هكذا إستنطقت المخابرات الجزائرية مغربي بسبب صورة "تيزي وزو"
زنقة 20
«علاش كتبوسو يد الملك ديالكم؟» و«عندكم أمير المومنين ومازال كتبيعو في الحشيش؟» و«باقين اليهود عندكم في المغرب؟»، سيل من الأسئلة لم تكن موجهة اعتباطيا من قبل أحد ضباط الجهاز الأمني الجزائري إلى سائح مغربي يزور المعرض الدولي للبناء بالجزائر كوكيل الأعمال في البناء، والذي قاده حظه العاثر إلى التقاط صورة تذكارية للمحطة الطرقية «تيزي وزو» غرب الجزائر، فوجد نفسه بين يدي عناصر الاستعلامات العامة وجهاز الاستخبارات الجزائرية.
يوم الثلاثاء الماضي كانت 12 ساعة ، وهي المدة التي قضاها سائح مغربي بين مكاتب الأجهزة الأمنية والشرطة العلمية والتقنية لولاية » تيزي وزو » للإجابة عن سيل من الأسئلة واستفسارات عناصر الشرطة القضائية ومصالح الاستخبارات الجزائرية حول أسباب وجوده بمنطقة » القبايل » والتي تعيش مؤخرا غليانا مستمرا ، وعن طبيعة نظام الحكم الذي يعرفه المغرب في ظل استمرار تدفق المخدرات على دولة الجزائر . استفسارات وأسئلة لم يكن يضع لها السائح المغربي أدنى اعتبار بالقدر ما كانت زيارته لمدينة تيزي وزو حاضرة منطقة » القبايل » هي الاستمتاع بجمال مناظرها الطبيعية وجبالها الشامخة ، والابتعاد عن أجواء فعاليات المعرض الدولي للبناء المقام بعاصمة البلد الشقيق الجزائري .
زيارة السائح المغربي مدينة » تيزي وزو » صباح يوم الثلاثاء الماضي وأخذ إحدى الصور التذكارية بالمدينة ، عجل بتوقيفه في حدود الساعة الثانية عشرة زوالا من قبل العناصر الأمنية ومصادرة الهاتف النقال وإحالته مباشرة على مصالح الشرطة القضائية للأمن الولائي بالمنطقة ، لتتوالى معها تحقيقات عناصر خلية التحليل الجنائي للشرطة الولائية حول أسباب مغادرة المعرض الدولي للبناء بالعاصمة الجزائرية في هذه الفترة بالذات وطبيعة تواجده بمنطقة » القبايل » ، قبل أن تسأل إحدى الضابطات ،مسؤولة بالأمن الولائي، عن الجهة الممولة لرحلة السائح المغربي ومدى أهمية إقامته في أفخم فندق من خمس نجوم بالعاصمة الجزائرية .
ضابطة الأمن الملازم الأول والتي كانت حلقة الوصل بين أسئلة خلية التحليل الجنائي للشرطة القضائية الولائية في إجراء التحقيق مع السائح المغربي واستفسارات عناصر فرقة مكافحة الجريمة الإلكترونية إلى جانب جهاز الاستخبارات الجزائرية منهمكة في استخراج معطيات بطاقة الذاكرة للهاتف النقال والاطلاع على جميع محتوياتها ، جعل المسؤول في جهاز الأمن التي اعتبرت التحقيق مع السائح المغربي هو إجراء عادي وروتيني ، وتستفسر عن أسباب وجود مجموعة صور ومقالات صحفية لجرائد مغربية ببطاقة الذاكرة للهاتف النقال وربطها بالأوضاع الساخنة الجزائرية والتي تعلق معظمها بأنشطة ذات طابع اجتماعي وجمعوي بالمغرب . السائح المغربي أكد أن أجهزة الاستخبارات الجزائرية اضطرت في الأخير أن تكون المواجهة مباشرة مع عناصرها في أحد المكاتب والإجابة عن مجموعة الاستفسارات حول مجموعة صور بالهاتف النقال ارتبطت بطبيعة المؤتمر الدولي لمعالجة ظاهرة الإرهاب انعقد مؤخرا بمدينة الدارالبيضاء وعن المنظمات والوفود المشاركة فيه وعن انتمائه السياسي والنقابي ، وتعمد مصالح الشرطة العلمية والتقنية للقيام بأخذ بصماته ومجموعة صور تعريفية ، قبل أن يقرر وكيل الجمهورية بولاية » تيزي وزو » بإحالة السائح المغربي على أحد المستشفيات الطبية في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا لإنجاز شهادة طبية على سلامته الصحية ، وتسليمه جميع محجوزاته من ( جواز السفر ــ الهاتف النقال ــ المبالغ المالية ــ البطاقة الوطنية ــ إلخ ) ، وإطلاق سراحه في ساعة متأخرة من الليل والعودة إلى العاصمة الجزائرية . عن "الأحداث المغربية".