أولى الأمطار تعمق معاناة سكان تونفيت وتخوفات من حصار الثلوج
زنقة 20
عمقت أولى أمطار الخريف معاناة سكان منطقةتونفيت، التابعة لإقليم ميدلت، والدواوير المجاورة لها، بعدما غمرت المياه معظم شوارع وأزقة تونفيت في غياب قنوات لصرفها، فيما منعت سكان الدواوير المجاورة من اجتياز المسالك الهشة عبورا إلى تونفيت، باعتبارها مركز المنطقة التي يتبضعون منها حاجياتهم اليومية.
تساءل بعض السكان، وفق ما ذكره فاعلون جمعويون، عن أسباب عدم إتمام المشروع المتعلق بصيانة المجاري والقنوات وتعبيد الطرقات والمسالك بتونفيت، رغم اتساع رقعة الهشاشة مع كل فصل شتاء، حين تغرق المنطقة في مياه الأمطار، ويرتفع منسوبها إلى المنازل المتقادمة والمفتقدة إلى تصاميم بناء مضبوطة، تصرف عن سكانها تبعات تجمع المياه العادمة.
كما عبر السكان عن استيائهم من "غياب تدخلات فورية"، تخلص الشوارع من المياه المتجمعة بالشوارع والأزقة، التي تعتريها الحفر، بمعزل عن بالوعات وقنوات لصرف المياه.
كما يتخوف السكان من استمرار أوضاعهم المتردية في منطقة تفتقر إلى بنيات تحتية تلائم طبيعةتونفيت، التي تشهد تساقطات ثلجية مهمة وموجات برد قارس، تجبر معظم السكان على الانزواء في بيوتهم احتماء من صعوبة المناخ.
أما سكان الدواوير المجاورة،مثل "أنمزي"، و"تيميشا"، و"أنفكو"،و"أيت مرزوك"،و"تامالوت"، و"أغدو"،و"تيرغست"، و"تغدوين، وغيرها، فغالبا ما يعيشون ويلات الحصار بالثلوج، التي تمنعهم من مغادرة بيوتهم الصغيرة، بعدما تكسو الثلوج الدواوير بشكل يكرس مآس إنسانية، مع غياب مساعدات خارجية ترفع عنهم تبعات اكتساح الثلوج وانخفاض درجات الحرارة في كثير من الأحيان إلى 8 درجات تحت الصفر.
وأعرب بعض الفاعلين الجمعويينعن أملهم في النهوض بمنطقة تونفيت ودواويرها، قصد تمكين السكان من موارد عيش قار، وتخفيف وطأة البرد القارس وتبعاته السلبية على حياة السكان، مؤكدين حاجتهم هذه السنة إلى وحدة طبية متنقلةبتونفيت لعلاج وتطبيب العديد من المرضى والأطفال والنساء، معتبرين أن إنشاء الوحدة الطبية هذه السنة بمنطقة بومية، على بعد حوالي 40 كيلومترا عن تونفيت، لن يكون مجديا لسكان تونفيت ودواويرها، التي تبعد بأكثر من 60 كيلومترا عن مركز تونفيت، وبهذا سيكون عسيرا على السكان الاستفادة من خدمات الوحدة الطبية، حسب بعض الفاعلين الجمعويين.
ويتخوف السكان من أن تشهد المنطقة، التي توجد على ارتفاع حوالي 2276 مترا، في الأيام المقبلة، تساقطات ثلجية كثيفة، بمنأى عن أخذ الاحتياطات لدفع إكراهات الثلوج، بشكل لا يشجع حتى الجمعيات المدنية النشيطة على ولوج هذه المنطقة لخدمة وإسعاف السكان.
وظهر، في زيارة سابقة لمنطقة تونفيت، أن الوصول إلى هذه الدواوير يتطلب تدبيرا محكما في اجتياز الطرقات والمسالك، خاصة أثناء التساقطات الثلجية، إذ أن جنبات الطريق نحو الدواوير تفتقد إلى الحواجز الحديدية، فيما تفيض الأودية عند ارتفاع صبيبها، على الجوانب والحقول والممرات، لتصبح القرى معزولة عن منطقة تونفيت، وتحتاج إلى وقت لتجف الطريق، ويتأتى للدواب والسيارات عبورها.