سيدتي.. ما جدوى التظاهر بلباس رياضي والأمية بيننا راسخة قاتلة؟


زنقة 20

بـقـلـم: محمد الطائع

جازما أقول أن المسيرة النسائية ليوم 8 مارس المقبل بالعاصمة الرباط ( بمناسبة اليوم العالمي للمرأة) ستكون نوعية وتاريخية. فمن جهة ستستفيد من الشحن و الاستفزاز حد الاحتقار جراء تصريحات رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران (الأمين العام لحزب العدالة والتنمية) والذي لا يتردد أينما حل وارتحل في التهكم على " حقوق المرأة و دعاة المناصفة" وتحديدا نساء الأصالة والمعاصرة،الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال (أي أحزاب المعارضة)،  ومن جهة ثانية أظهرت هذه الأحزاب مؤخرا حركية غير مسبوقة و إصرارا كبيرا بعد ارتخاء، لاستثمار المناسبة للرد السياسي على رئيس الحكومة، بدعم غير مسبوق من قيادات هذه الأحزاب وحتى الإعلام مع توفير كافة الوسائل المادية واللوجستيكية.

في الواقع نحن أمام امتحان بين أحزاب المعارضة و وحزب رئيس الحكومة الذي سبق له ان قال في مجلس النواب في آخر جلسة مسائلة شهرية له وبزلة لسان غير موفقة تماما أن المعارضة إذا استطاعت حشد ألاف النساء بدل " بهدلة الاحتجاج ببضع عشرات"، فهو مستعد لتقديم استقالته.

معناه، أننا أمام نزال سياسي شرس بين من يدعو للمحافظة و من يدعو للحداثة، الصراع سياسي في العمق ، لكن ماذا لم نجحت المسيرة وحضرت واحتجت ملايين النساء؟ وماذا لو حصل العكس وفشلت أحزاب المعارضة في التظاهر القوي في شارع محمد الخامس بالرباط؟ عل مقربة امتار من مقر سكنى رئيس الحكومة؟ 

قبل الإجابة على السؤالين و الاحتمالين، لا بد أن نعيد عقارب الساعة الى الخلف قليلا وتحديد سنة 2000 حيث خرجت مسيرتان "نسائيتان" الأولى بالرباط من تاطير أحزاب الأغلبية وعلى رأسها الاتحاد الاشتراكي دفاعا عن الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية و الثانية مناهضة لها بالدار البيضاء، قادتها أحزاب وتيارات محافظة وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية ( حينها كان في المعارضة) و العدل والإحسان .

وللأمانة التاريخية فمسيرة الدار البيضاء كانت أضخم بكثير من مسيرة الرباط التي كانت متواضعة للغاية؟

فبعد 15 سنة خلت وبعد الحراك و بعد دستور 2011 ، مهم جدا أن نرى هذا التمرين الاجتماعي و السياسي في الشارع العام. مفيد جدا أن نقيس مؤشرات التعبئة والاتجاه العام عند المغربيات والفاعلات السياسيات وإطارات المجتمع المدني والحقوقي بالخصوص.

شخصيا أتمنى أن تنتصر الحداثة على التقليد، وهذا يتطلب رؤية جدية واضحة بعيدة المدى وطويلة النفس ولكن وبكل صدق اشك في ذلك، وكم وددت كثيرا ومهما كان حجم وشكل المسيرة أن تنكب وتنصرف " الحداثيات" الراعيات لهذا الشكل الاحتجاجي الحضاري الى تجدير مفاعيل هذه المسيرة والاحتفال والاحتفاء باليوم العام للمرأة ، بتشكيل لجن محلية مهمتها تنفيذ برنامج مشترك للأحزاب التي تدعي الحداثة ومن يدور في فلكها، قد يمتد إلى خمس سنوات غايته الوحيدة هو" تجريم أمية المرأة المغربية"، أي الاشتغال على مدار السنة وتوالي الأيام والأعوام في محور الأمية دون غيرها، وهو عمل شاق ومضني، غير ان مفاعيله جمّة، وعندها سيكون للمسيرات طعم آخر، عندها يصبح المشيىء باللباس الرياضي يوم الأحد دو معنى وجدوى ؟.
 









0 تعليق ل سيدتي.. ما جدوى التظاهر بلباس رياضي والأمية بيننا راسخة قاتلة؟

أضف تعليق


البحث في الأرشيف

البحث بالتاريخ
البحث بالصنيفات
البحث في الموقع

البوم : صور