قصة وفاة أستاذ جامعي عاش متشردا بالدارالبيضاء
زنقة 20
أمر وكيل الملك بابتدائية الدارالبيضاء أول أمس ( الأربعاء) مصالح الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية الفداء مرس السلطان ،بفتح تحقيق في ملابسات العثور على جثة أحد الأساتذة الجامعيين بمنطقة بوشتوف ، وبإحالة جثة الضحية على قسم التشريح للمعهد الوطني للطب الشرعي بمقبرة الرحمة لإجراء تشريح طبي لمعرفة الأسباب التي أدت إلى وفاة الهالك .
كعادته كان » أبا عبد الله » ينزوي بالقرب من إحدى مؤسسات التعليم العمومي ـ السلك الابتدائي القريبة من منزل أفراد عائلته ، يسترجع معها الذكريات الجميلة وشغب الطفولة ومغامرات الشباب لعشرات السنين خلت ابتدأت بتعيينه مدير إحدى المؤسسات التعليمية بإقليم الجديدة ، قبل أن يعرج بمساره المهني ويتحول إلى أستاذ جامعي يحاضر بمؤسسات التعليم العالي إلى أن تمت إحالته على سن التقاعد .
ما بين إحالة » أبا عبد الله » على سن التقاعد وصباح أول أمس تغيرت أشياء كبيرة في حياته ، عاش مشاكل اجتماعية وعائلية في بيت الزوجية كانت إحدى نتائجه التهميش والعيش في عزلة تامة ، بعد أن غادر بيت العائلة والاستقرار في الأزقة والشوارع غير بعيد عن الأزقة التي ترعرع فيها لعشرات السنين في معانقة أطفال الحي اعتبرهم كأبنائه وأحفاده وإهدائهم الهدايا والمشتريات .
صباح أول أمس كعادته خلد » أبا عبد الله » للنوم قرب سينما الزهراء سابقا بحي بني امكيلد ، كان الكل يعتقد أن صديق الجميع » أبا عبد الله » الأستاذ الجامعي بلحيته البيضاء الكثيفة قد يكون يخلد للاسترخاء الجسدي ، وحدها الزخات المطرية ستكشف أن الأمور لا تسر رواد المقهى المجاورة لمرقد الأستاذ الجامعي اكتشفوا أن رفيق دربهم » أبا عبد الله » قد ودع الحياة في صمت دون أن يلقي عليه أحد تحية الوداع الأبدية أو يقرئه الشهادة .