والدُ منير حدادي يروي قصة وصوله إلى اسبانيا عبر قوارب الموت
زنقة 20
الرجل الذي يأتي على متن "باتيرا" هو الأقوى. برغبة أكبر في التحدي، أكثر من الآخرين. بعيدا عن إفريقيا التي تُجبرك على النظر إلى الحياة بعيون آخرى، يُنظر إلى الحياة بنظرة الناجين، بعد مقامرة بينهم وبين الموج.
بعد اجتيازه للمضيق، بدأ محمد حدادي، المزداد في 1 يونيو 1966 بالفنيدق بالمغرب، حياته في الضفة الأخرى، وهو والد منير العبقري الجديد لبرشلونة (18 عاما).
انه رجل شريف، عان الكثير. لا يصمت عن الكلام، يحكي حقائق بنفس العنفوان الذي يُقطّع به الخبز داخل المطبخ. لم يتوقف يوما عن العمل. يواصل عيشه في نفس المنزل، وبنفس التقشف. يرتاح ليراقب المسافة مع ابنه، هذه المعجزة الجديدة ل"ماسيا"، والتي يقدر ثمنها ب35 مليون يورو.
نتحدث عن جيلين، عن حياتين، وعن حالمين، الأول كان يبحث عن مستقبل لعائلته، والآخر وريث في فريق ميسي، يمتلك هذا المجد الذي يصنع الأهداف.
- س: كيف وصلت إلى اسبانيا، خايمي؟ [يناديه أصدقائه بخايمي، وهو يحب هذا الاسم، وبهذا الاسم سُجل في المطعم الذي يعمل فيه].
- ج: جئت من الفنيدق، على متن "بانتيرا".. [لأول مرة يحكي ذلك علنا، وأشخاص قليلون يعرفون هذا الأمر]. كان عمري 18 سنة، كان قاربا نستعمله للصيد. لقد خاطرنا ووصلنا إلى الجزيرة الخضراء، لم أكن خائفا، لأني كنت سباحا جيدا.
- س: كم كنتم على متن القارب؟
- ج: كنا عشرين شخصا.
- س: وماذا فعلت عندما وصلت؟
- ج: كل شيء. كل ما تركوني أفعله. لم يقوموا بالتعاقد معي لأني كنت بدون أوراق إقامة. كنت أبيع في الشارع وفي الأسواق. أهرب من الشرطة، حتى لا تقوم بطردي.
- س: من الأندلس إلى مدريد رحلة طويلة، أليس كذلك؟
ج: لقد وصلت حتى "بلباو" والتي عشت فيها 4 سنوات. كنت هناك في السوق أبيع البسكويت. في تلك المدينة خبرت المطبخ الباسكي .. في يوم فاتح شتنبر 1995 ولد منير، وصار جديرا باسمه، فمنير هو الذي يجلب الضوء.