قَطَر تستحوذ على تنظيم كبريات بطولات العالم . بعد كأس العالم الدوحة تفوز بتنظيم بطولة العالم لألعاب القوى في انتظار الأولمبياد
زنقة 20 . وكالات
فازت العاصمة القطرية الدوحة بتنظيم بطولة العالم لألعاب القوى 2019، ودفع هذا الفوز الدولة الغنية إلى دائرة الضوء مرة أخرى بعد فوزها بتنظيم كأس العالم 2022.
وجاء هذا الاختيار بعد أقل من أسبوع من تجدد الجدل حول فوز قطر بتنظيم كأس العالم، ولن يكون الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعيدا عن الانتقادات المحتملة للتصويت لصالح العاصمة القطرية لاستضافة حدث عالمي رياضي جديد.
واختار مجلس الاتحاد، الذي اجتمع في موناكو، الدوحة بدلا من مرشحين آخرين أقوياء، من بينها مدينة برشلونة الاسبانية التي استضافت الألعاب الأولمبية من قبل ومدينة يوجين الأمريكية، التي تعد مقر ألعاب القوى في الولايات المتحدة.
وجاء فوز الدوحة بعد خسارتها استضافة البطولة في عام 2017 أمام العاصمة البريطانية لندن، ليلقي الضوء مرة أخرى على تنامي قوة أموال النفط "بيترو دولار" التي تمول طموح قطر لتصبح قوة كبيرة وذات مصداقية في الوسط الرياضي.
ويعتقد الكثير من الوسطاء الرياضيين أن فوز قطر بتنظيم كأس العالم وبطولات عالمية يمثل فقط نقطة البداية لقطر، لتكون أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف دورة الألعاب الأولمبية في 2024.
وكان المنظمون حذرين في التعامل مع عملية اختيار العروض المقدمة، في محاولة لتجنب تكرار أي مزاعم بالفساد أو المشكلات اللوجستية كتلك التي شوهت عرض قطر لتنظيم كأس العالم.
وكانت الفيفا قد أجرت تحقيقا وأعلنت، الأسبوع الماضي، برأة قطر من ارتكاب أية مخالفة في عرض استضافة كأس العالم، ليطلق العنان لعاصفة جديدة من الانتقادات بعد أن نفى رئيس المحققين استنتاجات تقرير الهيئة الإدارية.
وكان مسؤول الملف القطري لاستضافة بطولة العالم دحلان الحمد قد قال عشية التصويت :"نحن سعداء جدا لأن الفيفا أجرت تحقيقا وأعلنت أن كل شيء سليم ويمكن المضي قدما في قطر، لكن تركيزنا الأن هو تنظيم بطولة العالم لألعاب القوى بشكل صحيح ووفقا لقواعد الاتحاد الدولي لألعاب القوى."
درجات الحرارة
وتحاول قطر أيضا تجنب الضجة التي تحيط بالفيفا منذ أن اختارتها لاستضافة الحدث العالمي في ظل درجات حرارتها المرتفعة.
واعترف المنظمون القطريون بأن بطولة ألعاب القوى الخاصة بهم، التي تقام عادة في شهر أغسطس/آب، ستقام في غير موعدها لتجنب درجات الحرارة المنهكة.
ومع إقامة البطولة في نهاية سبتمبر/ أيلول، ستكون أول بطولة تقام في وقت متأخر من العام من بين اجمالي 17 بطولة أقيمت من قبل.
وكانت بطولة روما 1987 أخر بطولة تأخرت عن موعدها، وبدأت في 28 أغسطس/آب.
وفي الواقع لم تقام أي بطولة ألعاب قوى صيفية في مثل هذا الوقت المتأخر من العام منذ أولمبياد مدينة مكسيكو سيتي، والتي بدأت في 13 أكتوبر/تشرين الأول 1968.
ورغم تغيير موعد بطولة الدوحة إلا أن الجو سيظل حارا، فدرجة الحرارة في أكتوبر / تشرين الأول تصل إلى 35 درجة نهارا و30 درجة ليلا.
وقال منظمون :"تقام سباقات الركض على طرق مضاءة بالكامل بعد حلول الظلام في وقت مبكر في الدوحة."
وخسرت الدوحة العرض الذي تقدمت به من قبل لاستضافة البطولة في 2013 بسبب المخاوف من أن ضعف الحماس الجماهيري قد يؤدي لضعف حضور الجماهير للمنافسات.
لكن القائمين على العرض الحالي ركزوا بقوة على أن احتشاد الرياضيين في ملعب خليفة المجدد سيساهم في تطوير الرياضة النسائية وتكوين قوة اجتماعية موحدة في المنطقة المنقسمة.
ولم تستضف منطقة الشرق الوسط من قبل تلك البطولة، على الرغم من أن الدوحة استضافت في 2010 بطولة العالم داخل الصالات.
وبشكل تقليدي فإن تلك البطولة ربما تشير إلى أن قطر يمكنها شراء أي شيء بالمال، فتلك الدولة الخليجية الصغيرة لديها القليل من تقاليد ألعاب القوى، كما أنها قد أنفقت ثروة على مدى العقد الماضي لاستيراد رياضيين وعدائين من نجوم أفريقيا.
من ناحية أخرى فإن الولايات المتحدة أبرز دول العالم وأكثرها نجاحا في ألعاب القوى، لم تفز حتى الآن باستضافة بطولة العالم لألعاب القوى، رغم أنها حققت 138 ميدالية ذهبية في بطولات العالم، مقابل ميداليتين فقط لقطر وفاز بهما عدائين من أصول كينية.
وتصر قطر على أنها فازت بتنظيم البطولة، ليس لأنها الأغنى، لكن فقط لأنها الأفضل.
وقال الحمد :"عندما زارنا رئيس لجنة التقييم في الاتحاد الدولي لألعاب القوى سباستيان كوي، الشهر الماضي، قال لنا إن الاتحاد سيتخذ قراره بناء على من هو أفضل وأكثر قدرة على استضافة البطولة."