كأس أمم أفريقيا بغينيا الاستوائية : حين تحتضن الديكتاتورية الرياضة
زنقة 20 . الأناظول
نالت غينيا الاستوائية شرف احتضان بطولة كأس الأمم الأفريقية بعد أن أعربت عن استعدادها لذلك في فترة قياسية ودون أن يأبه الاتحاد الإفريقي بكونها ديكتاتورية عتية لا مكان فيها لحرية الصحافة ولا لقواعد اللعب النظيف.
بعد أن أعفي المغرب من احتضان بطولة كأس إفريقيا للأمم 2015، وبعد مسيرة البحث عن بلدان بديلة أعربت غينيا الاستوائية عن استعادها لتنظيم البطولة في فترة قياسية، خاصة وأن لديها المؤهلات المالية لذلك، بفضل مخزون نفطي حقق لها ملايين من الأرباح في العقدين الأخيرين وجعلها في مصاف أغنى الدول الإفريقية.
ورغم البنية التحتية القوية نسبيا والتي يتباهى بها الرئيس تيودرو أوبيانغ، إلا أن المواطنين يفتقدون لأشياء كثيرة.
مدينة باتا على سبيل المثال تشهد انتشارا لمدن الصفيح العشوائية حتى في مركزها، فيما يفتقد الناس لمتطلبات الحياة الأساسية كنظام الصرف الصحي، كما هو الحال بالنسبة لخوان بابلو الذي يعمل كمدرب لكرة القدم بشكل تطوعي، وهو يحلم أن يعمل كمدرب في أوروبا يوما ما.
وعن بلاده غينيا الاستوائية، يقول بابلو "هنا يوجد عالمان، الأول للفقراء والثاني للأغنياء. هؤلاء بإمكانهم بناء بيوت من الإسمنت، أما الآخرون فلا حول لهم!".
الدكتاتورية والرياضة هذه الدولة التي احتضنت بطولة الأمم الإفريقية في نسختها الحالية، تعد من أقدم ديكتاتوريات القارة الإفريقية، ويحكمها الرئيس أوبيانغ بقبضة حديدية، لا حياة فيها لصوت معارض.
وافقت غينيا الاستوائية على استضافة البطولة في ظرف ثمانية أسابيع.
وكم ستكلف البطولة بالنسبة للبلاد؟، هذا هو ما رفض رئيس إتحاد غينيا الاستوائية أندريس خورخيه مبوميو الكشف عنه في حوار مع مجلة "في دي إر شبورت" الألمانية معلقا: "بطبيعة الحال أن الموافقة على احتضان البطولة في غضون ثمانية أسابيع أمر كلف، لكن الحكومة هي من تقرر وليس نحن". وتشير التوقعات إلى أن الميزانية لن تقل عشرة ملايين يورو كأقل تقدير.
وكان هناك ملعبان جاهزان منذ بطولة كأس الأمم الإفريقية 2012، حين احتضنت غينيا الاستوائية تلك الدورة مناصفة مع الغابون، لكن هناك ملعبان آخران تمّ إعدادهما بسرعة قياسية وتحت ضغط غير مسبوق، وقد تمّ حجز طائرة خاصة لنقل جهاز تجديد أرضية الملاعب.
مآخذ ومفاجآت في الملعب، يسود الفرح ويتراقص المشجعون على أنغام موسيقى إفريقيا الوسطى بعد أن تأهل إلى المربع الذهبي إلى جانب أصحاب الأرض، غينيا والكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار التي يضم منتخبها أفضل لاعب إفريقي للمرة الرابعة على التوالي، إنه يايا توريه لاعب مان سيتي.
وحين يجري الحديث عن بطولة الأمم الإفريقية فإن توريه يتحدث بقدسية عن البطولة الإفريقية، مؤكدا أن حلم جميع النجوم الأفارقة الذين يلعبون في أوروبا هو انتزاع لقب البيت الإفريقي.
من جهة أخرى لم تخلو هذه الدورة من مفاجآت ومآخذ عديدة. أولى المفاجآت خروج الجزائر من الدور ربع النهائي وهي التي كانت من أقوى المرشحين على الإطلاق، وقبل ذلك السنغال وجنوب إفريقيا في دور المجموعات.
ومن المآخذ هناك الأخطاء التحكيمية المثيرة التي طبعت مباراة ربع النهائي بين أصحاب الأرض والمنتخب التونسي والتي ساهمت إلى حد كبير في فوز غينيا الاستوائية بعد أن احتسب الحكم ضربة جزاء لصالحها في الوقت القاتل، ليذهب الفريقان بعد ذلك إلى التمديد وتفوز غينيا الاستوائية نهاية المطاف بهدفين مقابل هدف. وفي حقيقة الأمر إن من خسر في النهاية هو الرياضة.
في غينيا الاستوائية التي توضع على قائمة البلدان الأكثر فسادا في العالم، لا مكان لحرية الصحافة. وقد تظاهر ثلاثة شبان ضد تنظيم البطولة الإفريقية فتمّ اعتقالهم على الفور ومصيرهم مجهول.