خبير في علم الإجرام: لهذه الأسباب هناك "التشرميل" والجرائم ضد الأصول
زنقة 20
أكد محمد الأزهر الخبير في علم الإجرام، في حوار مع "منارة" إن "التشرميل" هو نزعة للتماهي بالآخر بعد غزو القنوات الفضائية و"القرقوبي" يأتي على الزرع والضرع، ويغرق مدمنيه في "السيكوباتية الأنانية".
يستعرض محمد الأزهر، الأستاذ الجامعي والباحث في علم الإجرام، في حوار صحفي، بعضا من دوافع "التشرميل" كظاهرة اجتماعية ضربت أطنابها في المجتمع المغربي، كما يعرج على اقتراف الجرائم ضد الأصول( كما حدث أمس الأربعاء (9 أبريل 2014) في الحي المحمدي بالدار البيضاء، حين أجهز شاب في 19 من عمره على أمه وهو في حالة من الهلوسة).
س: كيف تفسرون ظاهرة "التشرميل" الإجرامية في المغرب؟
ج: أولا لابد من الإشارة إلى أن المجتمع المغربي عرف تحولات كبيرة منذ ظهور أو غزو القنوات الفضائية، إذ أدى هذا الأمر إلى بروز "نزعة التماهي بالآخر" نتيجة الاختراق الثقافي الذي قامت به هذه الفضائيات.
ولتفسير أوضح، نعطي مثالا بشخص أتم مشواره الدراسي بنجاح أهله للحصول على عمل محترم، فإن "نزعة التماهي بالآخر"، والحالة هذه، تدفعه حتما إلى اقتناء سيارة فارهة ولو عن طريق الاقتراض، لا لشيء سوى ليبدو للمجتمع أنه موجود ويحقق شيئا مما هو مترسب في دخيلته من تقليد الآخر، وبالتالي فـ"التماهي بالآخر" إنما ينبثق عن محاولة تسجيل حضور نسبي في المجتمع مما يعزز أيضا "نزعة استهلاكية" تكرس هذا الوضع.
س: كيف يمكن ربط "نزعة التماهي بالآخر" بظاهرة "التشرميل"؟
ج: طبيعي كما أسلفت الذكر أن هذه النزعة تجعل كل شخص يبحث لنفسه عن مكان في المجتمع، وإن كان المثال السبق يتعلق بشخص ذو كفاءات ومؤهلات تمكنه من تسجيله حضوره النسبي بشكل إيجابي، فإن بعض الأشخاص من معدومي الكفاءات لا يجدون بدا من اللجوء إلى "التفرعين" واعتراض سبيل المارة والتبجح بأفعالهم الإجرامية في محاولة منهم أيضا تسجيل حضور وسط المجتمع، غير أن الأمر يتم بشكل سلبي.
وواقع الحال يفيد أن هذا "التفرعين" انتقل على الأنترنيت كمحرك للشهرة، ودافع حثيث لتسجيل الحضور النسبي بسرعة، ولعل بعض الكوميديين والمطربين بدورهم ما كانوا ليسجلوا حضورهم لولا الشبكة العنكبوتية، إلا أن كل شخص يجد ضالته في الأنترنيت، استنادا إلى دوافعه.
س: هل يتحمل المجتمع المسؤولية في ظهور "التشرميل"؟
ج: طبعا، فما يعاب على مجتمعنا هو تدهور "التنشئة الاجتماعية" بشكل جعلها هشة.
فمثلا التنشئة الاجتماعية تتحملها العائلة بمفهومها الواسع والأسرة بشكل ضيق، فضلا عن المدرسة، واللافت أن المدرسة قدمت "استقالتها" منذ سنوات من مهمة التنشئة الاجتماعية، التي أصبحت تضطلع بها العائلات والأسر فقط.
وما تجب الإشارة إليه أن التنشئة الاجتماعية قديما، كانت تتميز بكوابح تفرضها التربية بشكل تلجم معه الأبناء عن اقتراف أفعال يجرمها المجتمع وذلك رغم الفقر الذي كانت ترتع فيه الأسر المغربية، بخلاف التنشئة الاجتماعية الحالية التي تعدم هكذا ضوابط وتتأسس كثيرا على "هانية ما كاين باس غير هاذ المرة صافي".
س: يوم أمس أجهز شاب "مقرقب" على أمه، وهي حالة من عدة جرائم ضد الأصول اقترفت في المغرب. هل يمكن الحديث عن تفش لهذا الصنف من الجرائم؟
ج: لا يمكن الحديث عن تفش للجرائم ضد الأصول بمعزل عن تحديد الحالة التي يكون فيها الجاني أثناء اقترافه الجرم.
ولا بد من الإشارة إلى أن العقاقير المهلوسة تحجب العقل بشكل يجعل متعاطيها غائبا عن الشعور، ولأن العقاقير المهلوسة تأتي على الزرع والضرع فإنها تغرق مدمنيها في حالة من "السيكوباتية الأنانية" وهي حالة تجعل الشخص منغمسا في ذاته ولا يأبه لأي كان حتى لو تعلق الأمر بوالدته أو والده وما يعلوهما من أصول أو يتفرع عنهما من فروع.