'ائتلاف اللغة العربية' يُهاجم 'فَـرْنَسة بلمختار' للتعليم بالمغرب
زنقة 20 . الأناضول
أدان ائتلاف مغربي، اليوم الاثنين، توصية متوقع بما أسماه "فرنسة" التعليم في البلاد.
جاء ذلك في بيان أصدره، اليوم، الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية (ائتلاف لمجموعة من الجمعيات المدافعة عن اللغة العربية) في المغرب.
وقال البيان الذي حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه، اليوم، إن الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية "يتابع بقلق ما تناقلته بعض المنابر الإعلامية من أخبار حول اعتزام المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي (مؤسسة عمومية تقدم استشارات للملك في مجال التعليم) فرض توصيات في التقرير الاستراتيجي المزمع إصداره تنص على ضرورة فرنسة جميع المناهج التعليمية، واعتماد اللغة الفرنسية لغة للتدريس في جميع المستويات الدراسية".
وعبر عن "إدانته لهذا الموقف الذي يعد انقلابا مكتمل الأركان على التوافق الذي تمثل في النص الدستوري، وتراكمات النقاش المجتمعي والأكاديمي".
وتنص المادة الخامسة من الدستور المغربي على أنه "تظل العربية اللغة الرسمية للدولة، وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها، وتنمية استعمالها.
وتعد الأمازيغية أيضا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء".
واعتبر بيان الائتلاف المغربي أن هذه التوصيات "ردّة ضد نضالات الفاعلين المدافعين عن اللغتين الرسميتين (العربية والأمازيغية) للمغرب"، مشددا على أن "اللغة العربية في المغرب خط أحمر، وأي مساس بوضعها كلغة رسمية للدولة يعني مسا بالوجود الوطني للدولة والمجتمع وهو ما لن يسمح به المغاربة".
وعبر الائتلاف عن "رفضه المطلق لكل محاولة انفرادية لفرض الفرنسية على التعليم المغربي"، واعتبر هذا الأمر يعبر عن "مصالح فئوية وأيديولوجية ضيقة فقط".
ودعا رئاسة المجلس (رئيس المجلس يشغل كذلك منصب مستشار للعاهل المغربي الملك محمد السادس) إلی "الاشتغال في شفافية"، والكف عما وصفه بـ"تهريب نقاش قضايا حيوية تعني أزيد من سبعة ملايين أسرة مغربية".
كما دعا من وصفهم بـ"الفضلاء داخل المجلس" إلى "اتخاذ ما تستوجبه اللحظة التاريخية والمضي إلى أبعد مدى في سبيل إحقاق المكانة اللائقة باللغتين الوطنيتين للمغاربة، وحتى لا تستغل مشاركتهم من أجل تمرير مواقف كارثية".
وبالموازاة مع إعداد المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، لتقرير إستراتيجي عن التعليم سيرفعه للملك، بينه توصيات عن لغة التدريس في المراحل المختلفة للتعليم في المغرب، واللغة الثانية التي يجب اعتمادها في التعليم المغربي بعد العربية، تداولت وسائل إعلام مغربية جدلا ونقاشات بين أعضاء المجلس، بين اتجاه يسعى إلى تقوية اللغة العربية، واعتماد اللغة الإنجليزية كلغة ثانية في التعليم المغربي، باعتبارها "لغة العصر والعلم"، وبين تيار فرنكفوني يدافع عن اللغة الفرنسية، ويعتبرها "غنيمة حرب وليس فقط لغة المستعمر"، كما عبر عن ذلك عضو المجلس الأعلى، نور الدين عيوش، الذي يدافع أيضا عن تدريس اللهجة الدارجة المغربية.
وفي خضم هذا الجدل هاجم عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية، نور الدين عيوش لدعوته هذه، وقال إنه يدعم اعتماد اللغة الإنجليزية كلغة ثانية في التعليم بعد العربية، وأن هذا لا يعني أي موقف سلبي من فرنسا أو العلاقات المتينة بين المغرب وفرنسا.
وكان بنكيران قال في تصريحات سابقة إن "اللغة العربية لها خصوم شرسون، وعلى أبنائها أن يقوموا بواجبهم لتبقى محافظة على مكانتها التي تبوأتها بالمغرب منذ عصور".
ودعا إلى الدفاع عن اللغة العربية وتطويرها بتوسيع مجال استعمالها في كل المجالات العلمية والسياسية وفي التعليم وباقي المجالات الأخرى.