في فخ لوبيات تبرز إنتهاكات لحقوق الانسان في الصحراء


زنقة 20 . وكالات

التصريحات الرسمية والبلاغ المشترك المغربي الامريكي اثناء زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري للرباط، لرئاسة الجانب الامريكي في الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية لم تحمل جديدا، واعادة نشر السفارة الامريكية يوم الجمعة الماضي، للبلاغ المشترك الصادر عن زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس لواشنطن، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اشارة على ان ما ورد في ذلك البلاغ لا زال الاطار الذي يحكم العلاقات بين الطرفين.

علاقات استراتيجية

رئيس الدبلوماسية الأمريكِي، جون كيرِي، ابدى رضاه وتفاؤله إزاء وضع العلاقات المغربيَّة الأمريكيَّة فِي الوقت الراهن، وقال إنَّ ثمَّة إمكانياتٍ واعدة بين البلدين للبناء أكثر مستقبلًا، وإنَّ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ملتزمٌ في علاقة بلاده بالمغرب. 
و أشاد كيري بـ’الدور القيادي للملك محمد السادس في النهوض بالتنمية الاجتماعية والازدهار الاقتصادي بإفريقيا’ وأعرب عن أمل بلاده في العمل بشكل مشترك مع المغرب بهدف ‘تحقيق الاستقرار والتنمية البشرية بأفريقيا من خلال مقاربة شاملة ومنسقة تهم بالخصوص مجالات الأمن الغذائي والولوج لمصادر الطاقة والنهوض بالمبادلات التجارية’ وقال ان الإدارة الأمريكية تتطلع لمشاركة فاعلة للمغرب في قمة الولايات المتحدة إفريقيا، التي ستحتضنها واشنطن في شهر اب/ اغسطس المقبل. 
وسجل رئيس الدبلوماسية الامريكية بخصوص مسلسل السلام بالشرق الاوسط التزام المغرب لصالح التسوية الشاملة للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني، منوها بمساهمة الملك في هذا المجال بما في ذلك رئاسته للجنة القدسوبالتوصيات الصادرة عن الدورة الـ 20 لهذه اللجنة التي انعقدت في كانون الثاني/ يناير الماضي بمراكش.
وقال كيرِي في تصريحات صحافية إنَّ الولايات المتحدَة تتجهُ نحو إعادة تقييم مقاربتها فِي عمليَّة السلام بالشرق الأوسط، لدراسة مدى جدوى الاستمرار في القيام بمساعٍ للتقريب بين الطرفين المتفاوضين في ظلِّ عدم إبدائهما القدرة على تحقيق تقدم ملموس.
واوضح انه سيطلعُ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على المعطَى الراهن، لدى عودته إلى واشنطن، قبل تحديد التعاطي المقبل لبلاده إزاء الملف ، على اعتبار أنَّ ثمَّة حدودًا للوقت والجهد اللذين يمكن للولايات المتحدَة أنْ تبذلهمَا، فِي حالِ لمْ يقم طرفا النزاع بخطوات من أجل التقدم في المفاوضات.
وقال بلاغ للقصر الملكي المغربي ان الملك محمد السادس، اثناء استقباله لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، سلمه ملفا بخصوص مختلف الخروقات الإسرائيلية المرتكبة في مدينة القدس الشريف، والتي تهدف إلى طمس هويتها الدينية وطابعها المعماري الأصيل.
واضاف ان ‘تسليم الملك لملف خروقات إسرائيل في المدينة المقدسة جاء عقب إشادة كيري بالدور البناء والمساهمة الفعالة للملك، بصفته رئيسا للجنة القدس، في الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، على أساس دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن واستقرار’.
وذكر البلاغ أن الملك أكد تشبثه العميق بالشراكة الإستراتيجية بين البلدين، باعتبارها نتاج تحالف عريق ومتعدد الأبعاد مع الولايات المتحدة، والتي تستمد عمقها من الثقة والتضامن والقيم المشتركة، ومن الترابط والدفاع عن المصالح المشتركة’.

تعاون اقتصادي

وأبرز أن ‘السياق الإقليمي والدولي الراهن يعزز صواب وعمق هذه الشراكة، المدعوة إلى التوسع والمساهمة في الاستقرار والأمن المستدام، والازدهار الاقتصادي المشترك والتنمية البشرية للقارة الإفريقية.’
وأكد البيان المشترك الذي صدر الجمعة، في ختام الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي الامريكي المغربي أن التشكيلة الواسعة للقيم التي يتقاسمها المغرب والولايات المتحدة ‘تمثل ركيزة لتعاون أوسع يعتزم البلدان إرساءه في إطار شراكتهما الإستراتيجية’.
وان كلا من وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري سجلا إيجابيات الحفاظ على مناخ أعمال جذاب بالنسبة للمستثمرين في المغرب وبالتدابير الملموسة التي بذلها المغرب والتي تؤهله للاستفادة من الشراكة الحكومية المفتوحة وبأهمية المغرب كقاعدة تجارية بالنسبة للاستثمارات نحو شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء.

