الإطاحة بضابط "الديستي" النصاب بالجديدة
زنقة 20
أوقفت مصالح الأمن بالجديدة يوم الجمعة الماضي ضابطا مزيفا بمديرية مراقبة التراب الوطني المعروفة اختصارا بـ “الديستي”، حيث حجزت لديه مجموعة من الأدوات الخاصة برجال الأمن كالأصفاد و مسدسين، أحدهما حديدي و الآخر بلاستيكي و غاز مسيل للدموع (كريموجين) وعصا كهربائية و لاقط دبدبات صوتية و أجهزة للاتصال اللاسلكي و أختام و طوابع رسمية و بطاقة زيارة كُتب عليها اسم مسؤول أمني رفيع المستوى و شيكات و وثائق تخص ضحايا مفترضين لعمليات نصب و احتيال كان يدعي بأنه سيعمل على توظيفهم بسلكي الدرك الملكي و الأمن الوطني و التوسط لهم في قضايا رائجة بالمحاكم اعتبارا منه بأن له علاقات عديدة مع مسؤولين نافذين بإمكانه استثمارها لتلبية طلبات ضحاياه.
و كان المشتبه فيه الذي يتحدر من إقليم سيدي بنور قد وقع في شباك رجال الأمن بعدما ربط علاقات عديدة مع بعضهم بمدينة الجديدة، حيث راودت الشكوك أحد العمداء حول تصرفاته بعدما ظل يلازمه لمدة شهر كامل بدعوى أنه زميل له في سلك الشرطة. و كان المشتبه فيه (في عقده الثالث) قد اتصل بالعميد ذاته بعدما حصل على رقم هاتفه النقال بطرقه الخاصة ليقدم له نفسه بأنه ضابط بجهاز “الديستي” بمدينة الدار البيضاء، لتتكرر اللقاءات بينهما في أماكن مختلفة منها مقر الدائرة الأمنية الرابعة حيث يشتغل العميد و بعض المقاهي و كذا الشارع العام حيث يصر الضابط المزيف على الظهور مع عميد الشرطة من أجل توهيم ضحاياه بعلاقاته مع كبار المسؤولين الأمنيين بالجديدة. شكوك عميد الشرطة جعلته يتقمص دور “شرطي ساذج” حتى يوقع بالضابط المزيف، و هو ما جعله يستدعي الأخير إلى مكتبه صباح يوم الجمعة الماضي. حضر “ضابط الديستي” في الموعد المحدد ليجد العميد رفقة شخصين آخرين، لم يكونا سوى ضابطين لدى مديرية مراقبة التراب الوطني.
وجد “الضابط” نفسه في موقف حرج سيما بعدما شرع الضابطان الحقيقيان يحاورانه حول طبيعة عمل جهاز الديستي، ليحاول الخروج من ذات الورطة بعدما استل هاتفه النقال من جيبه و طلب منهم السماح له بمغادرة المكتب قصد إجراء مكالمة هاتفية مهمة غير أن عميد الشرطة ألح عليه في الجلوس معهم لينكشف زيفه و يقع في قبضة الشرطة.