اللاعبون العرب..يحصدون الملايين في أوروبا بينما تفتقدهم بلدانهم

زنقة 20 . وكالات

تتنعم النوادي الرياضية في مختلف أنحاء القارة الأوروبية بعشرات اللاعبين من ذوي الأصول العربية، الذين يشكلون إضافات مهمة للنوادي التي يلعبون فيها، إلا أنهم يفتحون الباب أمام فيضان من الأسئلة التي تتعلق في أسباب تألقهم في الخارج بينما يغيبون عن أوطانهم الأصلية، وما اذا كانت البيئة الرياضية في العالم العربي أصلاً مواتية لتنمية وتطوير المواهب أم أنها بيئات طاردة لهذه المواهب.

ويوجد العشرات من اللاعبين العرب في النوادي الأوروبية، سواء نوادي الدرجة الأولى أو غيرها، ممن يمثلون إضافات هامة لهذه النوادي، ويحصدون ملايين الدولارات من جراء اللعب في صفوفها، اضافة إلى حصد الملايين أيضاً في سوق الانتقالات، كما حصل مع النجم المغربي مهدي بنعطية الذي انتقل إلى «بايرن ميونخ» الألماني في واحدة من أضخم الصفقات في أوروبا وبلغت قيمتها 26 مليون يورو.

وقال محلل رياضي عربي يقيم في دبي لــ«القدس العربي» إن اللاعبين العرب يشكلون إضافة بالغة الأهمية بالنسبة للعديد من الأندية الأوروبية، وخاصة أندية الدرجة الأولى، مشيراً إلى أن وجودهم يمثل اشارة بالغة الوضوح على أنهم لم يجدوا الفرص المناسبة في بلادهم، بينما وجدوا فرصاً أتاحت لهم التألق عندما هاجروا إلى الدول الأوروبية.

وبحسب المحلل فان اللاعبين العرب في النوادي الأوروبية يمثلون «اقتصاداً قائماً بحد ذاته»، في اشارة إلى المبالغ الكبيرة التي يتقاضونها نظير عقودهم مع الأندية خلال مواسم الانتقالات السنوية. 

ويرى المحلل الرياضي الذي تحدث لــ«القدس العربي» أن المشكلة الأكبر التي يعاني منها اللاعبون العرب في النوادي الأوروبية هي أنه لا توجد أية روابط أو هياكل نقابية تجمع بينهم ليصبحوا قوة أكثر قدرة على الحركة والتأثير في سوق اللاعبين، في الوقت الذي يزداد عددهم بشكل مستمر وتزداد أهميتهم بالنسبة للنوادي بشكل مستمر.

ورصدت «القدس العربي» أكثر من 40 لاعباً يتوزعون على أكبر وأهم الأندية الرياضية في القارة الأوروبية، حيث يلعبون كرة القدم في الفرق التابعة لهذه النوادي، فيما يتنقل هؤلاء اللاعبون من نادي إلى آخر في صفقات بملايين الدولارات، واحياناً بعشرات الملايين من الدولارات.

أما أبرز وأشهر اللاعبين، فهم: النجم المغربي مهدي بنعطية الذي يلعب مع نادي روما الايطالي وانتقل مؤخراً إلى «بايرن ميونيخ» الألماني، اضافة إلى اللاعب الألماني سامي خضيرة الذي يلعب في نادي ريال مدريد الاسباني، واللاعب الجزائري فوزي غلام الذي يلعب مع «نابولي» الايطالي، وعادل تاعرابت الذي يلعب في ميلان، وغيرهم من نجوم كرة القدم العرب الذين يلعبون في صفوف الأندية الأوروبية المختلفة.

وبحسب الرصد الذي قامت به «القدس العربي» فان أغلب اللاعبين العرب في أوروبا وأشهرهم يعودون إلى دول المغرب العربي، إن لم يكونوا جميعاً أصلاً يتوزعون على ثلاث دول هي: المغرب والجزائر وتونس، فيما تستحوذ المغربعلى العدد الأكبر من اللاعبين.