مكافحة الارهاب

كما أكد الطرفان التزامهما المشترك لفائدة الاستقرار والأمن في إفريقيا. وفي هذا السياق، أكد الجانبان، نهاية المناورات العسكرية ‘أفريكان ليون’ (الأسد الإفريقي) في نفس هذا اليوم بمشاركة 18 بلدا، مشيرا إلى أن هذه التداريب تعكس ‘رؤية للتعاون المدعم تستهدف تعزيز أمن شعوب المنطقة’. 
وشكلت الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي، حسب البلاغ، مناسبة للطرفين لبحث الجهود الهادفة إلى تحديد آفاق جديدة لتعاونهما في مجال الأمن المدني، بما في ذلك العدالة الجنائية وجهود تعزيز دولة القانون. 
وبحث الجانبان الأمريكي والمغربي بهذه المناسبة اقتراحا مشتركا حول تضافر الخبرة المغربية والأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب بشكل يسهل الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تعزيز الأمن الإقليمي. 
وأشار البلاغ المشترك إلى أن انعقاد الدورة الخامسة للجنة التنسيق التابعة للمنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب خلال الأسبوع الجاري في الرباط يشكل في واقع الأمر دلالة رمزية لهذا التعاون المتواصل بين الرباط وواشنطن وأكدا مجددا على رغبتهما في العمل سويا من أجل النهوض بحقوق الإنسان على المستوى الدولي، خاصة داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. 
ويبقى موقف الادارة الامريكية من تطورات النزاع الصحراوي محور اهتمام مختلف الاوساط السياسية بالمغرب ومجلس الامن الدولي على ابواب فتح دورته السنوية حول هذا النزاع (يوم 17 نيسان/ ابريل الجاري) والتي تختتم بتمديد ولاية بعثة الامم المتحدة المنتشرة بالمنطقة (المينورسو) الى نهاية نيسان/ ابريل 2015.

نزاع الصحراء

ويصدر مجلس الامن قرارا جديدا حول تطورات النزاع على ضوء نتائج جولات قام بها كريستوفر روس المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة والتي لم تسفر رسميا حتى الان عن اختراقات حقيقية للجمود الذي تعرفه عملية السلام الصحراوي.
وكانت الولايات المتحدة الامريكية قد تقدمت السنة الماضية بمشروع قرار اثار قلق المغرب لما تضمنه من توسيع لصلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان والتقرير بها للمجلس. 
ورغم تراجع الادارة الامريكية عن مشروعها وادخال تعديلات عليه لا تتضمن هذا التوسيع الا ان هناك تخوفات من خضوع واشنطن للوبيات ومنظمات غير حكومية تبرز انتهاكات مغربية لحقوق الانسان بالصحراء، رغم الاصلاحات الواسعة التي انجزها المغرب في هذا الميدان.
واكد البيان المشترك المغربي الامريكي أن ‘سياسة الولايات المتحدة بخصوص موضوع قضية الصحراء لم تتغير’ وأن ‘الولايات المتحدة تؤكد بوضوح أن المخطط المغربي للحكم الذاتي جاد، وواقعي، وذو مصداقية ‘، ويمثل ‘ مقاربة من شأنها الاستجابة لتطلعات سكان الصحراء في تدبير شؤونهم بأنفسهم في جو من السلم والكرامة ‘.
واضاف أن ‘وزير الخارجية الأمريكي أشاد بالخطوات والمبادرات التي قام بها المغرب مؤخرا بهدف مواصلة حماية والنهوض بحقوق الإنسان في المنطقة (الصحراء)’. وأكد على ‘الدور المتنامي والهام’ الذي يضطلع به في هذا المجال المجلس الوطني لحقوق الإنسان. 
وجدد الطرفان التأكيد على ‘التزامهما المشترك’ من أجل تحسين ظروف عيش ساكنة الصحراء. وأن الوزير الأمريكي جون كيري جدد تأكيد التزام واشنطن من أجل إيجاد حل سلمي، دائم، ومتوافق عليه للنزاع ودعم المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة، وللجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام للامم المتحدة، داعية الأطراف إلى العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل دائم ومتوافق عليه .









0 تعليق ل تخوفات مغربية من سقوط أمريكا في فخ لوبيات تبرز إنتهاكات لحقوق الانسان في الصحراء

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور