وزير التربية الوطنية يعترف بإنهيار النظام التعليمي ويُؤكد: نُدرسُ التلاميذ "الخْرايفْ"
زنقة 20
قدم وزير التربية الوطنية، رشيد بلمختار، في ندوة حول الثقافة والكتاب ووسائل الاتصال الحديثة، يوم السبت 21 مارس بمدينة سلا، صورة قاتمة عن التعليم بالمغرب.
وأفادت يومية "أخبار اليوم"، بأن بلمختار قال في الندوة التي عقدت بمناسبة تدشين المقر الجديد لمؤسسة أبو بكر القادري بسلا، إن قطاع التعليم وصل إلى حد لا يحتمل انتظار اتخاذ القرارات، مشيرا إلى أن الوقت الراهن لم يعد وقت "الهضرة"، بل هو وقت اتخاذ خطوات عملية عاجلة على أرض الواقع.
وحسب اليومية فإن بلمختار قال إن أجيال التلاميذ اليوم ضحية قرارات خاطئة سابقة، حيث اعتبر أن هذه القرارات أدت إلى أن 76 في المائة من التلاميذ لا يحسنون القراءة بعد أربع سنوات من التعلم، مشيرا إلى أن المدرسية المغربية تعاني من ثلاث مشكلات أساسية، هي مشكلة كفاءة الأساتذة، ومشكلة الأخلاق، وأخيرا مشكلة الحكامة.
وقالت اليومية إن بلمختار لم يعلن عن الخطوات العملية التي ينبغي إنجازها لتجاوز هذه المشكلات الثلاث، إذ صرح بأن وزارته لازالت تفكر في كيفية الانتقال من تشخيص واقع التعليم إلى تحليله، رغم أنه تقلد هذا المنصب في مناسبتين، ومن بين المشكلات التي طرحها كون برامج التعليم لا تلائم الطفل، حيث اعتبر أن المدرسة المغربية تعلم التلاميذ محموعة من "الخرايف" وتمارس التعسف في حقهم.
وذكرت اليومية بأن بلمختار أعلن عن تسعة إصلاحات عاجلة ينبغي اتخاذها في القريب العاجل، لإصلاح هذا القطاع الذي يستهلك 27 في المائة من ميزانية الحكومة بدون طائل، بحسب تعبير الوزير، إذ قال أنه لابد أن يتمكن التلميذ من القراءة والكتابة والحساب خلال السنوات الثلاث الأولى من التعليم الابتدائي، ولابد من إصلاح نظام تنقيط الانتقال من طور إلى طور، وتحقيق اندماج التعليم والتكوين المهني، وحل مشكلة اللغات الأجنبية المعتمدة، إلا أنه لم يقدم أي توضيحات بخصوص الموقع الذي ستحتله اللغة الإنجليزية في النظام التعليمي الجديد، باعتبارها لغة العلم والتكلونوجيا، حسب تعبيره.
وأعلن بلمختار خلال الندوة عن تكوين الطلبة الأساتذة سيستغرق ثلاث سنوات بدل سنة واحدة، مشيرا إلى أن 30 ألف أستاذ أدمجوا في التعليم بدون تكوين، وأن 40 ألف لم يجتازوا لحد الآن امتحان الكفاءة، ليصل في الأخير إلى ضرورة حل المشكلات المتعلقة بالحكامة، وتخليق المدرسة، وإدماج التكنولوجيات الحديثة كوسيلة في البرامج.