ريال مدريد يخلق ضجة بتعاقده مع 'ميسي' جديد لا يتجاوز 16 عاماً
زنقة 20 . اي في
أعلن نادي ريال مدريد الإسباني التعاقد مع اللاعب النرويجي الشاب مارتين أوتيجارد على الرغم من أن عمره لا يتعدي 16 عاما في صفقة بلغت قيمتها مليونين و800 ألف يورو ليتفوق على باقي الأندية الأوروبية الكبرى التي كانت تسعى للتعاقد مع الموهبة الصاعدة ومن ضمنها على سبيل المثال بايرن ميونخ الألماني ومانشستر سيتي الإنجليزي.
وربما تحمل الصفقة في طياتها ما هو أكثر من مجرد التعاقد مع لاعب أجمعت أغلب الأراء على أنه سيصبح من ضمن نجوم المستقبل بسبب موهبته الفطرية التي أهلته ليشارك مع ثلاثة منتخبات (تحت 17 سنة وتحت 21 سنة والمنتخب الأول) في 2014.
يدرك أغلب المتابعين أن برشلونة دائما ما يتفوق على ريال مدريد فيما يتعلق باعداد المواهب الصاعدة وتصديرها للفريق الأول، وإن كان هذا الأمر شهد تراجعا بسيطا في الفترة الأخيرة، عن طريق أكاديمية (لاماسيا) ولكن في الناحية الأخرى يختلف الأمر عند أبناء العاصمة حيث تعد أكاديمية (لافابريكا) الخاصة بالنادي الملكي شحيحة الانتاج.
تضمنت صفقة ضم اللاعب الشاب التعاقد مع والده هانز إريك أوديجارد اللاعب المحترف السابق، والذي كان يشغل حتى فترة قريبة منصب المدير الرياضي لنادي ميوندالين النرويجي، ليعمل كمدرب في قطاع الناشئين.. فما السر وراء ذلك؟.
الحقيقة أن المستوى الذي وصل إليه أوديجارد وجعل أغلب عمالقة الأندية الأوروبية تتهافت عليه، حتى تمكن فلورنتينو بيريز رئيس الـ"ميرينجي" من حسم الأمر، يعود في الأساس للأساليب التدريبية الفريدة التي اتبعها والده معه.
يقول والد اللاعب في تصريحات لإحدى القنوات النرويجية حول الأسلوب الذي اتبعه في تدريب أوديجارد "إنه لم يتدرب أبدا بدون كرة، أهم شيء في النهاية دائما يكون اللمسة الأخيرة"، مشيرا إلى أن العوامل التي ساهمت في صقل موهبته "التدريب لوقت طويل وبشكل جيد وفي الطريق الصحيح".
أفكار والد اللاعب التدريبية مع نجله لم تتوقف عند هذا، فبخلاف انشاء ملعب مصغر من العشب الصناعي بجوار منزله لاجراء التدريبات، عمل على تطوير عدة محاور في طريقة اللعب تتعلق بـ"لمس الكرة والهروب من الضغط وتحسين رؤية الملعب وسرعة رد الفعل".
وبخصوص الأساليب التي اتبعها لتحسين كل هذه العناصر أضاف "بالنسبة لمسألة التعامل مع الضغط تدربنا على ما نطلق عليه معا (الخطوات السريعة بالكرة)، أما رؤية الملعب فبدأناها حينما كان عمره سبع أو ثمان سنوات، كنت أجعل الكرة معي ومارتين أمامي وشقيقه خلفه إما على اليمين أو اليسار وكنت أمرر له الكرة وهو كان عليه تغيير اتجاهه نحو الجانب المعاكس، هكذا تعلم كيف يلاحظ الملعب".
وأضاف والد أوديجارد "تدربنا أيضا في ملاعب مغطاة، بالكرة أمام الحائط حيث كنت أسددها لترتد إلى ناحية أو أخرى ليلحق بها (مثل الاسكواش) وأحيانا أسددها بقوة لكي يسقط على الأرض أثناء محاولة لحاقه بها، لكي تزداد لديه معدلات سرعة رد الفعل".
ولا شك أن هذه الأساليب، وهي بالتأكيد جزء من مجموعة أخرى أكبر، أثمرت بشكل أو بأخر في تنمية موهبة اللاعب، لذا فإن قرار الريال بالتعاقد أيضا مع والده للتدريب في قطاعات الناشئين ربما يحمل في طياته نظرة ذات بعد لتطوير (لا فابريكا) عن طريق تطبيقها مع مواهب الأكاديمية وربما اخراج أي أفكار أو ابتكارات أخرى على الصعيد الجماعي.
ولا يجب التعامل مع هذا الأمر بعيدا عن إطار السياسة الأخيرة للنادي في التعاقدات والتصعيدات داخل الفريق (مثال على ذلك إيسكو وناتشو فرناندز وألبارو مدران وكارباخال وكروس وأوديجارد نفسه) والتي تعتمد على النظر نحو المستقبل..