عزيمان يكشف خطر عزلة المدرسة المغربية تجاه المجتمع
زنقة 20
انتقدت دراسة استطلاعية أعدها المجلس الأعلى للتربية والتكوين، ضعف الاستراتيجية التواصلية للمؤسسات التعليمية لاستقطاب الشركاء وفعاليات المجتمع المدني، معتبرة ذلك من أسباب ضعف التعبئة حول المدرسة المغربية، وهو ما ينتج العزلة التي تعيشها المدرسة تجاه المجتمع وتنامي مشاعر عدم الثقة إزاء العاملين فيها، وتزايد التمثل السلبي للمواطنين بخصوص أدوارها.
وأكدت الدراسة التي شارك فيها حوالي 1027 من المدرسين والمفتشين والاطر والباحثين والطلبة والآباء؛ أن عزلة المدرسة هذه ترجع أيضا إلى ترويج وسائل الاعلام لأخبار سلبية تستهدفها وتبالغ في إبراز عيوبها ومشاكلها، مقترحة أن تقوم الاكاديميات ببلورة خطة لدعم التعبئة حول المدرسة وتنفيذ استرايتيجة تواصلية متكاملة بما فيها إعداد مخطط تكويني يستهدف مديرات ومديري المؤسسات التعليمية وجمعيات الآباء والشركاء.
وعرضت الدراسة التي تم إنجازها السنة الماضية ونشرها المجلس مؤخرا؛ أهم الإشكاليات التي تعاني منها المنظومة حسب المشاركين فيها والتي تمثلت أساسا في إشكالية التكوين المستمر ضعف التكوين المستمر المقدم لفائدة موظفي وزارة التربية الوطنية، وعلى رأسھم ھيئة التدريس العاملة بمختلف الأسلاك التعليمية؛ وإشكالية اللاتجانس اللغوي ويتعلق الأمر بتغيير لغة تدريس العلوم بين المؤسسات الثانوية والجامعة، وصعوبة التحكم في الكفايات اللغوية وضعف تدبير التعدد اللغوي.
ومن بين الإشكاليات المسجلة في الدراسة؛ ما يتعلق بالجودة والمتمثلة أساساً في ضعف التحكم في الكفايات والمعارف الأساسية، وضعف نسب التدفق (الاكتظاظ، الھدر المدرسي، التكرار، استكمال الدراسة…)؛ إلى جانب إشكالية المناھج والبرامج حيث هناك ضعف في ملاءمة المناھج والبرامج للحياة الاجتماعية للتلاميذ، وكثرة المواد المدرسة وطول المقررات الدراسية وضعف وظيفيتھا وعدم الحسم في النموذج البيداغوجي.
وتوقفت الدراسة عند إشكالية البنية التحتية حيث ضعف البنية التحتية والعرض التربوي في العالم القروي ونقص في التجھيزات والمعدات الديداكتيكية الداعمة للتعلم. كما لاحظت الدراسة ضعفا في ما سمته التعبئة الاجتماعية حول المدرسة المتجسد في ضعف أشكال الدعم المقدمة للمدرسة واحتضانھا وتعزيز أدوارھا ورسالتھا المجتمعية. أما فيما يتعلق بإشكالية التأطير والمراقبة التربوية فقد سجلت الدراسة استمرار ضعف خدمات التأطير والمراقبة التربوية سواء تلك المقدمة للمتدخلين في المنظومة أو لفائدة المؤسسات التعليمية.
وفي الوقت الذي تعددت قائمة الإشكالات المسجلة؛ اعتبرت الدراسة أن مكتسبات المنظومة التربوية، من وجھة نظر الفئات المساھمة، تبقى محدودة مقارنة بالاختلالات التي تم رصدھا، وأكد الباحثون أن المكتسبَيْن المتعلقيْن بمجال الدعم الاجتماعي وبمجال البنية التحتية والعرض التربوي ھما اللذان تصَدَّرا قائمة المكتسبات، فيما ينظر أغلب المساھمين إلى باقي المجالات باعتبارھا حاملة لمجموعة من الاختلالات الأساسية، وحاضنة لنقائص مركبة ومتداخلة.
هذا وقدمت مختلف الفئات مجموعة من التصورات والاقتراحات الكفيلة بتطوير المنظومة وتأھيلھا همت مجموعة من المجالات، استحوذ فيھا كل من مجالي الجودة والحكامة على أغلب الاقتراحات، في حين احتل مجال الموارد البشرية الرتبة الثالثة من مجموع آراء المساھمين والمساھمات.