هل ينجح رفاق إلياس العماري في 'تفجير' الحزب الإشتراكي الموحد؟
زنقة 20 . الرباط
يعيش حزب "الإشتراكي الموحد" أزمة تنظيمية قد تعصف به في عهد الأمينة العامة نبيلة منيب، حيث أفادت مصادر قيادية في الحزب أن بوادر الإنشقاق بدأت تظهر منذ الإعلان عن تأسيس نقابة الكونفدرالية العامة للشغل والتي خرجت من رحم نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بزعامة عبد العالي كميرة، رفيق إلياس العماري، نائب حزب الأصالة والمعاصرة، والذي كان سببا في تقديم إستقالته من الحزب مباشرة بعد سفره رفقته إلى دولة الباراغواي.
وأسرت مصادر موثوقة لموقع زنقة 20، أن قيادة الـ"ك.ع.ش" بزعامة عبد العالي كميرة ومصطفى الشطاطبي وبعض مناضلي النقابة المحسوبية على حزب الإشتراكي الموحد يتجهون لخلق حركة تصحيحية داخل الحزب نظرا لعدم "أهلية" المكتب السياسي في إدارة شؤون الحزب واتجاه بعض أعضاءه القياديين إلى خلق صراع وهمي، في إشارة إلى حرب التصريحات التي دشنتها نبيلة منيب على مجموعة من اليساريين وعلى رأسهم عبد العالي كميرة ورفيقه المصطفى المريزق، الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة مكناس.
وأكدت مصادر موقع زنقة 20، أنه في حال فشل قيادة الحزب الاشتراكي الموحد في تطويق الصراع الداخلي وعقد مؤتمر استثنائي، فإن الحركة التصحيحية مرشحة لأن تصبح حزبا سياسيا يساريا، ومن أعمدته قيادة نقابة الكونفدرالية العامة للشغل التي خلقت تصدعا تنظيميا وإفراغا في نقابة الاموي في عدة قطاعات، كما تحضى بدعم قوي من شبيبة الحزب الإشتراكي الموحد والغاضبين على المكتب السياسي الحالي وعلى نبيلة منيب.
ويأتي مخطط تحويل الحركة التصحيحية إلى حزب سياسي في حال فشل منيب في تطويق الصراع الداخلي، يقول مصدر موقع زنقة 20، لتفنيد إنتماء نقابة الكونفدرالية العامة للشغل وقادتها لحزب الأصالة والمعاصرة، والتي حاولت بعض القيادات في الحزب الاشتراكي الموحد إلصاقها بالنقابة الجديدة، بحكم العلاقة الوطيدة التي تجمع عبد العالي كميرة بنائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، حيث يجمعهما تاريخ مشترك يعود إلى أول لقاء جمعهما سنة 1985 بمدينة الحسيمة، حيث كان عبد العالي كميرة طالبا قاعديا عاش تجربة الاعتقال السياسي، وإلياس العماري لحظتها كان تلميذا نشيطا في النقابة الوطنية للتلاميذ، وبعد مدة زمنية ليست بالطويلة التحق بالرباط هاربا من المتابعة التي طالت آنئذ مجموعة من المناضلين، وكان هو، أي إلياس العماري، واحدا منهم، حيث استقر بالرباط وعاش رفقة كميرة في بيت واحد لأزيد من ست سنوات إقتسما فيها كل شيء الأفكار والخبز والملابس، قبل أن تفرقهما التقديرات والاختيارات ويحتفظان بعلاقات إنسانية عميقة.
وحري بالذكر، أن إلياس العماري كان أحد القياديين البارزين في فصيل المستقلين الديمقراطيين في حزب الاشتراكي الموحد، وسبق له أن دشن مقر الفصيل بالرباط في وقت سابق.