عشرات الألاف من الجزائريين في مسيرات رافضة لاستغلال الغاز الصخري
زنقة 20 . الأناضول
شهدت مدن ورقلة وعين صالح وتمنراست في الجنوب الجزائري، اليوم السبت، احتجاجات كبرى دعت إليها منظمات وأحزاب وحركات رافضة لمشروع الغاز الصخري، بحسب مراسل الأناضول وشهود عيان
وكانت مسيرة ساحة الحرية بمدينة ورقلة (800 كلم جنوب شرقي العاصمة الجزائر) أكبر مسيرة تنجح الحركات الرافضة للغاز الصخري في الجزائر في تنظيمها.
وخلال مسيرة مدينة ورقلة، ألقى عدد من زعماء وقياديين في أحزاب سياسية معارضة كلمات وسط آلاف المشاركين.
وقال القيادي في اللجنة الشعبية لمناهضة الغاز الصخري (غير حكومية)، الطاهر بلعباس، لوكالة الأناضول "لقد نجحنا في التحدي، وتمكنا من توحيد المعارضة الصامتة في الجزائر وهي الشباب غير المتحزب والمعارضة الحزبية في وقفة احتجاجية ومسيرة تطالب بوقف مشروع الغاز الصخري".
من جهته، قال القيادي في لجنة مناهضة الغاز الصخري (غير حكومية)، سويد فاروق، لوكالة الأناضول "نحن هنا نحارب الإقصاء الذي تفرضه السلطات على شرائح واسعة من الجزائريين"، على حد قوله.
وأضاف "لابد من أن يتواصل الحراك الشعبي ليس في الجنوب فحسب بل في كل مكان في الجزائر حتى نتمكن من تغيير طريقة التسيير (تعامل الحكومة) في الجزائر التي تعتمد على الإقصاء المنهجي لرأي المواطنين".
وقال مصدر أمني جزائري، طلب عدم الكشف عن هويته، إن "عدد المشاركين في مسيرة ساحة الحرية لم يتجاوز 10 آلاف"، فيما قال قياديون في اللجنة الشعبية لمناهضة الغاز الصخري إن "المسيرة والوقفة الاحتجاجية تمت بمشاركة ما لا يقل عن 25 ألفا من المحتجين".
وفي مدينة عين صالح، شارك آلاف المحتجين في مسيرات ووقفات احتجاج رفض مشروع الغاز الصخري، حيث تجمع آلاف المحتجين في ساحة الصمود، مرددين شعارات تطالب بوقف مشروع الغاز الصخري.
وقال صواق نذير، عضو لجان تنسيق احتجاج رفض الغاز الصخري في عين صالح، لوكالة الأناضول "أردنا اليوم توجيه رسالة قوية للسلطات حول موضوع رفض الغاز الصخري هي أن الاحتجاج في عين صالح سيتواصل إلى أن توقف السلطة المشروع".
كما شارك أكثر من ألف محتج في ساحة إيلامان بمدينة تمنراست في وقفة احتجاجية للتعبير عن رفض مشروع الغاز الصخري.
وتشهد محافظات في الجنوب الجزائري منذ مطلع العام الجاري مسيرات واحتجاجات رافضة لمشرع استغلال الغاز الصخري في الجزائر بسبب مخاوف من تأثير الطاقة الجديدة على البيئة والمياه الجوفية في الجنوب، بينما ترفض الحكومة الجزائرية مراجعة القرار.
وقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، يوم 24 فبراير/ شباط الماضي، في رسالة للجزائريين بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات (تأممت عام 1971): "إنه يجب الاستفادة من الطاقات التقليدية وغير التقليدية والطاقات المتجددة المتوفرة في البلاد مع الحرص على حماية صحة المواطنين والبيئة".
وتابع: "النفط والغاز التقليدي والغاز الصخري والطاقات المتجددة كلها هبة من الله، ونحن مناط بنا حسن تثميرها والاستفادة منها" في إشارة منه إلى رفض التراجع عن المشروع. وتحتل الجزائر المرتبة الثالثة عالميا بعد الصين والأرجنتين من حيث احتياطات الغاز الصخري، بحسب تقرير صدر العام الماضي عن وزارة الطاقة الأمريكية حول احتياطات الوقود غير التقليدية.