المَلك يُعطي انطلاقة تشييد قطب سياحي وحضري عالمي للدارالبيضاء
زنقة 20 . ماب
يرتقب أن يؤدي مشروع "وصال الدار البيضاء- الميناء"، الذي سيجعل من العاصمة الاقتصادية حاضرة دولية بامتياز، إلى ميلاد قطب سياحي وحضري ذي بعد قاري.
وسيعطي هذا المشروع، الذي أشرف الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، على إعطاء انطلاقة ثلاثة من مكوناته ، بالتأكيد دفعة لتنافسية المدينة وجاذبيتها ليس فقط في مجموع المنطقة الفرعية لإفريقيا الغربية وإنما أيضا في المتوسط الغربي.
ويتوخى مشروع "وصال الدار البيضاء- الميناء"، الذي عبئت له استثمارات بقيمة 6 ملايير درهم، إنجاز مشاريع تعزز الاستراتيجية الوطنية السياحية في أفق 2020، من شأنها جعل المدينة وجهة بارزة لسياحة الأعمال والثقافة والرحلات البحرية، وبالخصوص إعطاء نفس مستدام لانبعاث الدار البيضاء.
"وصال الدار البيضاء- الميناء"
مشروع يمتد على مساحة إجمالية تصل إلى 12 هكتاراوسيتم إنجاز "وصال الدار البيضاء- الميناء"، الذي يجمع بين خمسة مساهمين، منهم أربعة صناديق سيادية خليجية والمغرب (الصندوق المغربي للتنمية السياحية)، على مساحة إجمالية تصل إلى 12 هكتارا قصد بث دينامية جديدة في المنطقة، وإحداث المزيد من مناصب الشغل وتعزيز البعد السياحي للمدينة العتيقة للدار البيضاء.
وهكذا، يعد وصال العاصمة رافعة للاستثمار من الجيل الجديد، تتوزع بحصص متساوية بين الدول المستثمرة المتمثلة في الإمارات العربية المتحدة، عبر شركة أعبار للاستثمار، ودولة الكويت، عبر هولدينغ صندوق الأجيال للاستثمار، ودولة قطر عبر هولدينغ قطر إل إل سي، والمملكة المغربية عبر الصندوق المغربي للتنمية السياحية، تنضاف إليهم المملكة العربية السعودية عبر صندوقها السيادي صندوق الاستثمارات العامة، مما يرفع الغلاف المالي الإجمالي للاستثمار على مستوى الأموال الخاصة إلى 4ر3 مليار دولار (أي 29 مليار درهم).
ويعكس دعم المؤسسات المالية ، كالبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار ، الاهتمام العالمي الذي يحظى به هذا المشروع الذي يعد بازدهار متقاسم بفضل الدبلوماسية الملكية الثلاثية جنوب-جنوب، التي تجمع بين آفاق النمو القاري، عبر المركز الغرب إفريقي المتمثل في حاضرة الدار البيضاء، والرساميل المالية والخبرات السياحية لبلدان الخليج.
ويؤدي المشروع، الذي يروم تحويل جزء من المنطقة المينائية للدار البيضاء، إلى ورش تأهيل واسع النطاق سيكون له وقع قوي على الدار البيضاء برمتها عبر إحداث مركز حضري جديد على مستوى المدينة وتجمعها الحضري، وتثمين الحي التاريخي للمدينة العتيقة وساحلها السياحي، وإعطاء هوية واضحة من الآن فصاعدا للمدينة كوجهة سياحية ذات إشعاع أكيد.
إعادة التأهيل تهم تعزيز الاستراتيجية المندمجة
حول طموح جديد للمدينة العتيقةوتتوخى إعادة التأهيل هاته تعزيز الاستراتيجية المندمجة حول طموح جديد للمدينة العتيقة يتماشى مع الانتظارات المشروعة للساكنة على المستوى الثقافي والسوسيو-اقتصادي والحضري، قصد تحسين ظروف عيش السكان، والارتقاء بالإطار المبني للمدينة، والحفاظ على التراث التاريخي والثقافي للعاصمة الاقتصادية.
ويستجيب مشروع وصال الدار البيضاء- الميناء بمختلف مكوناته للانخراط الاجتماعي الذي ينشد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالنسبة للمسؤولية الاجتماعية، وتنمية الرأسمال البشري والتقارب الاقتصادي-البيئي.
وسيؤمن إنجاز المشروع ، بشراكة مع الدولة، تمويل بناء ورش جديد لإصلاح السفن، وتهيئة ميناء للصيد، وإنجاز محطة خاصة بالرحلات البحرية.
ويتضمن هذا المشروع الواسع النطاق أيضا بناء مركب إقامة وفق الأشكال المعمارية لكبرى الحواضر الدولية، خاصة سيدني ونيويورك ولندن وأبوظبي، مع احترام الخصوصيات المعمارية المغربية.كما يشمل بناء مركب مهني مندمج (53 ألف متر مربع) على غرار مراكز الأعمال الدولية الكبرى، ووحدات فندقية فاخرة، وفضاءات تجارية وأخرى للترفيه، فضلا عن تهيئة فضاءات خضراء.
إنجاز مدينة كبرى للعلوم ومكتبة علمية
وفي الجانب الثقافي والعلمي، ووفق الرؤية الملكية الخاصة بالنهوض بالأنشطة الثقافية وتقوية كفاءات الشباب لتشجيعهم على المشاركة النشيطة في مسار التنمية، يرتقب، في إطار مشروع وصال الدار البيضاء- الميناء، إنجاز مدينة كبرى للعلوم ومكتبة علمية.
أما بخصوص مشروع إعادة تأهيل ميناء الدار البيضاء، فسيتم تعزيز البنيات، أساسا عبر إحداث ميناء جديد للصيد (450 مليون درهم)، ومحطة بحرية جديدة (100 مليون درهم)، إلى جانب نقل ورش بناء السفن (500 مليون درهم).
ويعد "وصال الدار البيضاء- الميناء" الأول ضمن سلسلة مشاريع طورها الصندوق السيادي للاستثمارات "وصال العاصمة" الذي يتوقع أن يساهم أيضا في مشروعي تهيئة أبي رقراق (الرباط) ومارينا طنجة.