المهدي بن عطية

يعتبر المهدي بن عطية اللاعب العربي الأشهر في الأندية الأوروبية حالياً، وهو لاعب كرة قدم مغربي من مواليد كوركورونيس بفرنسا في 17 نيسان/ أبريل 1987. 
بدأ بن عطية مشواره كلاعب في موسم 2006/2007 مع نادي تور الفرنسي، وهو الآن يلعب مع نادي بايرن ميونخ الألماني، بعد أن لعب مع نادي روما الإيطالي لموسم واحد وهو يلعب مع المنتخب المغربي من عام 2008.
تلقى النجم المغربي الواعد دعوة للعب في المنتخب الجزائري باعتبار أن أمه جزائرية الاصل غير أن بن عطية فضل اللعب لمنتخب بلاد الاصل بالنسبة لأبيه وبالتالي خاض أول مقابلة دولية له مع المنتخب المغربي ضد منتخب زامبيا في مباراة ودية يوم 19 تشرين ثاني/ نوفمبر 2008، كما سجل أول هدف دولي له في مرمى المنتخب الجزائري في إطار تصفيات كأس أمم أفريقيا 2012 يوم 4 حزيران/ يونيو 2011. التحق مهدي بن عطية بالعديد من الفرق ومراكز التكوين في مقاطعة افري الفرنسية، ولقي اهتماماً من طرف بعض الاندية الكبيرة أمثال تشيلسي ومانشستر يونايتد غير أن مهدي فضل الالتحاق بمركز تكوين نادي أولمبيك مارسيليا. وفي موسم 2006/2007 أعير المدافع المغربي إلى نادي تور الفرنسي الدي لعب به لمدة موسم واحد، وخلال هذا الموسم لعب بن عطية 29 مباراة في اطار مباريات الدوري الفرنسي الدرجة الثانية.

فوزي غلام

فوزي غلام هو لاعب كرة قدم جزائري يلعب حالياً لنادي نابولي الايطالي، ولد في 1 شباط/ فبراير 1991 في سان برييست أون جارز لوالدين جزائريين، والده من باتنة، أما والدته من عنابة. 
في 23 أيلول/ سبتمبر 2010 كان أول ظهور لغلام كلاعب محترف مع نادي سانت إتيان بعد دخوله كبديل عند الدقيقة 82 ضد نيس في إطار كأس الدوري الفرنسي.

محمد صلاح

يعتبر محمد صلاح واحداً من أشهر اللاعبين العرب في الأندية الأوروبية، وهو لاعب كرة قدم مصري يلعب حالياً لنادي تشيلسي الإنجليزي. ولد محمد صلاح حامد غالي في 15 حزيران/ يونيو 1992 في بسيون بالغربية، حيث بدأ حياته الكروية كناشئ في نادي المقاولون العرب، وخاض أول مباراة له في الدوري المصري الممتاز في 3 أيار/ مايو 2010، أمام نادي المنصورة في لقاء انتهى بالتعادل 1-1. 
في موسم 2010 ـ 11 أصبح صلاح لاعباً أساسياً بالفريق، وسجل أول أهدافه في 25 كانون أول/ديسمبر 2010 أمام نادي الأهلي في لقاء انتهى بالتعادل 1-1. 
ساهمت قدرات محمد صلاح ومهاراته العالية وسرعته الفائقة بجعله محل اهتمام وسائل الإعلام المصرية، وكان على وشك الانتقال لنادي الزمالك قبل الانتقال لصفوف نادي بازل السويسري، قبل أن يعرقِل انتقاله رئيس نادي الزمالك ممدوح عباس، معللاً بصغر سنه وقلة خبرته. 
وفي 26 كانون ثاني/يناير 2014 أعلن نادي تشيلسي الانكليزي عن اتمام صفقة انتقال محمد صلاح بصفقة لم يعلَن عن تفاصيلها، لكن قدرتها الصحافة الإنجليزية بما يقارب 11 مليون جنيه استرليني، واستطاع خطفه من نادي ليفربول الذي تفاوض معه لمدة تزيد عن شهرين.