لعنة #إيبولا تحرم الشعب المغربي من كأس إفريقيا
زنقة 20 . وكالات
لن يشاهد المغاربة العرس الإفريقي على ملاعبهم بعد إعلان وزارة الشباب والرياضة تمسكها بموقفها الرافض لتنظيم كأس إفريقيا للأمم العام المقبل.
ويترقب المغاربة ما ستسفر عنه اجتماعات الاتحاد الإفريقي الثلاثاء لحسم الجدل حول البلد المستضيف للدورة، وانتظار العقوبات التي قد تكون قاسية في حق المنتخب المغربي والنوادي المغربية..
ويتذكر عشاق الكرة الإفريقية كيف قبل المغرب تنظيم كأس إفريقيا عام 1988 بعد اعتذار زامبيا، ولم يفز رفاق الحارس بادو الزاكي باللقب وقتها واحتلوا الصف الرابع خلف الجزائر.
وبعد أن عاد الزاكي هذا العام لتدريب المنتخب المغربي، توقع عشاق أسود الأطلس أن الوقت قد حان أخيرا لزملاء العميد المهدي بنعطية لرفع ثاني كأس إفريقية وكسر عقدة الفوز الوحيد باللقب في دورة إثيوبيا 1976.
وحاول الزاكي إبعاد اللاعبين المغاربة عن الجدل المستعر حول احتمال تفشي إيبولا في المغرب في حال انطلقت المنافسات، وواصل مبارياته الودية لحسم قائمة اللاعبين المشاركين في الدورة. لكن قرار التأجيل قد يعصف بآمال المدرب المغربي في حال نظمت البطولة في بلد آخر وعوقب المغرب بعدم المشاركة فيها.
مخاوف من مشجعين مصابين بإيبولا
ولم تتغير مواقف الخبراء الصحيين من مخاطر فيروس إيبولا، إذ يؤكد أستاذ الأمراض المعدية بكلية الطب بالدار البيضاء عبد الفتاح شكيب في تصريح لموقع "الحرة" أن الخطر ليس محدقا بالمغرب لكن ما يخشاه المسؤولون "هو وصول مشجعين أفارقة مصابين بالإيبولا إلى المغرب ونشرهم للوباء القاتل الذي لم يتوصل الأطباء إلى دواء له، ومن الصعب التعرف على المصابين به لأن فترة حضانة الفيروس تتجاوز الأسبوعين".
ورغم أن المغرب مستعد تنظيميا لاحتضان المنافسات، يشدد شكيب على أنه "من الضروري الاحتراز بشأن تفشي الداء رغم أن المغرب آمن واتخذ جميع الاحتياطات لكي لا تصل أي حالة مصابة بالمرض، وهم ما تم تعزيزه بالمراقبة على المنافذ البرية الحدودية التي تضم فرقا طبية لتتبع الوضع الصحي للمسافرين الذين يصلون إلى المغرب".
ويتوقع الصحافي المغربي هشام رمرم ألا يتم تأجيل البطولة للعام المقبل لأنها في نظره ستكون سابقة في تاريخ الدورات، إذ لم يتم إلغاء أي منها في الماضي. ويضيف في اتصال مع موقع "الحرة": "من شأن التأجيل أن يخلق ارتباكا في تواريخ البطولات المقبلة ويربك شركات التسويق والنقل التلفزيوني والمحتضنين الرياضيين الذين كانوا يستعدون للبطولة منذ أشهر. ما نجح فيه المغرب هو أن يجعل إيبولا موضوع نقاش قاري ويفاجئ الكاف بنيته تأجيل البطولة قبل أسابيع قليلة من انطلاقها".
خيبة حياتو
ولتبرير قرارها، عددت وزارة الشباب والرياضة أسباب هذه الخطوة في بلاغ نشرته على موقعها الإلكتروني، مشيرة إلى أن "قرار المغرب يكتسي طابعا منطقيا من أجل تعديل الجدول الزمني لكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم من خلال إعادة اعتماد نظام دورتي 2012 و2013 خلال سنتي 2016 و2017".
وخابت مساعي رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عيسى حياتو في تبديد مخاوف المسؤولين المغاربة من تفشي إيبولا وواجه إصرارا من الجامعة المغربية لكرة القدم التي تشبثت بموقفها، لكن حياتو فضل منح المغاربة مهلة إضافية للعدول عن قرارهم ليفاجأ بتصميم وزارة الشباب والرياضة وعدم التراجع عن طلب التأجيل.
ويرى رمرم أن المغرب يستند إلى "بند في قانون الاتحاد الإفريقي يسمح بإلغاء تنظيم أي مسابقة في حال وجود ظرف قاهر سواء أمنيا، تنظيميا أو صحيا، وإيبولا كانت بمثابة مخرج قانوني للتملص من التنظيم".
وحاول الاتحاد الإفريقي تبديد مخاوف المسؤولين المغاربة بإبراز ثقة الاتحاد في النظام الصحي المغربي خاصة أن غالبية المشجعين الأفارقة سيكونون من الطلبة والمقيمين في عدد من المدن المغربية ولا خطر بالتالي من حملهم للإيبولا.
ولم يغب فيروس إيبولا عن تقارير منظمة الصحة العالمية التي أقرت أن التجمعات الجماهيرية الكبيرة قد تزيد من خطر تفشي أمراض معدية فتاكة لكونها تتشكل من عدد كبير من الزوار القادمين من مختلف البلدان.
وخلف إيبولا مصرع أزيد من 5000 شخص خلال بضعة أشهر وأزيد من 13 ألف مصاب، وهو الرقم الذي تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتجاوز 20 ألف شخص في غضون الشهور المقبلة. وأوصت المنظمة في بلاغ صادر في 23 تشرين الأول/أكتوبر هذا العام جميع البلدان بتقييم خطر إيبولا المرتبط بهذه التجمعات الجماهيرية واتخاذ القرار المناسب حسب معايير الوقاية الصحية.
مراقبة الحدود
وظل المغرب متابعا للوضع عبر مراقبة الحدود وإجراء فحوصات في مطارات دول إفريقية عندما يصلون إلى المطارات المغربية. ويؤكد مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة المغربية عبد الرحمن بنمامون في اتصال مع موقع "الحرة" أن السلطات المغربية تحتفظ في كل مقاطعة بلائحة المسافرين الذين وصلوا من بلدان إفريقية استوطنها فيروس إيبولا وتتابع وضعهم الصحي طيلة 21 يوما مدة حضانة الفيروس ويتم التبليغ عن أي حالة حمى يحسون بها طيلة هذه الفترة.
وساند مغردون مغاربة موقف السلطات المغربية بتأجيل بطولة إفريقيا، بينما تخوف البعض من تعرض المغرب لعقوبات قاسية:
وتداول المغاربة مقطع فيديو لأغنية ساخرة عن إيبولا وكيف أرغم المغرب على تأجيل الدورة:
وبعد تبخر آمال متابعة مباريات نجوم الكرة الإفريقية في كأس افريقيا، سيكتفي عشاق كرة القدم في المغرب بمشاهدة مباريات نادي ريال مدريد بكافة نجومه أثناء مشاركته المرتقبة في كأس العالم للأندية من 10 إلى 20 كانون الأول/ديسمبر المقبل في الرباط ومراكش.