دبلوماسية "البام".. إلياس العماري يذكر الحزب الحاكم بجنوب إفريقيا بمواقف المغرب تجاه "ثورة مانديلا" ويُصحح سوء الفهم حول قضية الصحراء
زنقة 20
استقبل نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة الياس العماري، مساء يومه الأربعاء 11 مارس، بالمقر المركزي للحزب، وفداً حزبيا رفيع المستوى من حزب المؤتمر الوطني بجنوب افريقيا، ويضم في تشكيلته رئيس لجنة العلاقات الخارجية والمستشار السابق للرئيس ليندي روفوس راديبي، والقيادية بالحزب نتومبينل بيبربيتوا مسيزا، وعضو المكتب السياسي رودي رويسديان سيتلامو روبيرتس.
وشدد الياس العماري، أمام نظرائه الجنوب افريقيين على عمق العلاقات التاريخية والثقافية والجغرافية التي تربط البلدين بحكم انتمائهما لافريقيا، التي قال عنها "ماسينيسا" أن افريقيا للأفارقة، وهو نفس الشعار الذي رفعه الراحل نيلسون مانديلا والملك محمد السادس خلال الخطاب الذي ألقاه خلال زيارته لإفريقيا السنة الماضية، "وهو ما يعني أننا شعب افريقي واحد"، يؤكد العماري.
وحين استحضاره للروابط المشتركة بين الشعبين، ذكر العماري ضيوف الحزب بمواقف المغرب تجاه الشعب الجنوب إفريقي الذي دعم ثورته بالسلاح في سبيل الحرية والعدالة والديمقراطية التي قادها الراحل نيلسون مانديلا، مؤكدا على أن حالة المد والجزر التي عرفتها الديبلوماسية الرسمية بين البلدين بسبب بعض القضايا الخلافية التي طفت إلى سطح العلاقات الرسمية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة هي نتيجة لغياب التواصل.
رودي رويسديان سيتلامو روبيرتس، وعضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني، قاطع كلمة قياديّ "البام" مستفسرا عن حقيقة المشكل الذي لا يريد أن يكشف عنه، فأجاب العماري بأن المشكل "يتمثل في غياب المغرب عن منظمة الاتحاد الإفريقي وعن العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين البلدين بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية الشبه المنعدمة ناهيك عن العلاقات الثقافية المنعدمة، داعيا إلى العمل على إنشاء علاقة متكاملة بين البلدين".
وأكدَ رويسديان سيتلامو روبيرتس، على أنه مهما بلغت الخلافات بين البلدين، فإن ذلك لن يمنعهم من التواجد في المغرب، وتقاسم التجارب مع حزب الأصالة والمعاصرة الذي يتبنى في أدبياته الديمقراطية الاجتماعية، مشيرا إلى أن تواجدهم في المغرب سيكون فرصة سانحة للتطرق باستفاضة مع حزب الأصالة والمعاصرة إلى جميع القضايا والمشاكل التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين وتثمينها، والتفكير بشكل جماعي في السبل الكفيلة بتذويب الخلافات كمرحلة أولى وذلك في أفق تعميق العلاقات الرسمية والشعبية. معربا عن إيمانه كون المغرب له من الإمكانات ما يجعله قادرا على العودة بقوة إلى الإتحاد الافريقي.
بدوره ثمن حكيم بنشماش هذا اللقاء الذي أبان، عن قواسم مشتركة عديدة بين حزب الأصالة والمعاصرة وحزب المؤتمر الوطني لجنوب افريقيا، مشيدا بما قدمه شعب جنوب افريقيا من تضحيات طيلة فترة نضاله من أجل التحرر والعدالة والديمقراطية، معتبرا أن الخطاب النافذ إلى قلوب الشعبين هو الخطاب الصادق الذي يكون مصدره القلب والرغبة في العمل المشترك لأن لدول افريقيا مصير مشترك كما أن تاريخهم مشترك.
أما ليندي روفوس راديبي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية والمستشار السابق للرئيس الجنوب افريقي، فقد أشاد بالتجربة المغربية والأشواط التي قطعها المغرب في مجال الحقوق والحريات، معتبرا أن وحدة الخطاب بين الحزبين هي المدخل الأساسي لكل نقاش جاد ونافذ ديبلوماسيا وجماهيريا، مبديا استعداد حزبه فتح قنوات التواصل مع حزب الأصالة والمعاصرة والاشتغال سوية من أجل بلورة تصور ديبلوماسي يكون قادرا على تصحيح سوء التفاهم بين البلدين.
وبخصوص موقف بلده من قضية الصحراء، أضاف راديبي: " نحن في حزبنا نرى أن قضية الصحراء تخص المغرب، والمغرب قادر على حل المشكل بالحوار والنقاش ما يحقق السلم والسلام بالمغرب، وهذا ما يدفع المغرب إلى وحدة بلده كما فعلنا نحن في جنوب أفريقيا، فالمواجهة لا تجدي نفعا، والحوار والنقاش هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بشمال القارة".
هذا وقد خلص اللقاء إلى أهمية وضع برنامج عمل شامل لتعميق العلاقات بين الحزبين، سواء تعلق الأمر بتبادل الخبرات، أو بوضع ما راكمه المؤتمر الوطني الافريقي من علاقات واسعة وقوية بجنوب افريقيا من أجل تعميق التواصل بين الشعبين المغربي والجنوب افريقي.
ويضم الوفد الجنوب أفريقي، كل من رئيس لجنة العلاقات الخارجية والمستشار السابق للرئيس "ليندي روفوس راديبي"، وابنة الرئيس وقيادية بالحزب "نتومبينل بيبربيتوا مسيزا"، وعضو بالمكتب السياسي "رودي رويسديان سيتلامو روبيرتس".
وكانَ إلياس العماري، الذي يُوصف بالقيادي السياسي النافذ في دواليب الدولة المغربية، قد ربطَ علاقات صداقة معَ عدد من السياسيين بدول ظلت بعيدة دبلوماسياً معَ المغرب، على غرار الباراغواي، فينزويلا، إثيوبيا وجنوب إفريقيا.
وكانَ المغرب قد قرٌر سنة 2004 إستدعاء سفيره في بريتوريا للتشاور بعدما قررت جنوب افريقيا الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية "البوليساريو"، وأوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون انذاك، ان المغرب قرر استدعاء سفيره في بريتوريا للتشاوروتقييم القرار المنحازوالمفاجئ وغير الملائم الذي أعلنت عنه حكومة جنوب أفريقيا بشأن الاعتراف بما يسمي بالجمهورية الصحراوية .
وتعرف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجنوب إفريقيا، جموداً مُنذ أزيد من عقدين من الزمن، بعد إعترافها بجبهة "البوليساريو"، الداعية إلى إنفصال المغرب عن صحرائه.