قصة يونس خياطي..الرُبان المغربي الذي انتحر باسقاط طائرة لارام
زنقة 20 . الرباط
خالد أربعي
تعود بنا حادثة سقوط الإيرباص الألمانية التي أودت ب150 ضحية إلى واقعة حدثت بالمغرب وتحديداُ في جبال الأطلس سنة 1994 ,عندما قام الطيار "يونس خياطي" بانتحار كان بسبب علاقة عاطفية فاشلة.
ففي 21 أغسطس 1994 تحطمت طائرة مغربية من طراز ATR-42-31 فرنسية- ايطالية الصنع بمحركين، فقضى كل من فيها: الطيار يونس خياطي ومساعدته الأجنبية صوفيا فوغيغي، وطاقم من اثنين من المغاربة، فيما كانت الطائرة تقل 40 راكبا، نصفهم سياح استقلوها انطلاقاً من مطار "أكادير المسيرة الدولي" في رحلة رقمها 630 وتستغرق 45 دقيقة الى نظيره "محمد الخامس الدولي" بالدار البيضاء على بعد 378 كيلومترا.
التحقيقات كشفت أن الطائرة فقدت توازنها بعد 10 دقائق فقط من إقلاعها ليلا ووصولها الى ارتفاع 16 ألف قدم، ثم ظهر فجأة على شاشة الرادار أن الكابتن "خياطي"، بشكل اختياري انحرف بالطائرة الى الأسفل كأي طيار حربي انقض على مُقاتلة على أحد الأهداف العسكرية.
ما هي الا بدقائق معدودات حتى ارتطمت الطائرة الصغيرة منفجرة بركابها في منطقة أمسكرود بجبال الأطلس.
التحقيقات التي استندت بشكل خاص الى بيانات الطائرة بعد العثور على صندوقيها الأسودين، أن الكابتن "خياطي" أوقف الطيار الآلي عن العمل فجأة وأمعن في إسقاطها عمدا حتى حقق ما أراد بالنتحار، فقضى بعمر 32 سنة مع جميع من كانوا على متنها، وأهمهم شهرة كان عمره 38 سنة، وهو الشيخ الكويتي علي الحمود الجابر المبارك الصباح وزوجته الشيخة معتزة.
والشيخ علي هو شقيق من كان وزيرا للدفاع عام الحادثة، الشيخ أحمد الحمود الجابر الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي السابق، ومع أخيه قضى أيضا 20 مغربيا، بينهم طفل واحد، إضافة إلى 18 سائحا: أميركي و8 إيطاليين و5 فرنسيين و4 هولنديين.
تحليل الصندوقين الأسودين، كشفت أن مساعدة الطيار حاولت منعه مما كان سيقدم عليه، حيث أدركت نواياه فجأة، فاستغاثت: "النجدة..النجدة.. ثم انقطع صوتها ثوان قبل الارتطام.
صحيفة "الغارديان" البريطانية بعدد 15 نوفمبر 1999 ذكرت أن شجارا وخلافا عاطفيا حدث بين الطيار "خياطي" وبين من كانت له علاقة عاطفية معه، ولم تكن تلك الشابة سوى مساعدته نفسها صوفيا فوغيغي، القتيلة معه بتحطم الطائرة.