هل سينام حياتو قرير العين بسبب إيبولا؟
زنقة 20
هل ستبعثر إيبولا أوراق عيسى حياتو وتحرمه مجددا من النوم؟
عندما برر الاتحاد الافريقي لكرة القدم، قراره رفض طلب المغرب تأجيل تنظيم كأس افريقيا للأمم 2015، ربما كان متأكدا من أن أيا من ال بلدان التي انتشر فيها وباء إيبولا لن تتأهل للنهائيات، بل وإن بلاغ "الكاف" ذكر بالإسم منتخب غينيا الذي قال حينها إنه الوحيد الذي لا زال يملك فرصة التأهل. واليوم تأكد فعلا تأهيل منتخب غينيا، بل وأيضا منتخب مالي البلد الذي شهد في الفترة الأخيرة تفشيا مهولا للفيروس الفتاك، فهل باتت إحدى مبررات "الكاف" غير ذات معنى؟
مباشرة بعد ضمان منتخب غينيا التأهل إلى النهائيات عن المجموعة الخامسة، ومعه أيضا منتخب مالي عن المجموعة الثانية، انطلق الجدل مجددا حول التهديدات الحقيقية التي قد تعصف بأكبر منافسة رياضية في القارة السمراء، ليس فقذ لمجرد تأكد تأهل منتخبي بلدين انتشر فيهما الوباء، ولكن أيضا بالنظر إلى أن الدولة المستضيفة ربما لم تستعد بما يكفي لتنظيم البطولة، وحتى في حال العكس، فإن ظهور حالة واحدة أثناء أو بعد البطولة، قد يحولها فعلا إلى مأتم، وقد يجعل "الكاف" في وضع جد حرج.
وعموما فإن جدل كأس إفريقيا للأمم لم ينته بعد، وربما لن ينتهي لمدة طويلة حتى بعد انتهاء النهائيات، خصوصا وأن تأهل المنتخبين المذكورين، من المؤكد أنه وضع تحديات أكبر، ولكنه الأكيد أنه وضع إحدى مبررات "الكاف" في رفض الطلب المغربي، في مهب الريح، وهي مبررات قال عنها محللون وخبراء رياضيون إنها تميل إلى الجوانب المادية والاستشهارية أكثر منها مبررات تأخذ بعين الاعتبار صحة المواطن الافريقي عموما ومواطني البلد المنظم خصوصا.
فالوباء الخطير إيبولا يفتك يوميا بضحاياه، وقائمة القتلى تتسع يوما بعد يوم، في ظل إطلا حملات من طرف منظمة الصحة العالمية، بل وايضا من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، وحده الاحاد الافريقي لكرة القدم ورئيسه عيسى حياتو، يرى أن تأجيل البطولة سيضع "قاعدة" جديدة يمكن أن "تزعزع" الكاف وتخلق الاستثناء، ووحده يرى أن عقود الاستشهار والرعاية ربما أهم من صحة ملايين المواطنين وآلاف الجماهير الرياضية.
فكيف إذن سيتعامل "الكاف" مع تأهل مستحق وعادي لمنتخبين لا ذنب لهما على المستوى الرياضي، لكن ربما يخلقان الاستثناء بتطلب إجراءات ومراقبة استثنائية أثناء وقبل انطلاق البطولة الافريقية، لكن الأكثر أهمية من ذلك كله، هو أن مبررات الكاف باستبعاد تأهل منتخب من بين منتخبات البلدان التي انتشر فيها الوباء، باتت اليوم في خانة التكهنات الخاطئة، بل وإن الأخطر من ذلك هو ظهور حالات جديدة من الإصابة بالمرض في بلدان أخرى تأهلت منتخباتها إلى النهائيات، وهو ما قد يزيد الوضع تعقيدا، كما أن للأمر أبعاد نفسانية، حتى ولو لم تكن منتخبات أو بالأحرى لاعبي منتخبات غير معنية بالوباء، فإن الهاجس الصحي يبقى مسيطرا بشكل كبير، فعن أي رياضة ومنافسة رياضية ستتحدث الكاف عنها؟
من جهة أخرى، يبدو أن تفكير غينيا الاستوائية في العواقب المحتملة جاء متأخرا نوعا ما ، فقد أعلنت مؤخرا عن تقدمها بطلب جلب أكثر من 50 طبيبا من كوبا من أجل مراقبة القادمين من مختلف الدول الإفريقية، و المحتمل إصابتهم بهذا الداء، وما يمكن أن نفهمه من هذا الإجراء هو أن غينيا الاستوائية و معها "كاف" عيسى حياتو أقرا و لو ضمنيا بمخاوف المغرب من هذا الوباء وبالأخطار المحتملة لمثل هاته التجمعات و في مثل هذه الظروف على صحة المواطنين الأفارقة.
و إذا كانت غينيا الاستوائية قد أقدمت على أولى الخطوات الوقائية من هذا الداء، و قامت بأول الإجراءات، فإن الأنظار الآن تتجه إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم و ردة فعله المحتملة من تأهل كل من مالي و غينيا، الذي لم يكمن يتوقع أن يتأهلا لهذا الحدث الكروي القاري، أما أولى الاجتهادات فترجح إمكانية منع الجماهير الغينية و المالية من مرافقة منتخبها.